بغداد / أحمد رحيم نعمة
منذ أكثرمن عشر سنوات والكرة العراقية تعاني من عدم الاستقرار في التشكيلة الأساسية لمنتخب كرة القدم، فعلى الرغم من تعدد التشكيلات والاختبارات والدعم الحكومي الكبير المقدم، إلا أن الإخفاقات مستمرة، والدليل هو الإخفاق الأخير لمنتخب العراق في خليجي 26 الذي أقيم في دولة الكويت، إذ لم يتمكن المنتخب من الوصول إلى المرحلة الثانية، وارتضى بالمركز الأخير، وهذا لم يحصل في جميع البطولات الخليجية السابقة.
عن أسباب إخفاق المنتخب في خليجي 26، وإصرار الكادر التدريبي الذي يقوده المدرب الإسباني كاساس على تنوع تشكيلة الفريق في كل مباراة، وحظوظ الأسود في التأهل لكأس العالم.. مجلة “الشبكة العراقية” استطلعت آراء عدد من المختصين في الشأن الرياضي، فكانت البداية مع مستشار رئيس اللجنة الأولمبية أحمد عباس الذي تحدث قائلاً:
لقد خرجنا من خليجي 26 بخيبة أمل، لكن علينا أن نتهيأ للأهم، وأقصد مباريات تصفيات كأس العالم، فلابد أن نضع أيدينا على الخلل الذي حصل ونعالجه قبل أن يقع الفأس بالرأس، عندها لن يفيد الندم. وأخيراً أنصح أصحاب القرار في الاتحاد الكروي بالاستفادة من العقول الفنية والخبيرة والأكاديمية لتشكيل خلية أزمة تناقش الخلل وتعالج أسبابه، مهما كانت، وتبني على مرحلة جديدة للوصول إلى نهائيات كأس العالم، إذ إن الفرصة المتوفرة للمنتخب العراقي للوصول إلى نهائيات كأس العالم قد لاتتكرر، ولاسيما أن مجموعتنا من أبسط المجموعات، وأن المقاعد المخصصة للقارة الآسيوية هي ثمانية مقاعد ونصف.
تشكيلة متنوعة
فيما قال المدير الإعلامي للّجنة الأولمبية حسين علي حسين: إن الكرة العراقية مازالت تعاني، برغم الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لكرة القدم، والحال ظل كما هو عليه من انتكاسة إلى أخرى، ولاسيما أن المنتخب لم يستقر على تشكيلة من اللاعبين منذ فترة طويلة، ولاندري بأية تشكيلة سيلعب مباريات تصفيات كأس العالم، وهي مباريات مصيرية أمام الكويت وكوريا والأردن وفلسطين، التي ستحدد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
تصريحات نارية
بدوره، يرى الصحفي الرياضي نعيم حاجم أن الاتحاد يصرح في كل مشاركة بأن كرة القدم تسير بالاتجاه الصحيح، لكن ما إن نشارك في بطولة عربية أو دولية أو آسيوية، نرى العكس بأن كرة القدم العراقية ومن خلال أعضاء الإتحاد ستبقى خطواتها إلى الوراء وخير دليل على ذلك هي بطولة الخليج. نقول إن الالتزام قيمة يجب أن تكون ملازمة للعمل.
من يحاسب من
أما نجم المنتخب العراقي السابق صالح سدير فقال: منتخبنا الوطني مع كاساس فريق (هش)، ولا يوجد من يحاسبه! إذ لم يقدم شيئاً يذكر في جميع المباريات التي لعبها، سواء في مباريات تصفيات كأس العالم، او بطولة الخليج التي خرجنا منها من الدور الأول، وهذا يحصل لأول مرة أن يخرج المنتخب العراقي من مباريات المجموعة، فالمدرب كاساس يقود المنتخب منذ سنتين، ولغاية اليوم لم يستقر على تشكيل ثابت من اللاعبين، ولاندري متى يستقر على مجموعة لاعبين معروفة، هل بعد التصفيات أم.. ؟! لقد حير كاساس المدربين في خططه واختيار اللاعبين، أعتقد لو بقي المنتخب على هذا النحو لن نتأهل إلى نهائيات كأس العالم برغم سهولة المجموعة.
