م.د. سعد عامر اسماعيل /
إن التمرين البدني مبنيّ طبقاً لمؤشرات علمية وتربوية، ولا يمكننا أن نجد تلك المؤشرات في حركاتنا اليومية الاعتيادية، إذ أننا نقوم بها طبقاً لقضاء حاجة ولا نفكر في أغلب الأحيان بما سيحدث في المستقبل إذا تمادينا في تكرار تلك الحركة، لكننا لا نستطيع أن نحصر جميع الفقرات للمقارنة بين الحركات اليومية والتمرين البدني، وسنوجز بعضاً منها على أساس (القوة والوقت والمرونة والرشاقة).
* القوة: إن كل حركة في التمرين البدني تتطلب قدراً من القوة العضلية، أي التغلب على مقاومة خارجية أو مواجهتها، لذا نجد أن استعمالنا القوة في حياتنا اليومية يأتي عن طريق التجربة والخطأ في بعض الأحيان أو من جرّاء تكرار العمل فتتكون لدينا بعض الخبرة الشخصية في أحيان أخرى، أي أن أعمالنا اليومية لا تسير وفق ضوابط علمية، بل تصاحبها حركات عشوائية غير منتظمة.
* الوقت: يدل الوقت على سرعة الأداء للحركة أو الحركات المتعاقبة في أقصر وقت ممكن، كذلك يدل على الزمن الواقع بين الحركات بصورة متتابعة أو بطريقة توافقية موزونة خلال أعمالنا اليومية، فليست هناك ضرورة قاهرة أن نصعد سلماً في وقت وسرعة محدودين، أو أن تنظيف ربه البيت لدارها يتطلب توقيتاً دقيقاً، أو عندما نلتقط شيئاً من الأرض يجب أن يكون بوقت محدود، أو أن هناك طريقة خاصة نقوم بها.
* المرونة: تعرف المرونة بأنها قابلية العضلة أو المفصل على استغلال أقصى حد أثناء القيام بالتمارين البدنية. إذ أن الحركات اليومية الاعتيادية ليست واسعة النطاق ولا تتناسب في مداها مع طول العضلات، أو مدى حركات المفصل الكاملة. وهناك أمثلة على ذلك تثبت أن العمل الاعتيادي الذي يقوم به الفرد يقلل من مرونة المفاصل والعضلات، فالعامل الذي لا يمد أصابع يده تماماً أثناء قيامه بعمله اليومي تصبح عضلات يده قصيرة وتبقى أصابعه مثنية لطول مسكه الآلات التي يشتغل بها .
*الرشاقة: يقصد بالرشاقة القدرة على تشغيل مجموعات خاصة من العضلات بدرجة معينة وبسرعة مناسبة وفي وقت معين، وتكتسب هذه القدرة بالتدريب والمران. وبهذه الطريقة نتعلم كيفية استخدام قوتنا بصورة صحيحة مع الاقتصاد بالجهد.