أصدقاؤه وتلاميذه يستذكرونه بألم وداعاً صباح عبد الجليل

أحمد رحيم نعمة /

يوماً بعد يوم تتساقط أوراق نجوم الكرة العراقية، بالأمس ودّعنا النورس الساحر أحمد راضي وناظم شاكر وكريم سلمان وعلي هادي وعلي حسين، بسبب وباء كورونا أصبحنا نودّع النجوم واحداً تلو الآخر، واليوم رحل عنّا بغير وداع إلى جوار الباري عز وجل نجم الكرة العراقية السابق المدرب صباح عبد الجليل صاحب التاريخ الرياضي الناصع الذي كان أحد نجوم منتخبنا الوطني العراقي المشارك في البطولات الدولية والخليجية.
لم يمهله الفايروس اللعين “كورونا” إلا سبعة أيام، رحل صباح الجليل تاركاً كل شيء ولم يتبقَ سوى ذكرياته في نفوس العشاق والمحبّين من الجمهور الرياضي العراقي.
وداعاً أيُّها الكبير
المدرب علي جواد رثى صديقه قائلاً: وداعاً أيُّها الكبير الخلوق، لقد سرقتك كورونا منا في غفلة، لم أجد منه سوى الاحترام والعمل الجدي من أجل تحقيق ما يصبو اليه، لقد كان رحمه الله لطيفاً محبّاً للجميع ولم يغضب أحداً ويقول دائماً كلمة يرددها وعرفها الأصدقاء والأحبة (مشتاكين).
فارس آخر
بينما قال الحارس الدولي السابق هاشم خميس: لقد ودّعنا اليوم فارساً آخر من فرسان الرياضة العراقية إذ ترجل عن صهوة جواده، كان نعم الصديق المحب، صاحب الوجه البشوش والابتسامة الجميلة والهدوء النادر والإنجازات المهمة على جميع المستويات، عملت معه فترة قليلة ووجدته إنساناً رائعاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أسأل الله أن يسكنه فسيح جنانه.
“مشتاكين.. مشتاكين”
أما الصحفي الرياضي حسن صاحب فقال بحق المرحوم صباح عبد الجليل: وداعاً.. صديقي الرائع كنت دائماً تردّد كلمة (مشتاكين) سنظل نشتاق إلى لقائك الحلو، لقد فقدنا اليوم رمزاً من رموز الكرة العراقية؛ إنساناً عزيزاً علينا ولاعباً غيوراً، صال وجال في الملاعب العربية والعالمية، برز بشكل لافت للأنظار في البطولة الرابعة لكأس الخليج في 1976 التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة، إذ أحرز هدفاً رائعاً في مرمى المنتخب الكويتي، وكانت أول مشاركة للمنتخب العراقي في بطولات الخليج وفيها أيضاً سجل هدفا آخر في مرمى السعودية وانتهت للعراق 7/1، لقد كان الراحل عنواناً بارزاً في مسار الكرة العراقية ولاعباً مميّزاً في المنتخبات الوطنية العراقية، قدّم الكثير من الإنجازات مع زملائه في المحافل الدولية.
فضله لا ينسى
وتحدّث النجم الكروي السابق أنمار سلام بحزن عميق عن الراحل، قائلاً: لقد كان الراحل صباح عبد الجليل معلماً لي وأباً وأخاً وصديقاً رحمه الله وجعل الجنة داره، كان يرشدني إلى الطريق الصحيح خلال مشواري الكروي، أمور كثيرة تعلّمتها منه، لن أنسى فضله أبداً، بل إنَّه ساعد الكثير من اللاعبين الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة خلال مشوارهم الكروي بفضل توجيهاته الصحيحة.
