حسين نهابة: الترجمة عالم حضاري لا يمكن الاستغناء عنه مطلقاً

هناء العبودي /

حسين نهابة، مترجم وشاعر وكاتب، ورئيس مؤسسة “أبجد” الثقافية، ورئيس مجلس إدارة صحيفة الأديب الثقافية 2018 ورئيس مجلس إدارة مجلة “كلكامش” لعامي 2010 و 2011. – عضو جمعية المترجمين العراقيين – عضو اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين – عضو اتحاد أدباء وكتّاب جمهوريات يوغسلافيا، ومسؤول النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين – فرع بابل – خريج كلية اللغات لغة إسبانية 1988، خريج كلية التربية لغة إنكليزية عام 2004.
ترجم حسين نهابة اثنا عشر كتاباً من الإسبانية إلى العربية، وأربعة كتب مُترجمة من العربية إلى الإسبانية وكتابان مُترجمان من العربية إلى الإنكليزية هي “حكايا الطاووس والثعلب” قصص للأطفال – للكاتبة العراقية ذكرى لعيبي 2018، و”غرفة 208″ مجموعة قصصية – للكاتبة السورية رندة عوض. ولديه أيضاً سبعة دواوين شعرية ومسرحيتان هما “زفرة العربي الأخيرة” 2017، وقد تُرجمت إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، ومسرحية “عائشة الحرة”، وقد تُرجمت إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، وحاز عن عدد من أعماله جوائز عراقية وعالمية.
أما في مجال السينما فهو منتج الفيلم القصير “لا تخبروا أنجلينا جولي” الحائز على جائزة “لجنة التحكيم” لمهرجان أيام دمشق السينمائية 2018، وجائزة أفضل مونتاج في مهرجان الساقية بمصر 2018، وجائزة الإبداع (وزارة الثقافة والسياحة والآثار) لأفضل فيلم روائي قصير لعام 2018، والفيلم الوثائقي الروائي “عائلة في الفرع.”
* الشاعر والمترجم الأستاذ حسين نهاية رئيس مؤسسة (أبجد الثقافية) من أين جاءت فكرة تأسيس هذه المؤسسة وما أهدافها ورسالتها وصداها في بابل؟
– قبل أن تكون مؤسسة كانت مكتباً ثقافياً يعود لي، أمضي فيه وقتي بين القراءة والكتابة والترجمة. أحد الأصدقاء أشار عليّ أن مدينة الحلة تفتقر إلى مؤسسة ثقافية ترعى نشاطاتها. كان مكتبي يحوي قاعة كبيرة جداً تصلح للمناسبات، راقت لي الفكرة وجعلت منها واقعاً باستحصال الموافقات الرسمية. رسالة المؤسسة ثقافية بحت إذ نحتضن المهرجانات الثقافية والفنية بفروعها وأقسامها كافة. الحمد لله أنا راضٍ جداً عمّا نقدمه من فعاليات ثقافية وفنية.
*حدثني عن دورات الترجمة التي تقيمها هذه المؤسسة..
– بابل مدينة أثرية، هذا أمر لا جدال فيه، ولأنها لم تأخذ دورها بسبب إهمال الحكومات السابقة، لابد أن يأتي يوم تسترجع فيه حقها التاريخي. وبما أن هذا اليوم قريب، كان لابد من تحضير بعض أدوات النجاح لأجل ترسيخ مكانتها التاريخية لأنها كانت ولا تزال قبلة العالم. لذا انبثقت لديّ فكرة تأهيل مترجمين فوريين يرافقون الوفود القادمة، وهي فرصة أيضاً للخريجين في أن يأخذوا دورهم في الحياة العملية. وهكذا خرّجت حتى الآن ثلاث دورات والحمد لله، وقد لاقت الفكرة قبولاً واسعاً من جميع الأطراف بما فيها الرسمية لأنها مهنية ومجانية.
* في ختام دورة الترجمة التي أقيمت بمناسبة إدراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي، وبداية دورة ترجمية جديدة.. ما هو تعليقك؟
– أنا متفائل جداً فيما يخص دورات الترجمة لأني أعتقد أني أديت دوري الإنساني في تأهيل بعض الخريجين لغوياً وترجمياً، ولأنني مترجم وأشعر بفرحة المترجم حين تكون لديه ثقة بنفسه وبلغته الثانية.
* ماذا يعني لك عالم الترجمة بعد أن أصبحت الترجمة وسيلة اتصال عالمية حضارية؟
– الترجمة عالم حضاري لا يمكن الاستغناء عنه مطلقاً، فكل ما حولنا من مظاهر حضارية في خدمة الإنسانية، للترجمة دور فيها. وحركة الترجمة قديمة منذ تاريخ حمورابي ونبوخذ نصر، فقد كانت بغداد، وأتمنى أن تكون هكذا الآن، مناراً للمترجمين العرب وغير العرب، إذ لا يفوتنا دور المأمون في إنشاء بيت الحكمة الذي احتضن كثيراً من العلوم بما فيها الترجمة. وما يزال بيت الحكمة عامراً في بغداد، ولولا الترجمة لم يصل إلينا الفكر العالمي الأخاذ ولا كان قد وصلنا هذا الإرث العظيم من الروايات والقصص والدواوين والبحوث الغربية… الخ.
