أبطال البارالمبية يطرزون صدورهم بأوسمة الفوز في ريو

اميرة محسن /

طرزت الأوسمة صدور الرياضيين العراقيين في بارالمبياد ريو جانيرو بالبرازيل، متغلبين على أنفسهم وظروفهم وضعف الاهتمام بهم، ليعوضوا هزيمة الرياضيين العراقيين في الدورة الأولمبية، ويثبتوا أنهم أكثر صحة منهم وأن الاعاقات كانت حافزا إضافيا لرفع اسم العراق في المحافل الدولية.

أبطال بارالمبياد ريو لم يحظوا بإهتمام يوازي ماتحقق من انجازات عجزت عن تحقيقها اتحادات ” الاصحاء” برغم أن جل الاهتمام توجه الي.

“الشبكة ” تروي الجوانب المضيئة من قصة الانتصار العراقي الذي حققه رياضيو العراق من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تخطيط سليم

الانجازات الكبيرة التي حققتها رياضة المعاقين جاءت نتيجة التخطيط السليم لرجال البارالمبية، وكان للبطل العالمي السابق وأمين عام البارالمبية فاخر علي الجمالي دور أساس فيما تحقق من نتائج مبهرة برغم المرض الذي يداهمه بين فترة وأخرى.
فرجالات البارالمبية يستحقون الثناء والتقدير لما بذلوه من جهود لخدمة رياضة المعاقين، خاصة أنهم يسيرون على الطريق الصحيح الذي خطط له منذ سنوات طويلة، وكانت ثماره رفع العلم العراقي في أكبر المحافل الدولية و آخرها أولمبياد ريو البرازيل 2016.

المركز 38 عالميا

انتهت نتائج 521 فعالية معتمدة في البارالمبياد وكان ترتيب العراق هو 38 من بين 75 دولة أحرزت مختلف الأوسمة، تربعت تونس والجزائر على عرش الزعامة العربية بالنسبة للأوسمة، واحتل العراق المركز الخامس برصيد خمسة أوسمة من بين 16 دولة عربية مشاركة في حين تربعت الصين على عرش الأوسمة المتنوعة.

أوسمة ذهبية وفضية

مع إنتهاء الحدث البارالمبي العالمي الكبير الذي اقيم في ريو البرازيل كانت حصيلة أبطالنا المعاقين خمسة أوسمة، اثنان ذهبية وثلاثة فضية أول الأوسمة كان للبطل كوفان حسن عبدالرحيم الذي أحرز الوسام الذهبي في فعالية رمي الرمح بتسجيله 42،85 مترا بطلنا (من مواليد محافظة دهوك عام 1988)، الوسام الثاني كان للبطل جراح نصار طميش هو صاحب الرقم العالمي في فعالية رمي الثقل وأحرز به الوسام الذهبي الثاني للعراق بعد ذهبي زميله كوفان حسن، وهو من محافظة ذي قار (من مواليد 1991). أما الوسام الثالث وهي الميدالية الفضية لبطل المبارزة عمار هادي، هو المصنف الأول عالميا في فعالية سيف المبارزة، وأحرز الوسام الفضي بفارق لمسة واحدة ضيعت عليه الذهب في نزاله المثير مع المبارز البيلاروسي. أما الميدالية الرابعة الفضية كانت من نصيب البطل ولدان نزار في رمي الرمح والوسام الأخير كان للرباع رسول كاظم محسن واحد من بين أبرز الأبطال الذين أنجبتهم الرياضة البارالمبية العراقية والذي احرز الميدالية الفضية.

بطل من نوع خاص

البطل الذهبي جراح نصار تولد الناصرية عام 1991 سبق له أن حقق انجازات كبيرة منها حصوله على ثلاثة أوسمة ذهبية في بطولة آسيا للشباب التي اقيمت في اليابان 2009 كما نال الوسام البرونزي في بطولة التشيك عام 2011 وحصوله أيضا على الوسام البرونزي في بطولة العالم التي اقيمت في الامارات في نفس العام، وتتويجه بوسامين أحدهما فضي والآخر برونزي في بطولة فزاع الدولية، وأيضا حصوله على الوسام النحاسي في بطولة التشيك عام 2015. وذهبية العالم 2016 وآخر الانجازات ذهبية ريو البرازيل، فبالرغم من بساطة عيش البطل جراح الا انه حقق الانجاز الكبير الذي عجز من تحقيقه (الأصحاء)! فقد عاش جراح حياة فقيرة حيث يستيقظ صباحا ليفتح كشك (السكائر) وهو مصدر رزقه ليكمل يومه بعدها خلال ممارسته الرياضة في ساحة بيته التي لاتتجاوز الخمسة أمتار وبرغم تلك الظروف استطاع جراح أن يتغلب على الواقع ليحقق للعراق ميدالية ذهبية بفعالية رمي الثقل.. يقول ابن الناصرية جراح برغم الحالة المعيشية غير الجيدة التي مررت بها إلا أني قررت أن ارفع علم بلادي في المحافل الخارجية سيما ذهبية ريو البرازيل التي جعلتني ابكي وافرحت ملايين العراقيين، لقد كانتا 2015 و2016 تاريخيا بالنسبة لي حيث حققت ثلاثة أوسمة ذهبية في فعاليات رمي الرمح والقرص والثقل في بطولة اسياد الشباب في اليابان، وبعد سنة واحدة حقق الوسام البرونزي في فعالية رمي الرمح في منافسات بطولة العالم للشباب، وحققت إنجازا تاريخيا عندما حطمت الرقم القياسي العالمي برمي الثقل (فئة 40) خلال مشاركتي في سباقات بطولة العالم التي ضيفتها العاصمة القطرية الدوحة وإحراز الوسام الذهبي بتسجيلي رقما عالميا جديدا هو 10، 66م وهو الإنجاز الذي قطعت فيه تذكرة صعود قطار التباري والتنافس في بارالمبياد ريودي جانيرو. وكانت النقطة المضيئة حصولي على ذهبية بارالمبياد ريو البرازيل, في مسابقة رمي الثقل بعد أن حطمت الرقم العالمي 10،55 مترا الذي كان مسجلا باسم الروسي دشكين دمتري.

واضاف جراح أن الانجاز الذي حققته في ريو البرازيل جاء نتيجة الدعم والمساندة من قبل القائمين على اللجنة البارالمبية العراقية حيث كانت مؤازرتهم لي خير دافع على تحقيق الانجاز الكبير، اهدي هذا الوسام الى جميع أبناء العراق الغالي.