أحمد رحيم نعمة /
حسم منتخبنا الشبابي لكرة القدم تحت سن 19 عاماً مسالة تأهله الى نهائيات كأس آسيا المزمعة إقامتها في أوزبكستان العام المقبل. إذ تأهل شباب العراق الى النهائيات بالرغم من خسارته أمام المنتخب الأسترالي الذي تصدر المجموعة بتسع نقاط يليه منتخبنا الشبابي بست نقاط، وذلك بمساعدة البطاقات الصفر، ليتأهل منتخبنا الى نهائيات آسيا.
عن مستوى الفريق وماقدمه خلال المباريات الثلاث وكيفية استعداده للنهائيات المقبلة وبعض الأمور حدثنا عنها الكثير من المدربين والصحفيين، وكانت البداية مع مدرب المنتخب الشبابي عماد محمد الذي تحدث قائلاً:
لابد من دعم الفريق للظهور بمستوى عال في النهائيات الآسيوية
“الحقيقة أن منتخبنا الشبابي قدم خلال التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا جهداً كبيراً شارك فيه الجميع، من اللاعبين والجهاز الفني والإداري والإعلامي، إذ وقعنا في مجموعة صعبة للغاية، واجهتنا صعوبات مختلفة قبل التصفياتِ من قلة توفر ملاعب التدريب وشحة في خوض مبارياتٍ على مستوى عال.” وأضاف أن “هذا الجيل أتوقع أن يتأهل منه أكثر من عشرة لاعبين إلى المنتخبِ الوطني مستقبلاً في ظل الإمكانيات العالية التي يمتلكها اللاعبون، وهذا هو الأهم، إذ أن مرحلة البناء في الفئاتِ العمرية وفق أعمارٍ صحيحة تتطلب جهداً كبيراً، وهذا العدد مفرحٌ بالنسبة لنا، نحن سعداء ببلوغِ منتخب الشبابِ نهائيات كأس آسيا رغم خسارته أمام المنتخبِ الأسترالي بهدفٍ مقابل لاشيء.” وأوضح عماد “منذ البداية أكدت أن هذه المجموعة لن تحسم إلا في الجولةِ الأخيرة، وبالفعل تحققَ ذلك، حيث واجهنا منتخب أستراليا الذي كان مدججاً بسبعةِ لاعبين محترفين في دورياتٍ أوروبية مختلفة يتمتعون ببنيةٍ جسمانيةٍ كبيرة ومهارة فردية عالية، لعبنا بخطة تكتيكية واقعية، وأخطرنا المنتخب الأسترالي في الشوطِ الأول وكنا الأقرب للتسجيل، وحتى في الشوطِ الثاني أهدرنا بعض الفرص، ما تطلب منا أن نتعامل بواقعية لتعزيز المنطقة الدفاعية، إذ أن المنتخب الأسترالي ضغطَ علينا، وكان لابد من منع المزيد من دخولِ الأهداف في مرمانا، ونجحنا بمنعِ ذلك بعد تغييرات تكتيكيّة، ولاسيما بعد أن علمنا أن التأهل سيكون لمصلحتنا بنتيجة هدف مقابل لاشيء بعد العودةِ لقاعدة اللعب النظيف مع المنتخبِ المنافس لنا على البطاقة السادسة عشرة وهو تايلاند، عموماً تأهلنا بجدارة. أتمنى أن يقومَ الاتحاد العراقي بالاهتمام بهذا المنتخبِ بإعداد جيد لنهائياتِ كأس آسيا المقبلة 2023 من خلال خوضِ مبارياتٍ كبيرة مع منتخباتٍ عالمية مختلفة، حتى إن تطلب الأمر المشاركة في بطولاتٍ إقليمية للمنتخباتِ الأولمبية بالمنتخب نفسه، وهو أمر مهم لنا في مرحلة الإعداد لنهائياتِ كأس آسيا، إذ أن المنتخب الأولمبي لم يشارك في بطولة قريبة”.
