إدارات الأندية بين مزاجيّة المدربين ودلال اللاعبين!!

الشبكة العراقية /

المتابع للمشوار الطويل للدوري الكروي العراقي يلاحظ الكثير من المفاجآت التي تحدث فيه، أولها إعفاء أو استقالة المدربين من تدريب الفريق بعد أول إخفاقة.
إذ تبدأ الأعذار بالنسبة للمدرب، فيوماً يقول إن الحظ لم يحالف مهاجمينا في استغلال الفرص التي أتيحت لهم. وفي المباراة الثانية يخفق فيقول إن الإدارة لم تسدد عقود اللاعبين لذلك فإن معنوياتهم غير جيدة. والمباراة الثالثة يخفق فيها أيضاً، الأمر الذي يدفع إدارة النادي للتدخل في إبعاد المدرب، وأحياناً هو الذي يقدم استقالته من تدريب الفريق.
شاهدنا هذا الموسم الإقالات التي كانت بالجملة لمدربي الفرق مع إبعاد مجموعة كبيرة من اللاعبين بسبب مستوياتهم المتدنية برغم العقود الجيدة التي خصصتها لهم الأندية، قاموس التدريب يؤكد أن المدرب الذي لاينجح مع الفريق في مباراتين او ثلاث يمكن أن يقدم استقالته من تدريب الفريق ولا ينتظر الإقصاء الذي قد يتعرض له من قبل إدارة النادي التي تحاول البحث عن مدرب آخر يحفظ ماء وجه الفريق، لكن البعض من مدربينا يتمسكون برأيهم محمّلين الإدارات سبب الإخفاق، في حين نجد أن البعض من المدربين هم سبب رئيس في تلك الإخفاقات التي حصلت لفرقهم.
“مجلة الشبكة” كانت لها وقفة استطلعت فيها آراء بعض أصحاب الشأن:
مشاكل وإخفاقات
يقول الحكم الدولي حازم حسين: أعتقد أن المدرب هو الحلقة الأهم في أية لعبة رياضية، كونه صانع اللاعبين من خلال الخبرة التدريبية التي يمتلكها. في كرة القدم يعتبر المدرب الداينمو الرئيس في الفريق، لذلك تتعاقد الإدارات الرياضية معه من أجل تحقيق الانتصارات، إلا أن بعض المدربين يصطدمون بواقع غير سار مع بعض اللاعبين، لذلك تحصل المشكلات والإخفاقات في المباريات، الأمر الذي يدفع إدارات الأندية الى إعفاء المدرب من قيادة الفريق والبحث عن بديل يمكن أن يحقق لهم الانتصار.
بين المدرب واللاعب
باسم قاسم، مدرب فريق نادي النفط، تحدث قائلاً: الكثير من المشكلات تقع بين إدارات الأندية والمدربين لأسباب مختلفة، فالمدرب هوالمربي والمعلم وصاحب رسالة يؤديها بكل أمانة وإخلاص للارتقاء بمستوى اللاعب واللعبة، ولايمكن لأي مدرب أن يفكر بظلم لاعب مهما كان الأمر، لكن ممكن أن يخطئ المدرب مع اللاعب من جانب قناعته بإمكانيته من عدمها وهذا الأمر وارد وحسب قدرة وخبرة المدرب. للأسف قسم من اللاعبين يتصورون أن المدرب ظلمهم إذا ما أراد أن يقيّم اللاعب من النواحي الفنية والانضباطية او التكتيكية او السلوكية، والتعامل مع الاحتياط هو حسب كفاءة اللاعب وقدرته في منافسة زملائه الآخرين له بنفس المركز، فإدارات الأندية ما عليها إلا تحقيق النصر في المباريات ولا يهمها ماذا يحصل بين المدرب واللاعب. المهم تغيير المدربين من قبل إدارات الأندية شيء ليس وليد اليوم.
لا أبالية اللاعبين
فيما قال اللاعب الدولي السابق كريم صدام: كل مدرب عندما يتسلم مهمة تدريب أي فريق يجب أن تكون هناك نقاط رئيسة ومبادئ في عمله، ويجب أن توضح منذ اليوم الأول، بل منذ اللحظة الأولى التي يجتمع فيها مع إدارة النادي واللاعبين ليضع النقاط على الحروف والسياسة التي يعمل عليها. كل هذه الأمور تنطلق من الكادر التدريبي للفريق قبل خوضه أية مباراة. إلا أن الأمور تتغير بشكل لافت للنظر بعد أول خسارة للفريق، حيث تعد الإدارة العدّة من أجل تغيير المدرب، وربما بعض اللاعبين ينالهم التغيير. وفي الدوري الكروي العراقي لهذا الموسم حصل العديد من التغييرات للمدربين واللاعبين بسبب الإخفاقات المتكررة للفرق، إذ قدم الكثير من المدربين استقالاتهم بسبب سوء النتائج، أما القسم الآخر فطاله الإبعاد من قبل إدارة النادي. ويضيف: الحقيقة أن مزاجية بعض اللاعبين تكون العلامة المميزة في الأمور المستعصية التي تحدث للأندية من حيث اللامبالاة من قبلهم في ضياع الفرص وبالتالي خسارة الفريق، وهذا ما يجعل المدربين يخضعون إما للابعاد او تقديم الاستقالات.
إقالة واستقالة
أما مدرب فريق نادي النفط السابق حسن أحمد فقال: في أغلب الأحيان يكون اللاعب هو السبب في إقالة او استقالة المدرب، وفي دورينا الحالي هناك الكثير من اللاعبين الذين كانوا السبب في إخفاقات فرقهم وإبعاد المدربين، فإدارات الأندية لاتنظر إلا بمنظار النتائج مهما كانت إمكانية المدرب، فإذا أخفق المدرب في مباراة او مباراتين يكون الإبعاد من نصيبه، بل يجبر على تقديم الاستقالة والبحث عن مدرب آخر عسى أن يحقق لهم ما يتمنون، كل هذه الأمور تحدث بسبب اللامبالاة من قبل بعض اللاعبين وتعاون قسمٍ منهم مع الإدارة لغرض إبعاد المدرب، وقد حصل هذا الامر فعلاً في دورينا.
التغيير إيجابياً
اللاعب الدولي سلام شاكر تحدث قائلاً: أغلب فرق الأندية العراقية تلجأ الى تغيير مدربها الكروي بسبب النتائج غير الجيدة التي يمنى بها الفريق في الموسم الكروي، لهذا تعمد الهيئات الإدارية الى التغيير والتعاقد مع مدرب بالمستوى المطلوب لكي ينهض بالفريق، قد يكون التغيير إيجابياً وتكون النتائج جيدة وتخدم الفريق, لكن أيضاً قد تكون سلبية فتنعكس الأمور على الفريق ويزداد سوءاً بفعل عدم انسجام المدرب مع اللاعبين.