بدر شاكر السياب شاعر الحداثة والوجع العراقي

 

في فترة حرجة من تاريخ العراق المعاصر الذي كان تحت سلطة الاحتلال الإنجليزي، ولد بدر شاكر السياب العام 1926، وألقت الظروف السياسية آنذاك بظلالها على كاهله في مختلف مراحل حياته، فأثقلتهُ، وعانى ما عاناه سواء من السجن أو الرفض من العمل والطرد أو ملاحقة المخبرين وصولاً إلى هروبه إلى منفاه الاختياري في الكويت، خشية الاعتقال، كانت هذه المعاناة مادة دسمة لكثير من قصائده التي دوّن فيها هذه الأحداث.
عُد (السياب) من أهم الشعراء العراقيين والعرب في القرن العشرين، وأحد مؤسسي الشعر الحر في العالم العربي مع نازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي، وكانت قصيدته (هل كان حبا)، من أولى قصائده في الشعر الحر، تفجرت موهبته الشعرية منذ الصغر في قريته جيكور الصغيرة الواقعة بالقرب من أبو الخصيب في البصرة، حين كان لا يتجاوز الثانية عشرة، انتقل بعدها إلى الدراسة الثانوية في منطقة (العشّار) حيث سكن مع جدته لأمه، وفي عام 1941 بدأ السياب الانتظام بكتابة الشعر، الذي التزم فيه بكتابة الشعر العروضي ومواضيعه الكلاسيكية اذ تأثر بالشاعر أبي تمام، قبل أن يشهد شعره الثورة على الكلاسيكية واللحاق بالرومانطيقية والحداثة فيما بعد.