حوار/ أميرة محسن
منذ صغرها وهي تعشق لعبة الرماية، لكون والدها أحد أبطال هذه اللعبة. أول ظهور للاعبة فاطمة كان بعمر 13 عاماً، عندما انبرت لممارسة اللعبة تحت إشراف والدها، الذي وقف معها في مسيرتها التي طرزتها بنجاحات عديدة.
كان انضمامها الأولي مع اتحاد ميسان الرياضي الفرعي، بعدها التحقت للعب في نادي نفط ميسان، ومن ثم مع منتخب السيدات العراقي للرماية. نجحت بشكل مثير خلال مشاركاتها الخارجية مع المنتخب الوطني وحققت العديد من الأوسمة الذهبية في أكثر منافسات المسدس الهوائي. عن مسيرة الرامية الميسانية فاطمة عباس وبعض الأمور حدثتنا عنها في هذا الحوار:
*لماذا اخترت لعبة الرماية الصعبة دون غيرها؟
– منذ صغري ووالدي يشجعني على ممارسة لعبة الرماية لكونه مدرباً، فمارست اللعبة، وفي البداية وجدتها صعبة نوعاً ما، لكنها مناسبة للنساء، لكونها لعبة لايوجد فيها جهد بدني، فهي لعبة ذهنية تعتمد على إرادة وعزيمة الرامي. مسيرتي كانت عام 2013، وحصلت على تشجيع كبير من الأهل، فكان شعوراً جميلاً وفخراً، لكوني أمارس مثل هكذا لعبة قوية، والحمد لله نجحت في مسيرتي والنتائج التي حققتها دليل نجاحي.
أوسمة ملونة
*أبرز مشاركاتك في هذه اللعبة؟
– مشاركاتي كثيرة، أبرزها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في مدينة طوكيو في اليابان، بمنافسات المسدس الهوائي 10 أمتار للسيدات. وشاركت أيضاً في دورة التضامن الإسلامي التي أقيمت في أذربيجان، وكذلك مشاركتي الناجحة في الإمارات العربية في بطولة الشيخة فاطمة بنت مبارك، نلت فيها الميدالية الذهبية في منافسات المسدس الهوائي. وفي البطولة العربية للرماية عام 2021، التي أقيمت في مصر حققت الميدالية البرونزية. وشاركت مرة أخرى في بطولة التضامن الإسلامي عام 2017، بعدها عام 2019 شاركت في بطولة العالم للرماية في البرازيل. هذا فضلاً عن مشاركتي في بطولة العرب التي نلت فيها ميداليتين ذهبيتين، وتأهلت من خلالها إلى دورة الالعاب الأولمبية الصيفية عام 2020. أما مشاركاتي المحلية فهي كثيرة، إذ حققت المراكز الأولى مع ناديي نفط ميسان والأمانة، فمع نادي نفط ميسان، توجت بلقب بطولة أندية العراق للرماية في عام 2020، فيما حققت مع أمانة بغداد المركز الأول في الدوري.
*اين تؤدين الوحدات التدريبية؟
– سابقاً كانت التدريبات صعبة علي، إذ لم يكن هناك مكان مخصص أمارس فيه تدريباتي، فاللعبة تحتاج، كما هو معروف، الى قاعات متخصصة، لذا كنت أمارس اللعبة في محافظتي ميسان في قاعة صغيرة، أما الآن فالمحافظة بصدد بناء قاعة دولية قانونية تعد الوحيدة في العراق.
دعم كبير
*من يدعم فاطمة عباس.. النادي أم اتحاد الرماية؟
– في الأندية التي مثلتها، مثل ناديي نفط ميسان والأمانة، قدموا كل الدعم لي مادياً ومعنوياً، أما الاتحاد فقد احتضنني منذ البداية، وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان لاتحاد الرماية لوقفته الجادة معي خلال مسيرتي الرياضة وأعاهدهم أن أحقق أبرز النتائج للعراق في البطولات الخارجية المهمة.
مواهب واعدة
*ماذا تحتاج رياضة الرماية لتحقيق وسام أولمبي؟
– لعبة الرماية من الألعاب الرياضية الأولمبية المهمة، وقد عولت الرياضة العراقية على تحقيق وسام أولمبي من خلال هذه الرياضة، التي ضمت مجموعة من المواهب باستطاعتها تحقيق الحلم، لكن لابد من تخطيط صحيح ودعم مالي من أجل السير بخطى ثابتة نحو الوسام الأولمبي، وقد وضعت الأولمبية العراقية حالياً منهجاً جديداً لدعم الموهبة الأولمبية، إذ أدخلت الأبطال في معسكرات تدريبية، مع توفير التجهيزات وغيرها من الأمور التي تسهم في نجاح اللاعب، وإن شاء الله يتحقق كل ما خططت له الأولمبية الوطنية العراقية.
تفوق عالمي
*ما أبرز الصعوبات التي واجهتها؟
– معاناتي كانت كثيرة، أبرزها أنني لم يكن لدي سلاح استعمله خلال الوحدات التدريبية، لكن بمرور الوقت توفر لي أكثر من سلاح استعمله خلال التدريب أو البطولات.
*ماذا تتمنين؟
-أتمنى تحقيق ميدالية اولمبية للعراق، وانا قادرة على ذلك، لقد تفوقت في البطولات الخارجية التي شاركت فيها على لاعبات عالميات، سواء في بطولات العالم او آسيا، وقد زادت خبرتي خلال هذه المشاركات وتطلعاتي المقبلة تتجه نحو الاستعداد الأفضل للأولمبياد.