النجف الأشرف : محسن إبراهيم – ميساء فاضل – تصوي:ياسر جمال – وكالات /
على أرض مدينة النجف الأشرف، تلك المدينة التي أنجبت كبار المفكرين والأدباء والعلماء، أقيم معرض النجف الدولي للكتاب في دورته الرابعة، للفترة من 12 إلى 23 شباط. عاش أبناء المدينة، وأبناء المدن العراقية، رحلة بين رفوف المعرفة وكنوز الأدب والفكر، محلقين على أجنحة الثقافة مع 17 دولة وعشرات دور النشر العربية والأجنبية، وبمختلف الاختصاصات الفكرية والثقافية والعلمية. مجلة “الشبكة العراقية” كانت لها جولة في أروقة المعرض.
نسخة مميزة
الدكتور عبد الوهاب الراضي، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض النجف الأشرف للكتاب، كان أول المتحدثين، حيث قال:
تم افتتاح معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب بنسخته الرابعة، وبحضور رسمي من قبل رئيس الجمهورية وعدد كبير من المسؤولين. هذه النسخة من المعرض هي نسخة مميزة لعدد الناشرين الذين شاركوا في هذا المعرض، وضمت أكثر من 17 دولة عربية وأجنبية، فضلاً عن العدد الكبير لدور النشر، والمؤسسات البحثية والعلمية. وضمت أجنحة المعرض العشرات من النتاجات الحديثة وبمختلف صنوف المعرفة، ابتداءً بالكتب العلمية والأدبية والدينية ومروراً بقصص الأطفال، وجميع مايحتاجه القارئ والباحث. وشيء جميل أن تستضيف هذه المدينة التي يمتاز أهلها بشغف القراءة هذا الكم الهائل من الكتب والبحوث. المعرض كان وجهة أغلب المحافظات العراقية، وكان القراء يتوجهون له من كل حدب وصوب.
أضاف الراضي: تصاحب هذا المعرض ندوات ثقافية وندوات مختلفة التوجهات، بواقع أربع ندوات يومياً، يحاضر فيها ضيوف من خارج العراق ومحاضرون من العراق. الشيء المميز هو الإقبال الكبير على أجنحة المعرض ومن شرائح المجتمع كافة، وخصوصاً طلاب الجامعات ومن الأعمار كافة.
مبادرات
مايميز هذه الدورة هو توزيع كوبانات مجانية ضمن مبادرة (اقرأ) من قبل بعض الوزارات تسلّم إلى الجمهور، وخاصة إلى فئة الشباب، وهذا ما قامت به وزارتا الشباب والرياضة والزراعة والبنك المركزي وجهات أخرى، إذ وُزع عدد كبير من هذه الكوبانات لتشجيع فئة الشباب للتوجه إلى القراءة والاطلاع على آخر الإصدارات الأدبية والعلمية.
الميزة، أو المبادرة، الأخرى في هذا المعرض هي تطبيق (وافد)، الذي أنجزته العتبة العلوية / مركز تكنلوجيا المعلومات، يخص هذا التطبيق معرض النجف الدولي، ويتضمن أيقونات معينة تسهل عملية البحث عن الكتب ودور النشر وقسائم الشراء المجانية. يتضمن البرنامج تفاصيل البحث الكاملة عن أي كتاب موجود في أجنحة المعرض، بدلاً من البحث في أروقة المعرض.
مشاركات فاعلة
هشام أحمد، ممثل مركز الحضارة للتنمية (لبناني) تحدث عن مشاركة المركز قائلاً:
دور النشر العراقية والعربية كانت لها مشاركة فاعلة في هذا المعرض، من حيث العناوين العلمية والأدبية والدينية والسياسية، وللأطفال كانت هناك حصة من الكتب التعليمية والألغاز الفكرية التي تنمي عقل الطفل. حضورنا لهذا المعرض هو للتواصل مع دور العرض الأخرى، وهذه المشاركة لم تكن الأولى وإنما كانت لنا مشاركات أخرى في نفس المعرض في النسخ السابقة، فضلاً عن مشاركتنا في معارض بغداد.
ما يهمنا أكثر هو نشر الكتب الثقافية والفكرية والإسلامية والدراسات والمناهج القرآنية وهناك تواصل دائم مع دور النشر في العراق لتبادل الإصدارات الفكرية والثقافية، ولنا الشرف في الحضور إلى العراق وشعبه المولع بالثقافة والقراءة، وهذا ما لمسناه من خلال الإقبال الكبير على أجنحة هذا المعرض.
مضيفاً أن أبرز العناوين التي كان عليها إقبال من القراء هي الدراسات القرآنية والفقه، وهناك كتب في الفكر الإسلامي أيضاً نالت استحسان القراء.
أما ممثل الشركة المصرية للاستيراد والتسويق للكتاب العلمي هاني سعيد فقال:
تختص شركتنا في استيراد وتسويق الكتاب العلمي في التخصصات العلمية المختلفة كافة، سواء الأجنبية أو العربية. مشاركتنا في هذا المعرض مشاركة فاعلة، وشاهدنا تجاوباً كبيراً من قبل إدارة المعرض التي قدمت جميع التسهيلات اللازمة لمشاركتنا. ونأمل أن تكون هناك نسبة مشاركة كبيرة واهتمام من قبل الجمهور. بالنسبة لي وجدت أن هناك معروضات ممتازة جداً، سواء من دور النشر العراقية أو العربية، ونأمل أن يزداد الوعي المجتمعي بأهمية الكتاب، ولا يعتمد فقط على الكتاب الإلكتروني، فالكتاب الورقي له أهميته.
واضاف أن الإقبال كان جيداً على العناوين الطبية من قبل الطلبة العراقيين، وذلك لكثرة الكليات المتخصصة في الطب في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين، تليها في الاهتمام الكتب المتخصصة في الكومبيوتر والهندسة.
ومن سلطنة عمان كانت (مكتبة الدراسات العربية) حاضرة، وذكرت ممثلة المكتبة السيدة هبة: أن هذه هي المشاركة الثانية، وسبقتها مشاركة أولى في بغداد. تختص المكتبة بالإصدارت القانونية والمحاسبة والاقتصاد، والإصدارات الثقافية من روايات وقصص الأطفال. مضيفةً: الإقبال كان جيداً بالنسبة للروايات وكتب تعلم اللغات الأجنبية، وحسب مشاهدتي أرى أن المواطن العراقي شغوف جداً بالقراءة، وهذا يدل على الوعي والثقافة اللتين يمتلكهما الشعب العراقي.
وللأطفال كانت هناك حصة من العناوين في دور النشر. ممثل (دار البراق لثقافة الأطفال)أزهر فاضل تحدث بالقول:
هذه هي مشاركتنا الرابعة، إذ سبق أن شاركنا في النسخ الثلاث الماضية، وهذه النسخة كانت مميزة جداً عن سابقاتها، من خلال الإشراف والتحضير والإقبال الواسع من قبل المواطنين. دارنا مهتمة بثقافة الطفل من خلال الأمور التعليمية، سواء أكانت منشورات أو وسائل تعليمية، التي تشمل الألعاب أو الملصقات التي تحتوي حروف اللغتين الإنكليزية أو العربية.