د.علي الشلاه /
يوم مرَّ على شفةِ الكونِ
خيط الحياةْ
أحرقت صاعقاتُ السماء
ماءَ جدّاتنا
فابتدعنا الفرات..
وسرتْ رعشة الروحِ
في السواقي تَعِلَّهْ
يوم نامت على ضلعهِ
كفُّ دجلة..
ومضى الرافدان
قدرٌ في الزمان
قدرٌ في المكان
قدرٌ في الحكايا
قدرٌ في الوصايا.. قدرٌ في الأَهِلَّة
شاخصٌ في المياه
شاخصٌ بالمسلّة
شاخصٌ مثل نخلة
ألهمت التراب والأعشاب
أسطورة الجنائن المعلقة
بابلُ بابلُ بابلْ
لا المُدى والمعاول
بل حكايا الأوائل
كلها نسج بابل
*
أيها القادمون سراعاً
أيها القادمون على صهوة الوقت والشرفات العتيقة
كلّ حرفٍ هنا
رسمته الحقيقةْ
المسلّة والباب.. فوق أزمنة من تراب
والشارع المسروق يمخر العباب
يسير باغتراب ويزدري المحافل
بــابــِلُ بــابــِلْ
بوصلة الحروفِ والأسماء والألواح
إلهة تدركها الأرواح
بــابــِلُ بــابــِلْ
لقى حمورابي الفارع في النخيل
وظلّ تموز المؤثث بالعويل
بــابــِلُ بــابــِلْ
سيدة الأبواب والمنازل
معمَّدة ببئر ننماخ
وصادحة بتراتيل مردوخ
بــابــِلُ بــابــِلْ
معشبة الأسود والأيائل ..
بابلُ بابلْ
قبائل العشاق والأغاني
وموكب الغواني
ونخلة عثوقها مياه
وسعفها الحياه
ممهورة القلوب والجباه
بعشبة الخلود والأماني
بــابــِلُ بــابــِلْ
قافلة الأوطان
تسيّر الأزمان
دائرة غريبة وقطبها الإنسان
بــابــلُ بــابــلُ بــابــلْ
خاتمة
بابل ليست مجرد مدينة، إنها بداية المدينة وتاريخ كل مدينة، منها ابتدأت الإنسانية قصتها ووضع لأول مرة حجرٌ فوق حجر ليكون الجدار والغرفة والبيت.
بابل شريعة حمورابي وقوانينه التي قدستها الشرائع والقصائد والأغاني وصاغت خلودها ملحمة جلجامش وعشبة الخلود.
بابل تريد أبناءها.. تسائلكم أن تعودوا إليها لكي تعود إليكم أماً عظيمة وعاشقة معلقة بكم وإلهة عشتارية الجمال والحب.
الواهم من مقولتي
بأن من يملك بابل
يملك الجهات الأربع
أوردها المستنقع
و..
دمّر الجهات الأربع
يوم دمّر الأثر
بقصره واسمه في حشاشة الحجر
بابل لايقهرها الطغاة
والبقايا..
بابل يبنيها البشر.
بابل مزهوة بإعادتها الى منزلها ومنزلتها في بدء لائحة التراث العالمي واثقة بمكانتها في العالمين.. منشدة معكم نشيد أبنائها الأوائل.. يوم لم تكن الأرض إلا بابل.. ينساب صوت البشرية منها .. كلنا بابليون.