زياد جسام
تصوير علي الغرباوي/
بمناسبة يوم الكاريكاتير العراقي، افتتح بيت الكاريكاتير العراقي ومؤسسة النهرين للشباب والتنمية المستدامة واحداً من أكبر المعارض الدولية للكاريكاتير، وذلك على القاعة الكبرى لجامعة التراث في بغداد، بحضور نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي ونخبة من فناني الكاريكاتير والإعلاميين والمهتمين.
علماً بأن هذه الدورة حملت اسم الفنان نوري ثابت (حبزبوز)، وبلغ عدد الدول المشاركة 44 دولة وعدد الفنانين المشاركين 196 فناناً، أما الأعمال المرسلة فوصل عددها الى 705 أعمال كاريكاتيرية، إلا أن اللجنة اختارت من بين هذا الكم 230 عملاً صالحاً للعرض، يذكر أن لجنة فرز الأعمال تألفت من: الفنان عبد الرحيم ياسر، الفنان خضير الحميري، الفنان غزال محمد، الفنان قاسم حسين. تضمنت الأعمال المشاركة في المعرض مواضيع لرواد فن الكاريكاتير العراقي وشخصيات الفن والأدب والعلم، وتناولت التقاليد والعادات العراقية والتنوع الثقافي، البيئة وتغير المناخ، المرأة والطفل، الظواهر الاجتماعية (المخدرات، الانتحار، الفساد) وحقوق الإنسان وغيرها.
أسماء وجوائز
اللجنة المذكورة هي من اختارت الجوائز التي توزعت كالاتي : في مسابقة ملصقات عراقية (1 – محمد ابراهيم ناصر2 – زاهد المرشدي 3 – هاله زياد).
اما في مسابقة هيرو لرسم الكوميكس والأنمي والمانغا فقد فاز (١- علي عبد الحليم ياسر٢- ديما أحمد خليل٣- رواء محمد شاكر).
في حين فاز في مسابقة رسم الكاريكاتير من مجموعة العراقيين (١- رسل كاظم الربيعي٢- جاسم محمد٣- وسيم شهابي).
اختيار خاص من لجنة الحكام (١- علي علاوي / العراق).
أسماء الفائزين في رسم بورتريه كاريكاتيرى (1 – علاء كاظم / العراق علي حسين الصميخ / البحرين “بشكل مشترك في المركز الأول).
اسماء الفائزين في رسم الكاريكاتير من مجموعة غير العراقيين (١/ الصين ٢- صفاء عودة / فلسطين ٣- jiaruijui / الصين).
كلمات وإشادات
سبقت افتتاح معرض الكاريكاتير جلسة احتفائية بمناسبة يوم الكاريكاتير العراقي، قدم خلالها نقيب الفنانين د. جبار جودي التهاني لجميع المشاركين، وبارك الجهود المبذولة في إقامة هذا المعرض في بغداد لكونه نشاطاً نوعياً مميزاً. كما أثنى السيد النقيب على القائمين ومنظمي المعرض، وكذلك على كلية التراث لاحتضانها هذا الحدث الذي شاركت فيه دول عديدة تسابق فنانوها في تقديم رسوم الكاريكاتير والتركيز على هذا النوع من الفنون والمساهمة في إبرازه بين ميادين الفنون الجميلة المبدعة الخلاقة..
أما فنان الكاريكاتير الكبير ضياء الحجار، فقد ألقى ورقة طويلة مهمة عن هذه المناسبة رحب في بدايتها بالجمهور. وفيما يلي بعض ما جاء فيها: “بالأمس مرت الذكرى الثانية والتسعون لصدور العدد الأول من صحيفة (حبزبوز) الساخرة لصاحبها ومديرها الراحل نوري ثابت، وها نحن اليوم وتحت مظلة بيت الكاريكاتير نحيي ذكرى صدورها، فلماذا هذا الاهتمام بـ (حبزبوز) تحديداً؟ مع العلم أن العديد من الصحف العراقية الهزلية قد سبقتها في الصدور، ومن سنوات، مثل صحيفة جحا الرومي، وصحيفة كناس الشوارع، وصحيفة الكرخ وغيرها.. لكن ما يميز صحيفة (حبزبوز) هو تفردها لأول مرة في العراق بالرسوم الكاريكاتيرية على صفحاتها منذ العدد الأول الذي صدر في 29 أيلول 1931، فهذا الرسم الكاريكاتيري الذي اتخذ من شعار بيت الكاريكاتير ونشاطاته الفني يصور نوري ثابت الملقب بحبزبوز يرتدي زي فرسان الخيول وهو يمتشق قلمه الكبير ممتطياً ظهر المدفع الفلكلوري (طوب أبو خزامة) كان قد نشر في العدد الأول من الصحيفة مع تعليق تناول مضموناً نقدياً صارخاً للجهات الأمنية المتقاعسة آنذاك، التي عجزت عن حماية أرواح الناس.
يشير التعليق أيضاً الى أن نوري ثابت قد تعرض قبل صدور الصحيفة بفترة وجيزة الى محاولة اغتيال عن طريق شخص رماه بعدة إطلاقات نارية من مسدسه، لكنه أخطأ في إصابته وهرب. إضافة الى الكثير من المفارقات والإشادات بالفنان نوري ثابت وبمنجزاته التي أصبحت أيقونات إبداعية..”
لغة الألوان
وبعد كلمة الحجار كانت هناك كلمة لرواد بيت الكاريكاتير العراقي باعتبارهم الجهة المنظمة لهذه الفعالية، قالوا فيها “بمناسبة الذكرى 92 ليوم الكاريكاتير العراقي، يتقدم بيت الكاريكاتير العراقي بأجمل التهاني والتبريكات الى الشعب العراقي بصورة عامة وفناني الكاريكاتير بالأخص بمناسبة هذه الذكرى. ذات يوم تصورت أن الخيال لا يمكن أن يتعدى كونه لحظة صامته في وقت قصير سرعان ما يقطعه تنبيه بالعودة الى الواقع، حتى علمتُ أن (الخيال) رسالة وأن (الرسام) لوحة وأن (اللوحة) لا تنتهي وأن (الفرشاة) قلم .. يكتب ما يحتاجه الإنسان بلغة الألوان. إن هذه اللوحات المعروضة أمامكم تمثل رسالة من وحي الحياة التي يعيشها صاحب التوقيع؛ لذا كان من واجبنا أن نسعى لحفظ هذه الأفكار وجمعها والاعتناء بها ثم إيصالها الى أوسع عدد من الناس؛ حالها حال الكتاب، لكن بدل النص.. رسم.
من خلال ما تقدم.. توجهنا بأن يكون الجهد من خلال مجموعة شباب لهم النية في حفظ هذا المنجز والاهتمام به لكونه جزءاً من ثقافة الوطن وإحدى صور العراق الذي يرمز له الفن منذ قديم الزمان؛ فكان البيت بيتهم وسمي بإنجازهم (الكاريكاتير العراقي) رفيق الصحافة والإعلام وعنصر الوعي المختزل في تثقيف الناس وتعديل سلوكهم واحترام القانون وتشخيص الأزمات بالشكل المقبول اجتماعياً بما يحفظ للجميع مواقفهم وآراءهم.
أخيراً.. ندعو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتضمين الكاريكاتير في مجال الإعلام ومنحه المساحة الكافية في التمثيل لدى نقابة الفنانين والصحفيين حتى يوفر للقائمين على هذا الفن استمرارهم وتوفير الموارد ودعمها حالها حال بقية أوجه الفن العراقي العريق والكبير.”