رجاء الشجيري/
لم ينحصر اشعاع العلم والأدب والفن لدى العماريين في مناطقهم التي شهدت نشوء أولى الحضارات، بل امتد الى أجزاء واسعة من العراق لاسيما بغداد، فهم أولى المجموعات التي توطنت في العاصمة، وأسهمت في وضع اللبنات الأساسية في بنيتها العمرانية.
لن تجهد نفسك أن بحثت عن انجازات العماريين في بغداد، فأينما كان للإبداع صوت كان للعمارة ومن يمثلها حضور يغطي المشهد، والأمثلة أكثر من أن تحصى، وحتى مع تأسيس أول صرح علمي في العراق الحديث، جامعة بغداد في عامي 1957-1958 كانت الشرارة من ميسانهم إذ قام ابن العمارة الدكتور عبد الجبار عبد الله، العالم الفيزيائي، وزميله الدكتور محمد الخلف، العالم الجغرافي، والدكتور علي حسين الخلف، العالم في القانون، في وضع قوانين الجامعة التي فتحت أبوابها لاستقبال العراقيين من كل حدب وصوب.
وينقل لنا الكاتب والمؤرخ جبار عبد الله الجويبراوي في كتابه الموسوم (الميسانيون من بناة الحضارة في بغداد عاصمة الثقافة العربية)، سيرة اعلام مدينة العمارة بعين باحث دوؤب، إذ يسلط الضوء على مفكرين وعلماء ومبدعين في شتى مجالات الحياة والإبداع، من خلال كتابه المكون من 616 صفحة وهو كتاب وصفت فكرته بأنها أقرب الى المتحف الجوال، اذ جمعت أروع ما صدر عن نتاجات من تنفسوا الأهوار، فتوهجت قريحتهم الميسانية بسحر تكوين وسجايا ناسها وأهلها. وقد كلفت رحلة البحث هذه المؤرخ أربعة عقود من البحث والدراسة والاطلاع على السيرة الذاتية لكل شخصية، ليتضح لنا جليا سحر هذه المدينة بالذات دون سواها بهذه الميزة الفريدة في ولادتها المستمرة لشموس مبدعين غزوا عالم الابداع والمعرفة دون منازع أو نظير لهذه المدينة التي كانت الصفوة المختارة من بين قريناتها.
المجتمع العماري
المجتمع العماري في ميسان منذ العهد العثماني وحتى يومنا هذا هو مجتمع شهد تعايشا سلميا لم يسبق له مثيل، فلم تشهد المدينة أي صراع أو تفرقة، بل عاش جميع الطوائف بروحية التضامن والأخوة والرقي الإنساني. كما أنه مجتمع بلاد ما وراء الأهوار، وما صبغته لفردها ولإنسانها من هوية مميزة في التكوين والخلق على نحو إبداعي له روحيته الخاصة.
التربويون
وذكر الباحث الجويبراوي أبرز التدريسيين والتربويين الأوائل والعلماء والأطباء والصيادلة ورجال القانون والقادة والعسكريين ورجال الشرطة والوزراء والفنانين التشكيليين والمسرحيين والسينمائيين والصحفيين والإعلاميين والأدباء والكتاب والرياضة والرياضيين والمهندسين والصاغة المندائيين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والدينية.
ولعل أبرز الشخصيات التي اوردها المؤلف:
من العلماء/ العالم الذري د. حامد الباهلي، حقي شهاب التميمي، الفلكي د. عبد العظيم السبتي، متي العايش، د.علي محمد بدير.
الأطباء/ عبد الغني زلزلة، داود كباي، عبد الجبار عبد الفتاح محمد جواد العماري، عبد الستار عبد الفتاح محمد جواد العماري، مظفر الشذر، فرحان سيف، يعقوب بني، جعفر صادق الحسني، مهدي محبوبة، صلاح مهدي الشذر، عبد الودود فرمان، محمد زاير الرشيد، سلوى عبد الله، فيصل عبد الرحيم السوداني، زامل شياع العريبي وغيرهم..
الصيادلة/ أول صيدلي في تاريخ الصيدلة في العمارة هو مامندي ومن ثم سليم افندي وهنري فتح الله لوقا، جوزفين برجوني، فريد يوسف بني، هادي خزعل، قاسم علي زلزلة، عبد الرضا سلمان الهاشمي، ناظم لوقا، مجيد محمد تقي محبوبة، عبد الكريم عبد المطلب الهاشمي، عزيز مهدي صالح، فهيم غالب الناشيء، ممتاز عبد الجبار العرس، عبد الكريم كاظم حسن، سعد سعود النجدي، عزيز عبد اللطيف، نجاح عامر رشم، بتول الخزرجي، فاتن فريد بني، زهرة صيهود لازم، عبد الله يحيى راجي (ملا راجي) وغيرهم.
