الحكم الدولي علي صباح لـ “مجلة الشبكة”: العـــراق استحــــق لقــــب خليجــــي 25 بجدارة..

أميرة محسن /

علي صباح.. اسم مميز في عالم كرة القدم العراقية، فهو من الحكام الدوليين العراقيين البارزين على الساحتين العربية والآسيوية، بل إن باستطاعته قيادة أقوى المباريات حتى على صعيد كأس العالم، والدليل نجاحه المتكرر في قيادة المباريات العربية والآسيوية، وآخر نجاحاته كان في قيادته بعض مباريات خليجي 25 التي أقيمت في محافظة البصرة، حيث قاد صباح مباراة قطر والإمارات، فضلاً عن تسميته حكماً رابعاً في مباراة البحرين والإمارات، ومباراة قطر والبحرين. وقد أشاد النقاد والمحللين والجماهير الرياضية التي تابعت البطولة بالمستوى العالي الذي قدمه الحكم العراقي علي صباح، الذي حل اليوم ضيفاً على مجلة “الشبكة العراقية” في هذا الحوار:
*هل كنت تتوقع نجاح خليجي 25؟
_نعم، بالتأكيد كنت أتوقع نجاح البطولة نتيجة العمل الجاد من قبل وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، إذ أن جهداً كبيراً بذل من أجل التهيئة للبطولة، لكن لم نكن نتوقع هذا التميز الكبير الذي فاق التصورات، بل إن البطولة أبهرت العالم من حيث الافتتاح الراقي الذي عدَّ من أفضل افتتاحيات بطولات الخليج منذ انطلاقتها. لقد كان افتتاحاً بمعنى الكلمة، والذي زاد من حلاوة البطولة الجماهير العراقية الكبيرة التي حضرت المباريات فكانت ملح البطولة من حيث التشجيع الراقي المثالي، لقد نجحت البطولة بفضل تكاتف الجميع، إذ كانت حقاً عرساً كروياً جميلاً نفتخر به.
*ما رأيك بالمنتخبات المشاركة في خليجي 25؟
_ أكثر المنتخبات المشاركة كانت متقاربة المستوى، لكن منتخبات البحرين وعمان والعراق كانت هي الأفضل في النتائج، والدليل وصول العراق وعمان إلى نهائي البطولة، وهما من مجموعة واحدة، لقد كانت المباراة النهائية خرافية حماسية إلى آخر ثوان، قبل إطلاق صافرة الحكم في النهاية، لقد لعب العراق وعمان شوطين إضافيين وهما في كامل لياقتهما الطبيعية، هنا هدف يسجله العراق، وبعده بدقيقة يسجل العمانيون في الوقت القاتل، ليحسم الأسود الأمر في الثواني الأخيرة، لتنتهي عراقية بثلاثة أهداف لهدفين، حقاً أنها كانت مباراة مجنونة.
*كيف وجدت مستوى البطولة؟
_كما قلت مسبقاً، فإن المنتخبات كانت متقاربة في المستوى، ما عدا العراق وعمان اللذين كانا في تصاعد مستمر من مباراة إلى أخرى.
*أي المباريات قمت بإدارتها؟
_ كان لي الشرف الكبير أن يجري اختياري من بين مجموعة من الحكام الأكفاء، إذ أنيطت بي قيادة مباراة واحدة بين منتخبي قطر والإمارات، والحمد لله أشاد الجميع بالطاقم العراقي الذي قاد المباراة بنجاح تام، كما جرى تكليفي بأن أكون حكماً رابعاً في مباراتين، الأولى بين منتخبي البحرين والإمارات، والثانية بين منتخبي قطر والبحرين، والحمد لله كنت عند حسن ظن الجميع.
*ما رايك بالتحكيم في خليجي 25؟
_التحكيم كان ناجحاً مئة بالمئة، في ظل وجود تقنية (الفار)، التي كانت العلامة المميزة في البطولة من خلال حسم أكثر من قرار، بل إن أكثر الحكام الذين قادوا المباريات يتمتعون بإمكانيات تحكيمية عالية، لذلك نجح الجانب التحكيمي بشكل رائع في البطولة.
* هل استحق الأسود خطف لقب خليجي 25؟
_نعم، استحق المنتخب العراقي اللقب بكل جدارة، لكن الفائز الحقيقي هو الجمهور العراقي ومؤازرته وتشجيعه المثالي، الذي أضاف إلى البطولة طعماً اخر، فالمنتخب العراقي قدم خلال مباريات البطولة أداء رائعاً، ولاسيما في مباراته الختامية أمام المنتخب العماني، التي أبدع فيها بعد أن قدم لاعبونا عرضاً رائعاً، استحق الاسود من خلاله لقب البطولة.
*ماذا بعد خليجي 25.. هل سوف يستمر الأسود بتألقهم في البطولات المقبلة؟
_الحقيقة أن مجموعة اللاعبين الذين اعتمد عليهم المدرب الإسباني (كاساس) كانت جيدة، لكن بإمكانه أن يضيف بعض اللاعبين المميزين في الدوري العراقي، فالمرحلة المقبلة تحتاج الى جهد أكثر، إذ ينتظر منتخبنا الكثير من البطولات، منها تصفيات كاس آسيا وتصفيات كأس العالم، وهذه المرحلة تحتاج إلى فريق قوي جداً من أجل الوصول إلى ما نطمح إليه، وفي رأيي أن كاساس سوف ينجح مع المنتخب، إذ أنه عرف كيف يقرأ ويوظف إمكانية اللاعب العراقي، إن شاء الله سوف يكون النجاح حليف منتخبنا في مرحلته المقبلة، من أجل إفراح جماهيرنا الكبيرة التي وقفت مع الأسود وكانت عنوان النجاح.
*يقال إن الحكم العراقي مظلوم؟
_الحقيقة وبدون مجاملة، أن الحكم العراقي مظلوم، برغم المستويات العالية التي يقدمها حكامنا خلال قيادتهم للمباريات، سواء المحلية أو الخارجية، والدليل نجاح حكامنا في البطولات العربية والآسيوية الأخيرة، إلا أن جماهيرنا الكروية لا ترضى عن التحكيم، والسبب أن أنصار أي فريق يريدون الفوز لفريقهم مهما كان الأمر، وإذا خسر فريقهم فإن الجماهير تضع اللوم بالدرجة الأولى على حكم المباراة، دون تردد، إذ أن جماهير الفرق العراقية لا تقبل بخسارة فرقها، لذا تضع الإخفاق على شماعة الجانب التحكيمي، حتى لو لم يقدم الفريق شيئاً يذكر في المباراة.
المشكلات التي يتعرض لها الحكم خلال قيادته للمباريات المحلية ناتجة عن عدم فهم بعض إدارات الأندية واللاعبين والجماهير الرياضية القانون الكروي، بل إن الجانب الثقافي الرياضي قليل لدى بعضهم، لذلك نجد المشكلات موجودة في أكثر المباريات المهمة، وهناك معاناة كثيرة للحكم العراقي، أبرزها عدم وجود ملعب خاص للتدريب وعدم صرف الأجور التحكيمية أسوة بلاعبي المنتخبات الوطنية، كذلك عدم توفير المعسكرات والدورات الخارجية، أمور كثيرة لاتتوفر للحكم العراقي، بينما في البلدان العربية والآسيوية يختلف الحال كثيراً بالنسبة للحكام، نتمنى أن يتبدل الحال ويزيد الاهتمام بالحكم العراقي.