* يشاع كثيراً أن الترجمة هي خيانة للنص الأصلي، ما مدى صحة هذه المقولة، ولاسيما في المؤلفات التي ترجمتها؟
– قد يكون لقولك بعض الصحة فيما يخص الشعر إذا كان المترجم غير قادرٍ على نقل روح النص، لكن يُفترض بمترجم الشعر أن يمتلك مهنية عالية في اللغة، إذا لم شاعراً، وإذا كان شاعراً ويمتلك أدواته الترجمية الدقيقة، فلا خوف على النص. الحقيقة أنني لم أعانِ كثيراً في نقل روح القصيدة إلى العربية أو منها إلى اللغات الأخرى، لأني شاعر ومترجم منذ ١٩٩٢ وأعتقد أنني متمكن من اللغة الإسبانية.
* لديك اثنا عشر كتاباً مترجماً من اللغة الإسبانية إلى العربية وبالعكس. حدثني عنها..
-رحلتي في الترجمة ليست حديثة العهد، فمذ كنتُ طالباً في المرحلة الثالثة، طبعت لي وزارة الثقافة والإعلام العراقية – دار ثقافة الأطفال، رواية للصبيان بعنوان “البحار الصغير” عام 1987، ثم نشرت لي مجلة “الأديب المعاصر” في عددها (42) الصادر في صيف 1990 مقالاً نقدياً طويلاً مُترجماً عن العراقي عبد الله نيازي في رسالة دكتوراه مقدمة من قبل باحث إسباني في جامعة وهران.
وامتنعت بعدها عن الطباعة والنشر فترة دامت عشرين عاماً تقريباً بسبب ظروف الحياة والحصار الاقتصادي، ترجمت فيها أربع روايات ومسرحية واحدة. وبين آونة وأخرى كنت أنشر بعض المقالات المترجمة في الصحف العراقية. وفي عام 2010 قررت أن انشر ما ترجمته من روايات ومسرحيات سأذكر بعضاً منها هنا:
* البحّار الصغير – رواية 1987، *ديوان شجرة ديانا للشاعرة الأرجنتينية اليخاندرا بيثارنيك 2018/، أنوار بوهيميا – مسرحية – الكاتب الإسباني رامون ديل فايه أنكلان 2018 /، *ديوان الأعمال والليالي وقصائد أخرى للشاعرة الأرجنتينية اليخاندرا بيثارنيك 2018/، *بورخس وأنا – 2019.
* بيت الفلم، نادي أبجد للقراءة، صحيفة الأديب، بيت المسرح للنص المسرحي القصير جداً، فضلاً عن إصدارات مؤسسة أبجد الاخرى.. حدثنا عن هذه الصنوف؟
– مؤسسة أبجد مؤسسة ثقافية انبثق عنها الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية. أسسنا بيت الفلم الذي استضفنا فيه عدداً من المخرجين والممثلين وعرض أفلامهم مع أفلام عالمية. كذلك الحال مع دار المسرح آخذين في الحسبان افتقار الشارع الفني والثقافي إلى فعاليات كهذه. وكذا الحال بالنسبة لصحيفة الأديب المعاصر والإصدارات التي كانت تصدر عن المؤسسة التي بلغت حتى الآن تسعة إصدارات.
* فوزك بجائزة الإبداع الأدبي عام٢٠١٨.. في أي حقل، الشعر أم الترجمة؟
-أنا منتج سينمائي، وقد فاز الفيلم الذي أنتجته “لا تخبروا أنجلينا جولي” بجائزة الإبداع عام 2018 بجائزة أفضل فيلم روائي قصير.
* شاركت في مهرجانات عالمية كمهرجان ميزوبوتاميا العالمي للشعر ٢٠١٩ المقام في بلغراد عاصمة صربيا، ومهرجان الشعر الأوروبي الدولي، ومهرجان مدريد الدولي.. بم خدمتك هذه المهرجانات، ماذا مثلت لك؟
-الفوز المعنوي يكفل للكاتب أو الشاعر اعتلاء منصة الثقة بالنفس حتى لا يتهاوى بعدها إلى درجات أدنى، لذا فهو ليس فوزاً شخصياً فحسب، بل فخر للوطن الذي أنجب الكاتب.
* بما أنك تكتب قصيدة النثر، بم تستهويك قصيدة النثر عن قصيدة التفعيلة، وما السر في انتشارها سريعاً؟
– لقد انبثقت قصيدة النثر من قلوب القرّاء البسطاء، لأنها على عكس قصيدة التفعيلة، ممكن أن يقرأها القارئ من الطبقة العاشرة… أي أن لها جاذبيتها التي تستهوي طبقات القرّاء كافة، لذلك صار لها انتشار واسع بين جميع الأوساط، ما اضطر منتقديها إلى تقبل واقع الأمر والاعتراف بها كأحد الألوان الشائعة في الشعر العربي والغربي على السواء.
* يقول مالارميه “القصيدة سر وعلى القارئ أن يبحث عن مفتاح”، ما تعليقك؟
– القصيدة نفحة تبحث عمّن يرتوي بها.
* لاحظت في أغلب قصائدك أنك تخاطب امرأة، كيف تتجلى صورة المرأة في قصائدك؟
– وهل غير الحزن والوطن والمرأة مُلهم في قصائد أغلب الشعراء؟
* ما مشاريعك المستقبلية؟
– لدي مشاريع ترجمية كثيرة أنجزت معظمها لتأخذ طريقها إلى النشر في السنة المقبلة إن شاء الله.