قادرون على إعادة الكرة العراقية الى الإنجازات
وتحدث المدرب أحمد والي قائلاً: “لقد كان تأهلنا الى النهائيات الآسيوية عن جدارة بعد أن قدم الفريق أروع ما يكون في المباريات، في الأولى حققنا الفوز على الفريق الهندي، ليكمل الفريق إبداعه ويفوز على الشباب الكويتي بجدارة واستحقاق، اما في المباراة الثالثة أمام المنتخب الاسترالي الذي كان يضم في صفوفه لاعبين محترفين في الدوري الأوروبي، فقد قدمنا مباراة جميلة وكاد فريقنا أن يحرز الهدف الأول في بداية المباراة، لكن تسرع لاعبينا أمام الهدف حال دون ذلك، وفي الشوط الثاني كان فريقنا هو الأفضل، لكن خطأً دفاعياً كلفنا هدف الفوز الاسترالي. عموماً ظهر فريقنا بمستوى راق خلال التصفيات جامعاً 6 نقاط أهلته للوصول الى نهائيات كاس آسيا التي ستقام في أوزبكستان بداية عام 2023 ، هنا لابد من دعم الفريق من خلال إقامة معسكرات تدريبية وإجراء مباريات مع منتخبات قوية من أجل الاحتكاك وبالتالي الظهور بمستوى يعيد أمجاد الكرة العراقية ، ونحن قادرون على تحقيق تلك الإنجازات في ظل وجود نخبة من المواهب العراقية التي باستطاعتها العودة الى الأمجاد”.
العمل الجدي والتخطيط الصحيح
فيما قال الصحفي الرياضي رائدمحمد : “لقد تاهل منتخبنا الشبابي إلى نهائيات آسيا بفارق الإنذارات عن أحسن الثواني في المنتخبات، هنا يجب على الجهاز الفني تقديم تقرير فني مفصل بالإيجابيات والسلبيات، لأن ما ظهر في تقارير ما بعد مباراة استراليا يتحدث عن إهمال اتحاد الكرة في توفير أبسط متطلبات الإعداد وهو ملعب تدريب! لقد دعمنا منتخبنا الشبابي لأنه يمثل العراق، وهذا من واجبنا، ولكن على اتحاد الكرة أن يرد على التقرير بأجوبة مقنعة ومفيدة لتفادي الإخفاق في النهائيات وخلق أجواء الشحن بين الشارع الرياضي وبينه، إذ لابد من تشكيل لجنة من كبار خبراء الكرة لمناقشة عدم ظفرنا بالبطاقة الأولى وانتظارنا لهدايا الفرق الخاسرة لنصعد من بين أفضل الثواني الـــ6 فيما على المدرب الكابتن عماد أن يتحلى بروح التعاون مع الكبار في العالم الكروي، ولاسيما أن المرحلة المقبلة صعبة جداً حين نلاقي كبار آسيا في النهائيات، فالعمل المبرمج والجدي هو الذي سيوصلنا الى الإنجاز ولاسيما أن فريقنا يضم نخبة من اللاعبين الجيدين القادرين على تحقيق نتيجة جيدة في النهائيات.”
تغيير جذري لمنتخب الشباب
كذلك تحدث الصحفي الرياضي نعيم كاظم قائلاً: “بدون جدال أو مجاملة فإن صفوف المنتخب الشبابي غير مترابطة إطلاقاً، فلاعبوه يعتمدون على (الشوت) الطويل ولياقة الفريق ضعيفة جداً، فهل هذا هو مستقبل الكرة! لا أظن ذلك، إنه فريق يفتقر الى الكثير من الإمكانيات ولأساليب اللعب الحديثة مقارنة بالمنتخبات الأخرى. كما أن المنتخب لا يمتلك روح الانتصار او التنافس، أما بالنسبة للتأهل فجاء يسبب تعاطف استراليا معنا، وهذا شيء مخجل، ولا يمكن ان تتباهى بهذا التأهل، بل يجب تغيير المدرب، وإلا فلا يوجد مستقبل للمنتخب لا غداً ولا بعد 10 سنوات، فعلى الرغم من تأهلنا الى النهائيات إلا أن الفريق بأكمله مع مدربه والجهاز الفني لايلبي الطموح. هنا لابد لاتحاد الكرة أن يعد العدة للنهائيات المقبلة، بتغيير ثلاثة أرباع الفريق ومن ضمنهم المدرب وإدارته إذا ما أرادوا التنافس، فقد شاهدنا كيف أضاع المنتخب الوطني الأول ومنتخب الناشئين أمجاد الكرة العراقية، حتى أصبحنا نتذكر أيام زمان عندما كانت منتخباتنا تذهب لخطف البطولات.”