أحمد رحيم نعمة/
عشر سنوات انقضت منذ أن أذهل الأسود العالم بأدائهم المذهل الذي قادهم الى انتزاع كأس أمم آسيا الكروية للمرة الأولى في تاريخ العراق ، ليكتب المنتخب العراقي أكثر قصص كرة القدم روعة .
بعد هذا الإنجاز دخلت الكرة العراقية حيّز الإخفاقات، فبدأت تندثر شيئاً فشيئاً ، حتى أصبحت في المركز 103 عالمياً بعد أن كانت ضمن دائرة المنافسة العالمية والمراكز المرموقة على لائحة أفضل المنتخبات التي يصدرها الاتحاد الدولي .
ولعل الخروج المبكر للأسود من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 يثير السؤال الذي يطرح اليوم والذي أجابتنا عنه مجموعة من المدربين والمعنيين … متى يحصل العراق على إنجاز آخر، وهل ستأتي كوكبة من اللاعبين يعيدون أمجاد الكرة العراقية أم سنظل نتغنى بإنجاز 2007 ؟
الكرة العراقية بحاجة الى تخطيط
أول المتحدثين عن إنجاز 2007 كان حيدر عبد الرزاق، وهو أحد صنّاع الإنجاز، حيث قال: أنا سعيد جداً أن أكون ضمن المنتخب الذي حصد كأس أمم آسيا وأفتخر بجيلنا الذي حقق إنجازات كثيرة للعراق منها كأس آسيا 2007 والرابع على العالم في اولمبياد أثينا، وحصولنا على كأس آسيا للشباب، أعتقد أن تموز عام 2007 شهد الإنجاز الأغلى في تاريخي الكروي، ايضا لزملائي لأننا زرعنا البسمة والفرحة على وجوه الشعب العراقي في ظل ظروف صعبة كان يعيشها البلد والدليل أن الجميع مازال يتذكر هذا الإنجاز الأوحد لغاية هذة اللحظة، في الوقت الحاضر من الصعب تكرار هذا الإنجاز، لأننا نحتاج الى بناء جيل قادر على تحقيق مثل هذا الإنجاز والدليل أنه منذ 2007 ولغاية الآن لم يستطع أي من منتخباتنا الفوز بالكأس، نحن بحاجة الى تخطيط وبناء جيل على أقل تقدير من 2 الى 4 سنوات وبعدها سوف نحصد ثمار هذا الجيل ليحقق الإنجازات للكرة العراقية، نتمنى وندعو إن شاء الله أن يأتي جيل قادر على كسر أرقام جيلنا بالنسبه للإنجازات الكرويه وبالتالي فهو إنجاز يحسب للعراق وللكرة العراقية.
من الصعوبة تحقيق الإنجاز
فيما قال حارس المنتخبات الوطنية السابق إياد ساسوكي : بالنسبة لجيل 2007 أعتبره ذهبياً بعد جيلي الثمانينات والتسعينات …فقد بدأت الرياضة العراقية بالتراجع بعد 2003، فالظروف التي كان يمر بها العراق سياسياً جعلت اللاعبين يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه وحدة كافة الأطياف العراقية، أضف إلى ذلك وجود مدرب عبقري عرف كيف يقود الفريق معنوياً وتكتيكياً إلى منصة التتويج، وها قد مرّت عشر سنوات على تحقيق الإنجازالذي سيبقى لعشرات السنين تاريخاً نفتخر به ومن الصعوبة تحقيقه مرة ثانية .
الجيل الحالي غير منظبط !
مدرب المنتخب الوطني السابق هادي مطنش أدلى برأيه قائلاً: لايمكن تحقيق هذا الإنجاز بسبب التزوير الذي ينعكس سلباً على أداء ومستوى المنتخب الوطني، لأن اللاعبين يصلون إلى المنتخب بأعمار كبيرة وهم مستهلكون بدنياً ، كما ان رداءة الدوري من كل النواحي لاتبعث الأمل في اكتشاف لاعبين متميزي المستوى. انحسار المواهب هو بسبب قتل تلك الأجيال لكي يحصل اتحادنا ومدربونا على إنجازات سريعه تؤمن لهم مستقبلهم على حساب تطور اللاعب واللعبة، فضلاً عن سوء التخطيط والتنظيم وإهمال الفئات العمرية جميعها، كلها عوامل تؤخر الإنجاز، الجيل الحالي مشتت الفكر وشارد الذهن ، جيل غير منظبط ،إضافة الى التدخلات الخارجيه في تسمية المدربين واختيار اللاعبين.