أين الخبراء
المدرب جابر محمد تحدث حول ما قاله المدرب كاساس بعد الخساره أمام المنتخب السعودي بأن هذه البطولة الودية كانت خطوة مهمة لمعرفة وتجربة اللاعبين الشباب! فأين هم الشباب الذين يدعي مدربنا أنه قد اختبرهم في المباريات الثلاث التي حل فيها منتخبنا بالمركز السابع، مسجلاً هدفين فقط في ثلاث مباريات، ومتى أضحت بطولة كأس الخليج العربي ودية ونحن أقمنا الدنيا ولم نقعدها بعد فوزنا بخليجي 25 في البصرة، فمن الذي سيناقش المدرب بالإخفاقات المتكررة؟ هل لدينا لجنة منتخبات فاعلة، وأين الخبراء والمستشارون الفنيون لكي يضعوا النقاط على الحروف؟
المرحلة المقبلة
من جانبه، يقول المدرب كريم ناصر عن مستوى المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم: ما قدمه المدرب كاساس خلال مرحلة قيادته المنتخب شيء إيجابي في ظل النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في تصفيات كأس العالم، فالعراق مؤهل قوي للصعود إلى النهائيات العالمية، والنتائج تحكم ذلك، ولاسيما أن المنتخب العراقي الآن يقبع في المركز الثاني بعد كوريا الجنوبية، أما الحملة ضد الاتحاد الكروي والكادر التدريبي أعتقد ليس هذا وقتها، فقد أراد كاساس أن يدخل دماء شابة في بطولة الخليج التي نعدها (تنشيطية)، وهي غير معترف بها من قبل الفيفا، لا ننكر أن المنتخب تلكأ في مباراتيه أمام البحرين والسعودية، لكن المباريات الرسمية المهمة، خصوصاً تصفيات كاس العالم، سوف يظهر الأسود بشكل مغاير، وسنشاهد الأبطال وهم يتأهلون إلى النهائيات العالمية بكل جدارة واستحقاق.
بطولة (تنشيطية)
الصحفي الرياضي محمد عزيز أدلى بدلوه عن مدى قدرة الأسود على نسيان إخفاقهم في خليجي 26 قائلاً: الخسارة في كرة القدم وارده، فأي فريق يخسر ويفوز، وما حصل لمنتخبنا الوطني في بطولة الخليج شيء طبيعي، ولاسيما أن المدرب كاساس قالها أكثر من مرة إن هذه البطولة (تنشيطية)، وسأقوم بتجربة أكثر من لاعب، وقد حصل ذلك فعلاً عندما قام كاساس بإشراك أكثر من لاعب جديد في المباريات، وهذه الحالة طبعاً جيدة من أجل ضم اللاعبين المميزين إلى التشكيلة الأساسية التي ستخوض مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.
لقد فعل كاساس حسنا عندما قام بإشراك اللاعبين الشباب في خليجي 26، فمباريات التصفيات هي الأهم، وقد وعد المدرب بتأهل العراق إلى نهائيات كأس العالم. مضيفاً: أن الخطة التي رسمها الاتحاد الكروي والمدرب لغاية الآن هي ناجحة في ظل النتائج الجيدة التي تحققت للأسود خلال مرحلة التصفيات الآسيوية، إذ استطاع منتخبنا الوطني أن يكون في المركز الثاني بعد كوريا الجنوبية، وهو مركز جيد يؤهل العراق للنهائيات العالمية، ولم تتبق لنا سوى أربع مباريات فقط، الأولى أمام الكويت، بدون شك سيكون الفوز من نصيب العراق، والثانية أمام فلسطين وأكيد سنفوز، والثالثة أمام كوريا الجنوبية في البصرة، والرابعة أمام الأردن، وحتى لو خسرنا فسنتأهل إلى النهائيات العالمية. فلماذا هذه الحملة ضد كاساس الذي استطاع أن يجمع الخبرة والشباب، والمحصلة كانت النتائج الجيدة في تصفيات أسيا. أما بطولة الخليج فاعتبرها (تنشيطية) للمنتخب مع إضافة اللاعبين البارزين في بطولة الخليج إلى المنتخب.