حوار/ أميرة محسن – تصوير/ حسين طالب – وكالات
لاعب عشق الكرة منذ طفولته، إذ كان لوالديه دور في تعلم أساسيات هذه اللعبة التي يصفها بالمميزة. إنه اللاعب سومر عبد الرزاق، المولود في السويد، الذي عشق الكرة وهو في سن الخامسة من العمر، فدخل الأكاديميات الكروية وتدرج في اللعب حتى وصوله الى مرحلة النضج ليصبح واحداً من أفضل لاعبي الارتكاز.
شارك (عبد الرزاق) مع أندية سويدية عديدة، ليحترف هذا الموسم مع نادي دهوك، ثم انتقل بعده إلى فريق الميناء. «الشبكة العراقية» التقته فكان لنا معه هذا الحوار:
*بداية حدثنا عن إجادتك اللغة العربية؟
– أتكلم العربية، ولغتي لا بأس بها، والدي ووالدتي من مدينة الناصرية، وكنا وما زلنا نتحدث اللغة العربية في البيت. إضافة إلى دراستي إياها في المدرسة السويدية كلغة أم (كما يطلق عليها)، فضلاً عن تعلمها في جمعية ثقافية عراقية في السويد من خلال دروس استمرت لفترة.
الانطلاقة الرياضية
*ما الأندية التي لعبت لها، وما الفارق بينها؟
– حبي للكرة يمتد منذ الطفولة، مثل بقية الأطفال في السويد. انتسبت في البداية إلى الأندية القريبة من منطقة سكني، وتعلمت فيها قواعد كرة القدم، ثم تنقلت بين أندية عديدة، منها (هاتارب) و(هوكوبوري) السويديين، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت مع نادي (لاندسكرونا)، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة، وفي نفس الموسم صعدنا إلى الدرجة الثانية، وبعد موسمين انتقلت إلى نادي (هلسنبوري) الذي يلعب ضمن فرق الدرجة الممتازة.
*هل جرت مفاتحتك من قبل اللجنة الفنية في اتحاد الكرة العراقي لتمثيل العراق؟
– كنت أتابع مباريات الفريق العراقي في مختلف مشاركاته، وكان فوز الفريق العراقي ببطولة آسيا العام ٢٠٠٧ لحظة لا تنسى عندي، كنت حينها مع عائلتي وأصدقائي، نردد أسماء يونس محمود ونشأت أكرم وقصي منير والحارس العملاق نور صبري. بعد موسمي الأهم مع نادي (لاندسكرونا) السويدي، وجدت اهتماماً كبيراً من قبل الجمهور العراقي، وكان والدي ينقل لي انطباعات وآراء الجمهور. وبعد انتقالي إلى الدرجة الممتازة جرت مفاتحتي للانضمام إلى المنتخب العراقي، لكن للأسف تعرضت لإصابة قوية في نفس الفترة، منعتني من الانضمام لمعسكر المنتخب، الذي كان حينها في إسبانيا. ثم استدعيت إلى المنتخب مرة أخرى، لكن تجدد الإصابة منعني من الالتحاق به. بالنسبة لي فإن تمثيل المنتخب الوطني هو حلم كل لاعب، إذ إنه شرف كبير، فضلاً عن كونه فرصة لتحقيق الشهرة الواسعة. أنا جاهز دائما للمشاركة مع بقية اللاعبين الذين يمثلون ويرفعون اسم العراق عالياً، والأهم بالنسبة لي هو أن يبقى العلم العراقي مرفرفاً في المحافل الدولية وأن يبقى نشيده الوطني يُعزف في البطولات العالمية.
من دهوك إلى الميناء
* كيف كان التعاقد معك في دهوك؟ وما سبب عدم استمرارك فيه والانتقال إلى الميناء؟
– حينما أخبرني والدي برغبة أندية عراقية بالتعاقد معي فرحت كثيراً، ترددت في البداية، لكن حين زرت مدينة دهوك واستمعت إلى مشروعهم في بناء فريق ينافس على البطولات، يضم عناصر محترفة، وافقت، وجرى الاتفاق مع رئيس النادي د. عبد الله، ووقعت للنادي وابتدأت التدريبات، لكن خلال الأسبوعين الأولين ظهرت بعض التباينات في وجهات النظر، لذا طلبت فسخ العقد بالتراضي، وجرى ذلك. بعدها تواصل معي مدرب فريق الميناء (بابلو كرانديز)، الذي كان يتابعني منذ فترة، وبعد حوار شرح لي طريقة اللعب التي سيعتمدها، فوافقت وتم الاتفاق مع إدارة نادي الميناء.
* هل سوف تستمر مع الميناء؟ وما طموحك معهم؟
– لم أكن أعرف الكثير عن الأندية العراقية سوى بعض المعلومات البسيطة، لكن وخلال هذين الشهرين تعرفت على تفاصيل مذهلة عن كرة القدم وتأريخها في العراق. نادي الميناء من الأندية العريقة، وفي تأريخه الكثير من المحطات والأسماء المهمة، وقد تعاقد في هذا الموسم مع أسماء بارزة، سواء من داخل العراق أو من المحترفين، كما أنه يضم ملاكاً تدريبياً وبدنياً على مستوى عالٍ جداً، وله أيضاً قاعدة جماهيرية رياضية كبيرة، لذلك تجد كل اللاعبين مصممين على تقديم أفضل ما عندهم، الحقيقة أني سعيد جداً بتجربتي مع الميناء، وآمل أن تتواصل تجربتي معه لأطول فترة ممكنة. لقد وفقنا في المباراة الأولى وحصدنا ثلاث نقاط وسجلت هدفي الأول في مرمى الحدود، كانت بداية ممتازة لنا وأعتقد أنها ستستمر في مبارياتنا المقبلة.
عراقي بنكهة سويدية
* كيف وجدت دهوك والبصرة، وماذا يعني لك العراق؟
– العراق بلدي وبلد عائلتي، والديّ ينحدران من مدينة الناصرية كما ذكرت، وقد زرت العراق في مناسبات عديدة. أشعر بأني عراقي بنكهة سويدية، في السنوات الأخيرة، وكلما زرت أهل والدي ووالدتي وجدت فيهم الحب والاهتمام والتواصل الذي افتقده في السويد. وبعد كل زيارة للعراق أجد أن هناك تغيرات إيجابية، ولا ننسى أن العراق بلد تاريخي وناسه يستحقون حياة أفضل.