ريا عاصي _ عدسة: صفاء علوان/
نظمت شبكة الإعلام العراقي حفلاً استذكارياً لاستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بتوثيق سيرة الزعيم وثورته في الرابع عشر من تموز 1958. وبهذه المناسبة قام رئيس شبكة الإعلام العراقي مجاهد أبو الهيل بوضع حجر الأساس لتشييد واقامة “حديقة الزعيم” في مكان استشهاده.
وأكد أبو الهيل أن “الشبكة وفي سياق خططها التوثيقية تحرص على انعاش الذاكرة العراقية باستذكار رموزها الوطنية وفي مقدمتهم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، لاسيما أن الزعيم استشهد ورفاقه وسط بناية الشبكة من خلال اقامة حديقة باسمه، لتكون شاهداً على بشاعة الزمر الإجرامية التي ارتكبت هذه المجزرة بحق ثلّة من الضباط الوطنيين وفي مقدمتهم الخالد عبد الكريم قاسم.
حضر الحفل العديد من محبي ومعاصري الزعيم والأكثر شهرة من بينهم المؤرخ هادي الطائي المهتم بأرشفة مسيرة الزعيم قاسم وثورته، قدم للمشاركين في الاستذكار شرحاً عن لمحات مهمة من لحظات اغتيال ’قاسم’ ورفاقه وعرضاً لوثائق عن ثورة تموز والزعيم. يذكر أن الطائي صار معروفاً لوسط الشارع العراقي، حيث أخذ على عاتقه تعريف الأجيال بما فعلته ثورة تموز، وبما فعلته حكومة الدكتاتور بعدها من سرقة مكاسب الثورة.
الثورة التي قادها الزعيم قاسم كان يمكن أن تمضي بالعراق إلى آفاق رحبة، لكن أعداء العراق اسقطوا هذه الثورة، ولاسيما البعثيون الذين قادوا المؤامرة تلو الأخرى وحولوا العراق إلى بحر من الدماء، حتى تمكنوا في عام 1963 من تحقيق هدفهم، وبصعود حزب البعث واعتلاء صدام السلطة الذي سارع لطمس العديد من الحقائق وتحويل تسمية يوم 8 شباط الأسود إلى (عروس الثورات والثورة البيضاء ) بالرغم من تربع الدكتاتور دفّة السلطة إلا أن في دواخل البيوت العراقية تزينت الجدران والأواني الفخارية بصور عبد الكريم قاسم الذي لم يعرف له العراقيون قبراً. وظل عبد الكريم رمزاً لنصرة الفقراء والمظلومين وتوارثت البيوت العراقية العديد من القصص التي تشيد بخلقه ووفائه وحبه للناس، فهو القائل لبائع الخبز (كبّر الرغيف وصغّر الصورة ) ويقصد بالصورة صورته التي كانت تعلق في أغلب البيوت والمدارس والدوائر الحكومية، وبالرغم من أنه اوقف أحكام العشيرة ومحاكمها الخاصة إلا أن أغلب عشائر العراق تحبه وتعده رمزاً للشرف والعفّة.
مواقع التواصل الاجتماعي، هي الأخرى، كانت زاخرة بصور الزعيم واستذكار استشهاده، والعديد من مناصري الزعيم كتبوا عنه، وتفرّدت الصحفية القديرة سلوى زكو فكتبت:
شباط واعتذار متأخر8
تخيلوا أن يمر خمسة وخمسون عاماً والعراق سجين لحظة 8 شباط
لحظة الدم والقتل والحقد وروح الانتقام.
لم يكن واحد من شهداء ذلك الزمن الذي نصفُه بالأسود يعرف أن أنهاراً من الدم ستجري من بعده على أرض هذا العراق..
سجون وتعذيب وإعدامات وقتل بالجملة وأنفال ومقابر جماعية وحروب وحرائق وقصف للمدن وتهديم للحواضر وجوع الملايين في زمن الحصار ومطاردات شنيعة للمختلف في هويته حد القتل وداعش وسبايا إيزديات وتفجيرات وملايين تسكن خيام النزوح والموصل تصبح أنقاض مدينة..
والحبل ربما على الجرّار..
أشعر بحاجة إلى الاعتذار لكل شهيد من شهداء الثامن من شباط..
لم نكن على قدر تضحيتكم وكنا جميعاً أصغر منكم.