الإبداع يتحقق عند الاهتمام بالقاعدة
أما مدرب المنتخب الأولمبي السابق سعدي توما فقال: الحياة مستمرة للأجيال ومن خلالهم سيظهر الكثير من أصحاب المواهب مثلما أبدعوا سابقاً وقدموا لبلدنا العراق الغالي وكانوا بحق من صنعوا تاريخنا الرياضي الكبير بمساعدة المدربين المبدعين الذين يجب أن لا ننسى دورهم في تحقيق الإنجازات التي نتمناها أن تتكرر مستقبلاً إن شاء الله، أرجو من الجميع الاهتمام والإبداع مع القاعدة وفرق البراعم والأشبال والناشئين والشباب والأولمبي للوصول الى الإنجاز الأكبر مع الوطني.
التخطيط الصحيح وليس الأجيال
جاسم جبار، مدرب الفئات العمرية في نادي الجيش، قال: إن كرة القدم الحديثة لا يوجد فيها شيء اسمه جيل , بل يوجد في كرة القدم شيء اسمه تخطيط, فأعطيك مثلاً الدول الأوروبية ظلت أجيالها مستمرة بالكرة الحديثة والإنجازات خير دليل ، ففي الأرجنتين كان ماراودنا سابقاً وميسي حالياً، فهذا جيل وذاك جيل , إذاً سبب تطور الكرة في كل دولة هو التخطيط الصحيح وليس الأجيال .
التخطيط للمستقبل
أما مدرب نادي سامراء أيوب السامرائي فقال: إن إنجاز 2007 لم يكن إنجازاً آنياً، بل امتد لسنوات منذ عام 98 عندما شارك منتخب الناشين في بطوله آسيا وبعدها بطولة آسيا للشباب 2000 وبطولة كأس العالم بالأرجنتين 2001 وأمم آسيا وأولمبياد أثينا، كل هذه التجارب صقلت هذه المجموعه الرائعة وصولاً لكأس آسيا، ممكن أن نعيد الإنجاز إذا تم التخطيط للمستقبل.
آفة التلاعب بالأعمار!
المدرب المحترف شاكر سالم كان له رأي عندما قال: كرة القدم تمر بأزمة فنية وأخلاقية ..بعد هذه السنين يمر الصحفي والمسؤول الرياضي ويتحدث عن التخطيط والعمل المنظم وينسى أن العالم اصبح قريه صغيرة من خلال النقل التلفزيوني والإنترنيت، ولكن هل نحن مستفيدون من هذا التطور؟ علماً أننا إذا ما أردنا أن نتطور فعلينا الاهتمام بالقاعدة وتطوير البراعم والأمل بدوري منظم. وهذا العمل معمول بالعالم، الحلول لتطوير الكرة والتخلص من التلاعب بالأعمار، دوري منظم ومدعوم من الاتحاد و الوزارة، عشر سنوات عمل مع ناس مخلصين للعراق . وهذة خلاصة 22 سنة عمل خارج العراق .
بالعمل والتخطيط يتكرر الإنجاز
المدرب حازم صالح قال :أكيد جيل 2007رائع وجيل ذهبي حقق كأس آسيا لأول مره للعراق وخصوصاً حين كان العراق يمر بظروف صعبة، ولكن بدعوة العراقيات والعراقيين أراد الله أن يبعث فرحه كبرى للعراقيين من أجل ترك الاقتتال والتوحد، اما ان يتكرر هذا الجيل فالعراق ولّاد بالمواهب، إن شاء الله يتكرر الإنجاز بالعمل والتخطيط.
في الناشئين مواهب مشابهة لجيل 2007
وأشار المدرب غالب عبد الحسين الى توافر المواهب والإمكانيات في العراق. وقال إنه يمكن إعادة جيل 2007 . أجد ذلك في منتخب الناشئين الحاصل على كأس آسيا للناشئين اذا توفرت لهم ظروف جيدة من ناحية توفير المعسكرات والمباريات الخارجية القوية سيصبح منتخباً قوياً بدون شك لما يضم من مواهب كروية، فإذا تصرف الاتحاد جيداً بترحيل هذا المنتخب تدريجياً سوف يكون مشابهاً لمنتخب 2007.