بغداد / أميرة محسن/
خطوة جيدة أقدم عليها الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم بفتحه دورات تحكيمية للرجال والنساء، وقد شارك العديد من الفتيات في هذه الدورات من أجل قيادة مباريات الدوري الكروي. ومن بين أبرز (الحكمات) العراقيات يبرز اسم (منار جاسم) التي التقتها مجلة “الشبكة العراقية” ودار معها هذا الحوار:
* ما سر اختيارك هذه المهمة الصعبة؟
– أحب دخول المجال الصعب، أنا من محافظة المثنى، أي فتاة جنوبية، ولدت في عام 1990، طموحي كبير في الوصول الى أعلى المراحل، أحب الرياضة، ومهنتي كحكم أفتخر بها كثيراً، أعمل في التدريس وأشجع الفتيات على ممارسة الرياضة، وأطمح في نيل شهادة الدكتوراه وممارسة التحكيم دولياً. شاركت في دورات مختصة في التحكيم، إذ دخلت دورة في الاتحاد المركزي وكنت الأولى، بعدها دخلت دورة دولية تطويرية. وأنا مستمرة رغم الكثير من الصعوبات التي تواجهني.
*هل كان دخولك عالم التحكيم من باب التحدي؟
ـ أحمل شهادة الماجستير تربية بدنية وعلوم الرياضة، فقد تخرجت في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة جامعة المثنى وأنا أول حكم نسوي في محافظة المثنى، نعم، تحديت الصعاب من أجل إثبات قدراتي في عالم التحكيم ونجحت لغاية الآن.
أعشق الصافرة
*هل جاء اختيارك مجال التحكيم صدفة أم عن اقتناع؟
-أحببت الرياضة منذ الطفولة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وكان التركيز على الحكم وصافرته، كبرت وكبر معي الحلم وسعيت جاهدة لتحقيق الحلم بأن أصبح حكماً رياضياً، برغم الكثير من التحديات التي ربما تواجهني في مسيرتي التحكيمية.
*ماهي ردود الأفعال من الأهل أولاً والأصدقاء والمجتمع المحيط بك؟
– رد فعل الأهل كبداية كان الرفض، لكني أقنعتهم بطريقتي الخاصة، أما الأصدقاء فهم داعمون ويشجعونني، تبقى للمجتمع طبعاً قناعته لكوني فتاة، ولاسيما أن المجتمع الجنوبي صعب الإرضاء، فردودهم بين الرافض وغير المشجع. من ناحية الأهل فإنهم ليس لهم دور في هذا، فقد اعتمدت على نفسي ودافعت عن اختياري وحلمي، وأنا الداعمة الأولى لنفسي، إذ إن الأهل ليست لديهم أية اهتمامات رياضية.
رحلة متواصلة
*كيف هي رحلتك مع التحكيم؟
-رحلتي مستمرة في التعلم ودخول الدورات التحكيمية التطويرية والعمل على أرض الواقع، لكي أثبت أن لا مستحيل إذا كانت هناك إرادة وهمة ورغبة قوية في حبك للعمل، وأنا ذاهبة لأبعد مدى في التحكيم، ومن الله التوفيق.
*هل هناك شروط لدخول النساء هذا العالم؟
-نعم، مثل اللياقة البدنية والخبرة في مجال التحكيم، والأهم الرغبة والحب في تعلم هذه المهنة.
*ما التحديات التي واجهتك في هذا العالم؟
-التحديات سبق وذكرتها، هناك الناس والعائلة، بين رافض ومشجع، لكن بإذن الله أحاول أن أتخطى واستمر بعملي نحو التقدم.
*كيف ترين الأصداء عند الحكام الرجال؟
– غالبيتهم مشجعون وداعمون، فهم دائماً يشيدون بي ويشجعون على دخول المرأة في هذا المجال الذي كان حكراً على الرجال، والجميع يرحب بي ويساعدني ويأخذ بيدي.
*ما مدى حلمك وطموحك في هذا المجال؟
-حلمي كبير وطموحي أكبر، أحلم في أن أكون حكماً دولياً وأحكم مباراة دولية.
*مباراة تحلمين بقيادتها؟
– قد تكون في أحد الدوريات الإنكليزية او الإسبانية.
*هل من هوايات أخرى؟
-الرياضة والتدريس يأخذان كل وقتي، لكن أفكر في المستقبل -وضمن اختصاصي- أن أفتح (جماً) رياضياً في مدينتي لتشجيع النساء على ممارسة الرياضة.
الموضة والأزياء
*هل تتابعين الموضة والأزياء؟
-نعم، لكن ليس كل ما يظهر في الموضة يكون صالحاً، فبالتالي نحن نرتدي ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا العربية، كذلك ما يناسب أجسامنا.. وكلما كان الملبس بسيطاً كان أحلى وأجمل من وجهة نظري.
*هل يشترط بفارس الأحلام أن يكون حكماً؟
– لا.. حالياً لا يوجد فارس في أحلامي إذ إني مركزة على عملي، وهناك أمور أخرى غير العمل كحكم.. أن يحترم عملي أولاً.. ثم الحب الاحترام الثقة وتحمل المسؤولية.
*أنت بالتأكيد تتابعين دوريات كرة القدم.. هل تركزين على قرارات الحكام؟
-نعم بكل تأكيد، وأركز على حكم الساحة وحكام الجوانب ولاسيما في الدوريات العالمية، مثل الدوري الإنكليزي والإسباني والألماني، وألاحظ بعض الأخطاء التي يقع فيها الحكام.
*هل أنت مع تقنية (الفار) بكل أخطائه؟
– نعم أنا مع تقنية (الفار)، فهي تجعل الحكم يشاهد ما يخفى عنه في الملعب.
*ما رأيك في أخطاء الحكام في المباراة؟
-الحكم هو إنسان، وقد تحدث أمور سريعة أو وجود لبس في نظره.. ويخطئ أحياناً، لكن مع وجود الفار وحكامه قلت الأخطاء أو تلاشت.
*كامرأة، ما رأيك في عمليات التجميل المنتشرة الآن. معها أم ضدها؟
-مع عمليات التجميل إن كانت تحتاج لذلك، وضد العمليات المبالغ فيها، لا بأس بالرتوش البسيطة التي لا تؤثر على الشكل والمظهر الخارجي.
*ماذا تقولين للفتاة المحبة للرياضة التي تريد أن تزاول هذه المهنة؟
– أتمنى أن أكون قدوة للفتيات اللواتي يحببن الرياضة ويرغبن في دخول هذا المجال. لا شيء مستحيل إذا كانت لديك الإرادة والعزيمة.