بغداد / أحمد رحيم نعمة/
يبدو أن بعض القنوات الفضائية التي تقدم برامج رياضية تسير وفق مبدأ التشهير والتسقيط لنجوم الكرة العراقية، سواء من الإداريين أو المدربين أو اللاعبين، بل وصل الحد بهم إلى إشعال فتيل الأزمات، تارة بين وزارة الشباب والأولمبية، وأخرى بين رئيس اتحاد الكرة وأعضائه. بعض تلك البرامج الرياضية خصص لكرة القدم فقط، دون التطرق إلى الألعاب الرياضية الأخرى، والسبب معروف لدى الوسط الرياضي العراقي.
إذ إن انخراط بعض الإعلام الرياضي العراقي بأجواء المهاترات والسجالات والصراعات، يصب طبعاً في مصلحة الطامعين بالكراسي، بل إن الاعلام أصبح جزءاً من المشكلات التي تحدث بين فترة وأخرى في الوسط الرياضي العراقي… عن ما يحدث في بعض البرامج الرياضية من مشكلات وإرهاصات وشد وجذب حول مسائل متعددة، (مجلة الشبكة العراقية) استطلعت آراء عدد من الشخصيات الرياضية والمدربين واللاعبين كي تقف على أسباب استمرار هذا الجو المشحون الذي تخلقه هذه البرامج، والاهداف التي تجعل من الحديث الرياضي اليومي سجالا غير مثمر.
مصالح شخصية
وكانت البداية مع عضو اتحاد الكرة الطائرة السابق محمد سالم الذي تحدث قائلاً: إن المشكلات التي تحدث في جميع مفاصل الرياضية العراقية سببها بعض البرامج الرياضية التي خصصت لخلق تلك المشكلات، واعتبرتها مادة ثرية أو (سبقاً صحفياً). وقد تعددت وتنوعت أشكال الأزمات في الآونة الأخيرة، وهذه الأمور لم تكن لتحدث سابقاً نتيجة لوجود قانون تسير عليه الفضائيات خلال بثها البرامج، لذلك كانت المشكلات تطرح من أجل تصحيح المسار الرياضي، أما الآن فإن هذه الأزمات التي تطرحها بعض الفضائيات تسهم في تفاقم الأمور، بل تكون هي صاحبة المشكلة التي تفتعل، سواء بين الأولمبية ووزارة الشباب، أو بين اتحاد الكرة والجماهير الرياضية، وفي بعض الأحيان يسعى مقدم البرنامج إلى إشعال فتيل الأزمة بين رئيس الاتحاد وأعضائه، وشاهدنا كيفية إثارة الشارع الرياضي في مسألة عدنان درجال رئيس اتحاد الكرة ونائبه يونس محمود، وكثير من تلك المماحكات التي لا تصب في مصلحة الرياضة العراقية، كان سببها مقدمي البرامج، وهذه الأمور بالتأكيد تكون لغايات مدروسة، نتمنى على بعض مقدمي البرامج أن يضعوا سمعة الرياضة العراقية فوق كل شيء، وألا ينجروا إلى غايات شخصية همها الأول والأخير المصالح الشخصية.
افتعال الأزمات من أجل التسقيط
بينما قال المدرب جابر محمد: الحقيقة وبدون مجاملة، أن بعض الجهات المحسوبة على الرياضة جيّرت مقدمي بعض البرامج للسير على منهجها وتوجهاتها، فأخذت هذه الجهات بدفع بعض الإعلاميين نحو افتعال المشكلات والتسقيط برموز الكرة العراقية، بل إن أكثر برامجهم خصصت لكرة القدم فقط من اجل التسقيط لا أكثر ولا أقل، وهذا الشيء غير صحيح إطلاقاً، نحن نعلم جيداً أن مهمة الإعلام الرياضي هي التقويم والنقد من أجل تصحيح خطأ حدث، وليس التسقيط بهذا وذاك في برامج تعرض يومياً دون انقطاع. لقد شاهدنا أن غالبية مقدمي البرامج يتناولون يومياً شؤون كرة القدم، لكونها مادة (دسمة) فيها العديد من الطروحات والصراعات، على سبيل المثال مسألة دوري المحترفين، فمنذ أكثر من شهرين وبعض البرامج تتطرق إلى إمكانية إقامته من عدمها، برغم تأكيد الكابتن عدنان درجال على إقامة هذا الدوري، بل إن بعض المقدمين يستضيفون مدربين أو إعلاميين من أجل ممارسة التسقيط برئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم، أو حتى تسقيط اللاعبين لغاية معروفة لدى البعض، في رأيي أن هذه الأمور تسهم في عرقلة مسيرة الرياضة العراقية، ولابد من إيقاف مثل هذه البرامج من قبل الجهات الإعلامية المختصة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تستفحل نتيجة عدم وجود رقابة عليها.
مشكلات مفتعلة لغايات معروفة
أما اللاعب ياسر علي فقد قال: بعض البرامج الرياضية تطرح مواضيع تسهم في خلق أزمات وصراعات، سواء بين رئيس النادي أو الاتحاد والأعضاء، وقد حدث خلال الفترة الأخيرة الكثير من المشكلات بين المدربين واللاعبين وحتى الإداريين كان سببها الرئيس ما يطرح في تلك البرامج التي أصبحت وبالاً على الرياضة العراقية، بل إن غالبية البرامج خصصت عناوينها لكرة القدم فقط! وذلك لغايات معروفة لمقدمي هذه البرامج التسقيطية، الحقيقة أنها مسائل شخصية لا غير! لكن الخاسر الوحيد في هذه الزوبعات الإعلامية المفتعلة هي الرياضة العراقية بالدرجة الأولى، فلو كانت هناك عقوبات من قبل الجهات المعنية لما حدثت مثل هذه الصراعات والأزمات، إذ إن الاستحواذ على الكراسي هو العامل الرئيس في كل مايحدث للرياضة العراقية التي أصبحت اليوم على حافة الهاوية بسبب بعض القنوات التي جيّرت برامجها الرياضية لتسقيط هذه الشخصية أو تلك.
ثلاث قنوات فضائية خصصت برامجها الرياضية للتسقيط
وتحدث إداري القوة الجوية محمد أحمد قائلاً : ثلاث قنوات فضائية خصصت برامجها الرياضية للتسقيط لا أكثر ولا أقل، اعتقد أن الرياضية العراقية فقط تسير وفق منهج صريح وصحيح، من خلال برامجها التي تسعى فيها إلى إعلاء شأن الرياضة العراقية، إذ إن معظم مقدمي البرامج فيها لهم اطلاع ودراية في التقديم ومحادثة الضيف وكيفية التعبير عن وجهات النظر، دون حدوث أية مشكلات أو ما شابه ذلك، لذلك نجحت الرياضية العراقية في كل ما يطرح بخصوص الجانب الرياضي، بينما نجد في الجهة الأخرى فضائيات خصصت برامجها للتشهير فقط من أجل إرباك وزعزعة المسيرة الرياضية العراقية.