هل تفقد المرأة الصاخبة أنوثتها ؟

ثريا جواد /

قد يسخر الكثير من الناس من المرأة الصاخبة، بالأخص اذا تجردت من أنوثتها وكانت نبرة صوتها عالية كما سخرت (فيف غروسكوب)، وهي صحفية وكاتبة بريطانية، حين قالت: لا أحد يرغب بالجلوس الى جانب امرأة صاخبة عندما تتناول معها مشروباً أو عندما تكون على طاولة عشاء واحدة بقربها..
الآن ظهر جيل جديد من النساء الشهيرات لإعادة تعريف مفهوم (المرأة الصاخبة) بدءاً من ليدي غاغا وريحانا وأديل وأنجيلا ميركل وميشيل أوباما والعمل الدؤوب على تمزيق فكرة ما يجب أن تبدو عليه المرأة.
سيرة ذاتية
يبدو أن تعريف المرأة الصاخبة قد تغير بشكل كبير في العقدين الماضيين، وخير مثال على ذلك نشر ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي السابق (باراك أوباما) سيرتها الذاتية (Becoming) الأكثر مبيعاً في العالم، وأصبح من الواضح جداً أن جيلاً جديداً من النساء يريد إعادة تعريف المصطلح. وكما تقول السيدة الأولى السابقة “أعترف بذلك فأنا أكون أعلى من الرجل العادي وليس لدي أي خوف من أن أتحدث عن رأيي، هذه السمات لا تأتي من لون بشرتي، ولكن من إيمان لا يتزعزع بذكائي الخاص.” تتحدث ميشيل في كتابها عن المشاكل العنصرية التي تعرضت لها وبشكل يومي خلال فترة حكم أوباما، انها تتحدث بشكل علني لرقي أسلوبها في التحدث وسلطانها الدافئ وجاذبيتها الجذابة، إنها نوع جديد من الأصوات المرتفعة التي يتناغم الجمهور معها.
المرأة فرح وقوة
حدث تحول كبير في السنوات العشرين الماضية في كيفية تواصل النساء واعتلاء المنصات والتحدث بصوت عال صاخب عبر مكبرات الصوت ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل ظهر جيل من النساء غالباً ما تكون رسالتهم حول كيفية سماع صوتك الهادئ في عالم صاخب، وضمت القائمة كلاً من برين براون أستاذة بحث متخصصة في العمل الاجتماعي, سوزان كاين مؤلفة ؛ سوزان ديفيد، أخصائية نفسية, الروائية إليزابيث جيلبرت التي كتبت رواية (طعام، صلاة، حب Eat، Pray، Love) بالإضافة الى إيمي كودي أخصائية نفس اجتماعية معتقدين جميعهم أن المرأة هي مصدر فرح وقوة وليس الصراخ والصخب.
أمثلة حديثة
هناك العديد من الأمثلة الحديثة عن النساء البارزات اللواتي قررن تغيير الأشياء ليس عن طريق الصراخ بأعلى الأصوات أو من خلال لفت الانتباه إلى أنفسهن بل من خلال العمل والنجاح ولعل أبرزهن النجمة بربارا سترايسند الحائزة على جوائز غرامي والأوسكار وغولدن غلوب والتي أصدرت ألبوماً جديداً وهي في سن الـ76 عاما وحققت أرقاماً قياسية تفوق الخيال وكانت مرعبة في نجاحاتها لسنوات طوال.
أديل، المطربة البريطانية، من أغنى المشاهير في المملكة المتحدة هي الأخرى فنانة غير عادية وهناك بعض النساء قمن بالبدء بالمبادرات التي تروج لنساء أخريات على سبيل المثال: ماركة ريس ويذرسبون للوسائط المتعددة، مرحباً صن شاين، جميلة جميلة, (أنا وزن) حملة (تشجيع الناس على وزن إنجازات حياتهم) شارون هورغان التي أسست شركة انتاج خاصة بها (ميرمان).
مسيرة تصويت الشعب
خلال مسيرة تصويت الشعب الأخيرة التي حدثت في لندن: لا لـ(البريكست) والتي شارك فيها الآلاف من المتظاهرين البريطانيين في محاولة للحيلولة دون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي حيث كان نصف المتكلمين على الأقل من النساء، والكثير منهن أقل من 30 عاماً، لقد كانوا جميعاً مهووسين بارعين بشكل مثير للإعجاب وكانوا قادرين على التعامل مع حشد من الآلاف والكاميرا في نفس الوقت. ماحدث كان مثيراً للإعجاب هو أنه لم يكن من الممكن فصل أي منهم كنساء صاخبات ومع ذلك فإن تأثيرهن كان مذهلاً، القائدات الإناث هو شيء بدأنا نراه يظهر على السطح بشكل واسع ولافت للانتباه.
نظريات حديثة
شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة في الحركة الإيجابية للجسم وفهم (التعبير عن السمنة) ومدى استيعاب هذه الأفكار، يتساءل البعض عما إذا كان (الانحراف الصاخب) للمرأة أخيراً معروفاً لدى الجميع. وتقول العديد من النساء إنهن تعلمن في سن مبكرة أن الصخب، مهما كان، لا يعني انه لم يكن سلوكاً مرحباً به فالنظريات الحديثة تقول “لا تحدث ضجيجاً، ولكن لا تصمت أيضاً”. وكما ذكرت النجمة الشهيرة بيونسيه حين قالت: لا تهتم بما يفكر به الآخرون عنك، أما الشخص الذي يتجنبني على العشاء؟ ربما لأني كنت أضع الكثير من العطور.
عن الغارديان