نجح لاعباً ومدرباً
وعبّر المدرب المحترف في لبنان جبار حميد عن حزنه العميق نتيجة رحيل النجم صباح عبد الجليل عندما قال: مرة أخرى يخطف الموت أخاً وصديقاً ولاعباً دولياً كبيراً ومدرباً مقتدراً ومرشداً للكثيرين من الذين عملوا معه، كان عبد الجليل متألقاً في سماء كرة القدم العراقية بوجه خاص والخليجية بشكل عام في سبعينيات القرن الماضي وكان نجم أول مشاركة عراقية في كأس الخليج، اتذكر عام 1976 أما على الصعيد التدريبي فقد حقّق العديد من الإنجازات مع أكثر الفرق التي أشرف عليها، لينجح مدرباً ولاعباً.
للتأريخ عنوان
أما الصحفي نعيم حاجم فقال: عندما كنت أجري مع الكابتن صباح عبد الجليل اللقاء الصحفي كان يمتعني بأرشيفه الغني؛ يسرد لي أموراً لم أعرفها من قبل، قال لي عن مشاركته الأولى في خليجي 1976: لقد كنت قلقاً بعض الشيء وأنا أشارك في البطولة، لكن في مباراتنا مع الكويت قدمت مستوى راقياً جدَّاً، استمراري على نفس العطاء في المباريات المتبقية جعلني أجبر المدربين على اختياري ضمن التشكيلة الرئيسة للمنتخب الوطني العراقي، لقد كنت أدافع وانتقل للوسط والهجوم ولي أهداف كثيرة كما تعلمون، وتحدّث لي عن اعتزاله الكرة واتجاهه صوب التدريب عندما قال: أعتقد أنّي نجحت في التدريب وبشهادة المعنيين إذ نجحت في تحقيق لقب الدوري العراقي لكرة القدم مرتين، مع فريق الزوراء توّج بلقب الدوري العراقي في موسم 2000-2001، برصيد 70 نقطة وبفارق 8 نقاط عن القوة الجوية ثاني الترتيب، وبتسجيل 80 هدفاً كأقوى هجوم وبفارق 20 هدفاً عن الشرطة ثاني أقوى هجوم، وعام 2005 حققت الإنجاز مع فريق القوة الجوية، الذي توّج باللقب بالفوز 2-0 على الميناء في النهائي، كان للمرحوم صباح عبد الجليل تاريخ حافل بالإنجازات الرفيعة.
فراق الأحبة
مدرب حراس المنتخب الوطني العراقي عبد الكريم ناعم عبّر عن حزنه بفقدان النجم الكروي صباح عبد الجليل، قائلاً: وداعا لصاحب القلب الطيب والابتسامة الطيبة، وداعاً للإنسان الرائع الذي أحبّ الناس جميعاً، وداعاً لعبد الجليل الذي قدّم الكثير للكرة العراقية خلال مسيرته الطويلة، لقد نجح كلاعب مع المنتخبات الوطنية العراقية في سبعينيات القرن الماضي، وعندما اعتزل اللعب نجح أيضاً في مسيرته التدريبية مع الأندية العراقية، إذ حقّق الإنجازات المشرّفة التي لا يزال عشاق الكرة يتذكرونها، لقد واكبته في أكثر من نادٍ أشرف على تدريبه، وكان أباً وأخاً ومحباً لجميع اللاعبين، بل إنَّ الجميع أحبّه لخلقه الرفيع، اليوم نودعه والألم يعتصرنا.
فقدان النجوم
مدرب اللياقة البدنية عباس لعيبي يرثي صديقه نجم المنتخبات العراقية صباح عبد الجليل قائلاً: بالأمس بكينا على توديع الأحبة نجوم الكرة الراحلين أحمد راضي وعلي هادي وناظم شاكر وكريم سلمان، واليوم نبكي على فراق الحبيب صاحب الابتسامة الدائمة، محبوب الوسط الرياضي العراقي صباح عبد الجليل، لقد كان رحمه الله إنساناً رائعاً في تعامله مع الآخرين، واكبته لسنوات عدة، كان حريصاً كل الحرص على عمله، لذلك كان النجاح حليفه في مهامه التدريبية.