#خليك_بالبيت
اميرة محسن /
ربما تكون تجربة نادي الديوانية الأخيرة مع الاستثمار قد فتحت بابا للأندية للحديث عن استثمارات الأندية الأخرى، بل إن نادي الديوانية أصبح الآن الوحيد الذي لديه أربعة لاعبين أجانب تم التعاقد معهم من دوريات أوربية معروفة لتمثيل الفريق الاحمر للموسم الكروي الجديد، فالاستثمار الذي طبّق في بعض الأندية جعل أندية المؤسسات تعاني من أمور مالية.
عن الاستثمار وتعاقد الأندية مع لاعبين أجانب معروفين (مجلة الشبكة العراقية) استطلعت آراء العديد من أصحاب الشأن والاختصاص فكانت البداية مع مدرب حراس المنتخب الوطني العراقي عبد الكريم ناعم الذي تحدّث قائلا:
تحول الأندية من الدعم الحكومي للاستثمار
إنّ التعاقد مع اللاعب المحترف الذي يمتلك المواصفات الفنية الجيدة والعالية بكل تأكيد سيكون إضافة للفريق، كذلك يحدث فارقاً في أداء الفريق، إلا أن اللاعب المحترف بهذه المواصفات يحتاج لرصد مبلغ كبير، اعتقد ليس باستطاعة أي نادي أن يتعاقد مع هكذا نوع من اللاعبين المحترفين، نظرا للصعوبات المادية الكبيرة التي يعاني منها أغلب الأندية، لذلك تحاول الأندية أحيانا أن تستقدم لاعبين محترفين لكن بإمكانيات مادية ضعيفة لسد النقص في مركز ما، لأنّه لا يوجد لاعب محلي في هذا المركز، في بعض الاحيان حتى وإن تواجد لاعب محلي فهو يطلب مبالغ كبيرة أكبر مما يطلبه اللاعب المحترف بهذا المركز، لذلك بشكل عام وطيلة المواسم الاخيرة للدوري العراقي الممتاز لم نشاهد لاعبين محترفين على مستوى عالٍ أحدثوا فارقاً فنياً مع فرقهم باستثناء عدد قليل من المحترفين السوريين، عموما الاستثمار باعتقادي يساعد بعض الأندية في التعاقد مع لاعبين من طراز عالٍ، فالأندية التي تستثمر والأندية المؤسساتية يجب أن يكون هناك وقت مناسب للتحول من الدعم الحكومي إلى الاستثمار، ويتم الاتفاق مع الأندية بذلك مع سن قوانين لازمة للأندية ومن ضمنها الاستثمار والنظام الرقابي لذلك وممكن تحديد فترة التحول للاستثمار بعد ثلاث او خمس سنوات.
الاستثمار مهم جداً للأندية
بينما قال مدرب فريق نادي الحسين علي وهاب: اذا كان النادي المستثمر يعمل بجدية وبمهنية ويستثمر أمواله بصورة جيدة ومدروسة فسيكون الاحتراف في الفرق المحلية العراقية بمستوى الطموح وعالٍ جدا، أيضا الاستثمار مهم جداً للاندية، فهو يخدم الرياضة من غير الاعتماد على مؤسسات الدولة.
خروج من قوقعة الاستجداء
الكابتن عماد محمد مدرب منتخب ناشئة العراق قال: لقد كنت سعيداً جداً وأنا اتابع الأخبار التي تؤكد تعاقد بعض الأندية مع لاعبين محترفين سبق ومثلوا فرقاً في اوربا، اتمنى أن تكون هذه التعاقدات حقيقية لما سوف تضيفه لدورينا من متعة وجمال، أيضا تعود بالفائدة على القيمة الفنية لدورينا وتساعد في تطور لاعبنا العراقي الذي سوف يحتك مع اللاعبين المحترفين ممن يمتلكون مقومات فنية وبدنية عالية قادمين من مدارس كروية مختلف، كما أطلب من جماهيرنا أن تدعم الأندية المستثمرة لتكون تجربتها ناجحة وتساعد في نقل هذه التجربة الحديثة لباقي الأندية وتخرج من قوقعة الاستجداء من المؤسسات الحكومية.
تجربة رائعة
بينما كان لنجم فريق نادي زاخو امجد وليد رأي قال فيه : حقيقة إنّها تجربة رائعة تقوم بها بعض الأندية، أنا معها لكن يجب أن يكون الاستثمار بخصوص التعاقد مع لاعبين من الذين يحدثون فارقاً كبيراً مع فرقهم وليس العكس.
حق مشروع
اللاعب الدولي السابق مهدي كريم يقول: نعم أنا مع الاستثمار في الاندية لكن تكون لديهم بعض الخصوصية في عملهم ويعرفون ويقدرون اللاعب المحلي واللاعب المحترف، هو حق مشروع لكل نادٍ أن يتعاقد مع لاعبين أجانب الذين يمتلكون الخبرة والمهنية والثقافة الكروية وهو الذي يصب في مصلحة النادي الذي قام بالتعاقد مع اللاعب المحترف، أما اذا كانوا محترفين دون المستوى المطلوب فهذا سوف يكلف النادي الخسارة المادية والمعنوية، فالاستثمار يجب أن يستثمر بشكل صحيح حتى يأتي بثماره، واذا كانت هناك فرصة للاستثمار في نادٍ ما، فعليهم أن يحذوا حذو الاندية الاوربية، فتكون لديهم محال تجارية للدعاية باسم النادي والترويج له من خلال العمل بجد وتفان.
طريق سليم لدعم الأندية
آخر المتحدثين كان مدرب فريق نادي النجف حسن أحمد كان له رأي بشأن الموضوع تحدّث فيه قائلاً: حقيقة استثمار الأندية شيء كان لا بد من تطبيقه في السنوات السابقة، فالاندية الحكومية هي الخاسر الأول من تطبيقه نتيجة دعمها ماديا من قبل الوزارات، بينما هناك أندية تعتمد على التمويل الذاتي بحيث لا تستطيع التعاقد مع أي لاعب أجنبي بسبب الأمور المادية الصعبة التي تعيشها، فاذا طبّقت الاستثمار بدقة سيكون لها شأن آخر، والدليل نادي الديوانية الذي اعتمد على الاستثمار تعاقد مع لاعبين أجانب من طراز جيد، أما بالنسبة لتعاقد الاندية مع اللاعبين فهذا الشيء يترك لأدارة النادي ومشورة المدرب، هناك لاعبون محترفون أجانب في الدوري العراقي بمستوى عال، بينما يتواجد أكثر من محترف في الاندية دون أي فعالية تذكر، عموما الدوري العراقي الكروي المقبل سيكون قوياً جداً نتيجة تعاقد بعض الاندية التي كانت تقبع في مراكز الوسط والاخير مع لاعبين أجانب معروفين وهو ما يعطي الدوري العراقي قوة ونكهة.