علينا الاستعداد لمستقبل فائق الذكاء تنبّؤات راي كَرزوايل: الذكاء الاصطناعي سيتضاعف

إعداد وترجمة/ أحمد الهاشم

رسم راي كَرزوايل Ray Kurzweil، المخترع الشهير وعالِم المستقبليات، صورة جريئة وساحرة لمستقبلنا، حيث يهيمن التقدم التكنولوجي وارتقاء الذكاء الاصطناعي. وتشتهر توقعاته بجرأتها وطابعها المستقبلي، إذ يتوقع تغييرات جذرية في العالم نتيجة لتطور التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي.
يتصور كَرزوايل عالماً يمتزج فيه البشر والأجهزة امتزاجاً سلساً. تخيّل مستقبلاً تتصل فيه أدمغتنا مباشرة بالإنترنت، ما يمنحنا إمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات وقوة الحوسبة. هذه «النقلة المتفرّدة»، كما يسميها، هي نقطة تحول يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري، ما يؤدي إلى تحول جذري في المجتمع.
واقع وشيك
تخيل عالماً يكون فيه هاتفك الذكي أذكى من آينشتاين، والأمراض فيه مجرد ذكرى بعيدة، حيث تتضاعف المعرفة الجمعية للبشرية بسرعة هائلة. يبدو الأمر أشبه بالخيال العلمي، أليس كذلك؟ لكن ذلك عند راي كَرزوايل، ليس مجرد حلم جامح – إنه واقع وشيك.
يتنبأ كَرزوايل بجرأة أنه بحلول عام 2045 سيتوسع ذكاؤنا بمقدار مليون ضعف. هذا ليس خطأً مطبعياً، مليون ضعف! لكن ماذا يعني هذا، وكيف يمكننا تحقيق مثل هذه القفزة المذهلة؟ دعونا نتعمق في رؤية كَرزوايل ونستكشف الرحلة المدهشة نحو هذا المستقبل.
التوقعات الرئيسة
النقلة المتفردة، أو النقلة النوعية بحلول عام 2045، يتوقع كَرزوايل أن نصل إلى نقطة يتجاوز فيها النمو التكنولوجي السيطرة ويصبح لا رجعة فيه. قد يؤدي هذا إلى مستقبل يمكننا فيه التغلب على الشيخوخة والأمراض، وربما الموت.
الكائن الهجين
في وسعنا أن نصبح كائنات هجينة بين الإنسان والآلة، وما يعزز قدراتنا البدنية والمعرفية هي «الزرعات» التكنولوجية وغيرها من التقنيات.
الوفرة والرخاء: قد يؤديان الى التقدم في التكنولوجيا، خاصة في مجالات مثل تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، إلى عالم من الوفرة بحيث تتوفر الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والطاقة بسهولة.
نهاية المرض
مع التقدم في الطب والتكنولوجيا الحيوية، يمكننا القضاء على العديد من الأمراض وإطالة أعمارنا بشكل كبير.
* هل نحن مستعدون لمستقبل فائق الذكاء؟
– لنتخيل أنك تستيقظ عام 2045 على عالم يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي أن يتعلم ويفكر بسرعات ومستويات من التعقيد تتجاوز الفهم البشري. في هذا العالم، ليست التكنولوجيا مجرد أداة – بل إنها امتداد لأدمغتنا، تعزز قدرتنا على حل المشكلات والإبداع وفهم الكون بطرق يصعب علينا تخيلها اليوم.
نقلة متفردة
ليس راي كَرزوايل غريباً على التنبؤات الجريئة، تنبع أفكاره من مبدأ النمو «الأسّي» في التكنولوجيا، الموضح بشكل مشهور في قانون مور، الذي يلاحظ أن عدد الترانزستورات على الشريحة الإلكترونية يتضاعف كل عامين تقريباً، ما يؤدي إلى زيادة مماثلة في قوة الحوسبة. يمد كَرزوايل ذلك إلى جميع أشكال التكنولوجيا، مقترحاً أن هذا النمو السريع سيقودنا إلى «النقلة المتفردة» – أي المحطة التي يندمج فيها الذكاء البشري مع ذكاء الأجهزة لخلق كيان فائق الذكاء.
سيف ذو حدين
أما أصحاب السيناريو المناقض لتوقعات كَرزوايل، فيرون أن التقدم سيكون أبطأ بكثير مما يتوقع كَرزوايل، ويعتقدون أن التحديات التقنية والأخلاقية ستؤخر تطور الذكاء الاصطناعي. ويتوقعون تحسينات تدريجية بدلاً من قفزات هائلة. كما يتوقعون تعايشاً متوازناً بين الذكاء البشري والاصطناعي. وثمة آراء تركز على تطوير تقنيات مساعِدة بدلاً من استبدال الذكاء البشري وتؤمن بإمكانية التحكم في مسار التطور التكنولوجي.
مخاوف أخلاقية
وفي حين أن رؤية كَرزوايل للمستقبل مليئة بالوعود، إلا أنها تثير أيضاً مخاوف أخلاقية. مع زيادة قوة الذكاء الاصطناعي، يجب أن نضع في الاعتبار المخاطر المحتملة، مثل فقدان الوظائف وإساءة استخدام التكنولوجيا. من الضروري وضع مبادئ توجيهية ولوائح أخلاقية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البشرية.
على الرغم من أن توقعات كَرزوايل طموحة وغريبة في بعض الأحيان، إلا أن سجله الحافل بالتنبؤات الدقيقة أكسبه مصداقية. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه مجرد توقعات، وأن المستقبل دائماً غير مؤكد.
تضم اختراعات راي كَرزوايل أجهزة قراءة لفاقدي البصر، وأجهزة تخليق الأصوات الموسيقية، وتقنية للتعرف على الأصوات، وهو مؤلف عدة كتب فاز أحدها بجائزة اتحاد الناشرين الأميركيين لأفضل كتاب في علوم الحاسوب، وفاز راي كَرزوايل أيضاً بجائزة ديكسون وجائزة كارنيجي ميلون العلمية الكبرى وهو بعمر الشباب في عام 1994.