آمنة عبد النبي – ألمانيا/
كما يتلوى المجنون بليلهِ من الحبِ، فالليلُ -كما تعلمون- ترابٌ من قُماشة الأرواح و”(طلابة جبيرة”) لا تحتاج قلباً، بل أكثر من قنبلة تحت الضلوع. هكذا تسرب الحُزن المُنغّم والمخلوط ببحّةِ ليل البنفسج إلى النواب ممتداً من ينابيع الشعر الشعبي إلى طواحين أعمدة الفراهيدي، لأنهُ –بصراحة- مهمة لا يقوى عليها إلا الراسخون في الحرية.
بصمات النّواب وكلماتهِ المتخثرة بـ (الريل وحمد) و(زرازير البراري)، طُبعت على ورقٍ من حبر وعطر وتربعت على صفحات الصحافتين الأوروبية والعربية على حدٍ سواء، إذ أنه أيقظ بأحاديثه حواس العالم وتجليات الأرواح المتمردة، وقد اقتطفنا من الذاكرة بعضاً منها:
الليل قماشة الأرواح
– ثوريَّة هواجسك السياسية من جهة والمعرفية من جهة أخرى، أي منهما كان أكثر جذباً للحساسية الشعرية؟
النّواب مجيباً: “أود ان أشير إلى ما يعرف في التراث الإسلامي-العربي بـ (العرفان)، أي المعرفة القلبية، أو الإدراك القلبي، إنه نوع من الومض الذي يحصل في دواخلك ويجعلك تدرك بعض القضايا من دون أولياتها، هذا القدح الذي يجيء، ويضيء أبعاداً مستقبلية من الصعب حسابها موضوعياً.”
جريدة الحياة اللندنية – ربيع 1995
حاوره: إسماعيل زاير
إصدارات مشوهة
«ليس لي في المطبوع الشعري سوى (للريل وحمد) و(حجام البريس) بالعامية، وفي الفصحى (وتريات ليلية) و(المساورة أمام الباب الثاني)، أما ما تبقى فإصدارات مشوهة ومن غير استئذاني ولا حتى الأخذ برأيي»..
جريدة الصباح – مايس/ أيار 2011
حوار: كاظم غيلان.
بغدادنا مدوَّنة أسطورية
“بغداد في مخيلتي أبداً…تقاوم الإمحاء، وكنت استعيدها في كل لحظة.”
جريدة المدى- مايس / أيار 2011
حاوره: علاء المفرجي
حمالو الأوجاع والحطب
– متى بدأت تكتب الشعر، بالعاميّة أم بالفصحى؟ ومتى أحسست أنك شاعر، أو أيقنت بأنك تريد أن تكون شاعراً؟
النّواب مجيباً: “لا أذكر بالضبط. لكنّي أذكر أن جدّي لوالدي كان يجلسني في حضنه، وكان شكله يشبه طاغوراً بلحيته البيضاء، كان يقرأ لي. من أول ما حفظته منه مثلاً: «لا تسقني كأس الحياة بذلّة / بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل/ كأس الحياة بذلّة كجهنّم/ وجهنّم بالعزّ أفضل منزل»، هذه حفظتها منه.”
مجلة الدراسات العربية – خريف 1996
حاوره: سنان أنطوان
الشعر الشعبي والسلطة
«بعد مجيء السلطة الحالية في العراق شنوا حملة على العامية، وأسهم في هذه الحملة شعراء يساريون وقفوا ضدها، على اساس أنها لغة مدمرة للفصحى، وألصقوا بها كل الذنوب والعيوب، وهذه الحملة تشبه تلك التي شنت ضد الشعر الشعبي في ثورة العشرين، الشعر الذي قاوم، بينما اتهم بأنه شعر يقود إلى الفقر والتخلف، وهو أخطر عندما يقترن بالجمالية العالية، لكن السلطة نفسها عادت إلى الحث على الكتابة بالعامية عندما شنت الحرب على إيران، لأن السلطة أدركت في النهاية ضرورة تجنيد وتعبئة الناس إلى جانبها ضد إيران»..
د. حسين الهنداوي
حوار خاص من كتابه (مظفر النواب .. في أعالي الشجن).
العشق وجدليَّة الفناء
– مفردات حتميَّة مثل الموت، العشق، الجسد، الصداقة، ما الذي عنته لك؟ وهل ثمة رعبٍ مضمرٍ في سياق القصائد؟ النّواب مجيباً: “الوجه الآخر من الدكتاتورية هو الرعب من الموت، ليس ثمة دكتاتور غير مرتعب من الموت. وهو لمشاغلة نفسه تراه يضطهد البشر. ليس ثمة عشق إلا ويكون جانبه الآخر هو الموت، وعندما تتحرر من هذا الخوف ستجد أمامك الزمن كله.”
جريدة الحياة اللندنية – ربيع 1995
حاوره: إسماعيل زاير