رجال القانون
رجال القانون/ القانوني توفيق الفكيكي، المحامي جاسم محمد العوادي، القاضي نوري حسين الخلف، الحقوقي صائب مجبل، المحامي طارق حرب، البروفيسور الشيخ مخلص احمد الجدة، القاضي محمد عريبي مجيد الخليفة، الباحث والكتبي سعد حيدر، وغيرهم…
الفنانون والتشكيليون/ عبد القادر الرسام رائد الفن التشكيلي، الفنان التشكيلي كاظم حيدر، د. ماهود احمد، الفنان المؤرخ شوكت الربيعي، تركي عبد الامير، احمد امين، الفنان والأديب ابراهيم الزاير، جواد الزبيدي، التشكيلي الرائد عبد اللطيف ماضي، صبيح عبود، عبد الرحمن الجابري، الفنان المسرحي والتشكيلي الرائد كاظم العبودي، المصور الصحفي فالح خيبر، الخطاط د. روضان بهية…
الصحفيون والاعلاميون/ عبد الحميد بن داود بن سليمان الكنين، الشاعر والصحفي عبد الزهرة زكي البهادلي، القاص والاعلامي عبد الستار البيضاني الكاتب الصحفي سعدون محسن ضمد، الصحفي فالح الحمراني، الصحفي سلام مسافر … وغيرهم
الرياضة والرياضيون/ البطل الرياضي والسياسي صالح ياسين الصكر، الرياضي والتربوي السيد مسلط علاوي الهاشمي، البطل اسماعيل مهدي (ابو حقي) بطل كرة القدم حسين هاشم، البطل العالمي علي الكيار، البطل جاسم جعاز شلش، بطل جامعات العراق بالملاكمة جاسب محسن عزيز الحمادي، البطل العالمي فريد لفته الساعدي.
الأدباء والكتاب
الطيور المهاجرة/ الباحث التراثي عبد الحسن المفوعر السوداني، الباحثة ناجية غافل المراني، الشاعرة لميعة عباس عمارة، الشاعر والاعلامي جمعة الحلفي، الشاعر والناقد والمترجم ياسين طه حافظ، القاص والروائي جمعة اللامي، الشاعرة والمترجمة خلود المطلبي، الشاعر عارف الساعدي، الشاعر حمزة الحلفي، الشاعر والناقد علي فواز، الشاعر عامر عاصي الشاعر كريم العراقي.
المسرحيون والسينمائيون/ الفنان الدكتور فاضل خليل، الفنان مكي البدري، الفنانة زكية خليفة، الفنان الدكتور فاضل سوداني، المخرج والممثل المسرحي والسينمائي حسن حسني، الفنان الدكتور علي حنون، الناقد والمسرحي عبد الخالق كيطان….
المهندسون/ المهندس خلف منصور الخميسي، عبد الخالق كرم الوتار، علي معارج البهادلي، يحيى عبد علي الكعبي، الباحث المهندس عميد المرور زبير ذيبان ، المهندس كريم السيد عزيز السيد خضر البخاتي.
الشخصيات الاجتماعية والسياسية والدينية/ الشيخ جعفر النقدي ، الشيخ الصحفي عبد الواحد الانصاري، الحاج سلمان حسن، السيد قاسم المبرقع، الحاج يوسف المطلبي القريشي، الشيخ عبد الزهرة العماري، السياسي صالح مهدي دكله، الصائغ نزار شنيشل زامل، الشيخ حسن بن وادي الجابري.
وبذلك يعد هذا الكتاب موسوعة تاريخية مهمة تغني الباحثين عن رواد المدينة ومبدعيها في شتى دروب الإبداع ، فضلا عن كونه مرجعا يتحدث عن سيرة رجال ولدوا في العمارة وشع إبداعهم على طول خارطة البلاد لاسيما في بغداد، وبالمحصلة فالكتاب موسوعة وتدوين مهم، بل هو سياحة ميسانية بامتياز عماري يتوج محصلة فكر وإبداع مجموعة أصيلة بشموخ نفخر به ليزود تاريخ حضارتنا السمراء..