أربيل / زياد جسام/
احتفت الأوساط الثقافية في بعض المحافظات العراقية بالروائي علي بدر واستضافته للحديث عن روايته الجديدة (الزعيم.. خرائط وأسلحة) وتوقيعها للجمهور. من بين هذه المحافظات بغداد، وأربيل، والموصل، والبصرة، والناصرية. “”الشبكة العراقية”” حضرت الجلسة التي أقيمت في أربيل، التي نظمها نادي المدى للقراءة، بالتعاون مع معهد غوتة الألماني.
أقيم حفل التوقيع ومناقشة الرواية الصادرة تواً عن دار المدى، على صالة (نازدار حه يران).
تحدث (بدر) عن روايته واصفاً إياها: “إنها استكشاف تأريخي لحياة الزعيم عبد الكريم قاسم، الزعيم اليساري الأكثر شعبية في العراق.”
المؤلف رقم 17
تحمل هذه الرواية الرقم 17 في سلسلة مؤلفات علي بدر التي ترجمت إلى 15 لغة أجنبية، من بينها الإنكليزية والفرنسية والهولندية والإيطالية والإسبانية والروسية والكورية والصينية والفارسية والكردية والتاميلية وغيرها.. يقول (بدر): “هذه الرواية تختلف عن سابقاتها، باعتبارها رواية تأريخية وليست سياسية أو وثائقية، تناولت فيها تاريخ عبد الكريم قاسم منذ ولادته عام 1914 في محلة المهدية الفقيرة بجانب الرصافة ببغداد، ومن خلاله استعرضت تأريخ العراق والمفاصل المهمة التي مر بها البلد.” ويصف قاسم بأنه: “شخصية محبوبة وقارئ جيد.”
شهدت الجلسة تفاعلاً جميلاً من قبل الحضور، طرح بعضهم أسئلة، وقدم بعض آخر مداخلات بشأن نتاج المحتفى به.
في معرض إجابته عن سؤال حول إمكانية الالتزام بالحقائق التاريخية والكتابة الإبداعية، قال (بدر): “الإبداع يبقى سمة روائية، أن تكتب رواية تهم الكاتب ذاته، تبقى الرواية عملاً فردياً.” وفي جوابه عن سؤال: كيف يمكن ان تكتب رواية عن العراق بمعزل عن الانحياز عاطفياً؟ أجاب: “هذه الرواية تستعيد كتابة تأريخ مغيب من خلال الصحف والحكايات الشفاهية، بعيداً عن التأريخ الرسمي المكتوب، نستكشف من خلالها نشأة العراق الحديث مع ولادة الزعيم في الحرب العالمية الأولى، حين رسمت مدافع الإمبراطورية البريطانية خريطة العراق، الذي كان يُسمى بلاد ما بين النهرين، في العام 1914.”
استكشاف الذاكرة
يتحدث الروائي علي بدر مسترسلاً: “تستعيد هذه الرواية (الزعيم.. خرائط وأسلحة) تاريخاً مغيباً في العراق، عمّده الصراع الاستعماري، وخرائط الإنكليز المعدة منذ سايكس بيكو، لتصبح فيما بعد مسحاً للأرواح المتضررة واستكشافاً للذاكرة والحاجة المتأصلة للسماح للماضي في التدفق بحرية.”
تتألف الرواية من أربعة مقاطع مثبتة بالأرقام، وهي: الأول: الأسلحة، الأسلحة والأبناء، وماريون فاروق. الثاني: خرائط استعمارية، من أوراق عبد الكريم قاسم. الثالث: أبناؤنا الرومانسيون والمؤامرة. الرابع: الثورة والمذبحة الملكية.
صيغت الرواية بأسلوب روائي متين غير معقد، إذ غاب الراوي الواحد المنفرد وظهر رواة عدة، كل شخصية تتحدث عن نفسها، بمن فيهم الزعيم عبد الكريم قاسم وهو يصف أحوال عائلته، والده (قاسم النجار) ووالدته (كيفية بنت حسن يعقوب)، مع تفاصيل محلة المهدية البسيطة التي ولد فيها.
تبدأ أحداث الرواية لحظة إعدام عبد الكريم قاسم في مبنى الإذاعة والتلفزيون ببغداد، ثم الكشف تدريجياً عن المؤامرة أو المخطط الأميركي، من خلال المخابرات الأميركية، لقتل الزعيم اليساري، وما رافق ذلك من تهيئة دقيقة للحدث تمهيداً لصعود المد القومي الشوفيني.
يصف بدر شخصية الزعيم بأنه كان “محبوباً وقارئاً جيداً ومثقفاً ودرجة ذكائه متوسطة.” مشيراً إلى أن رواية (الزعيم.. خرائط وأسلحة) ستتبعها روايتان لتنتهي بثلاثة أجزاء، استكمالاً للأحداث التي تبحث في تأريخ العراق الحديث.