المدرب الأجنبي أم المحلي.. جدلية لا تنتهي

أميرة محسن /

تراجع غير مسبوق للكرة العراقية خلال السنوات القليلة الماضية، تدهور لا مثيل له أدخلها في منحدر خطير. فبعد إنجاز عام 2007 حين توج المنتخب العراقي بطلا للقارة الآسيوية، تراجع مستوى الكرة العراقية بمختلف فئاتها العمرية.
أصبحت أضعف المنتخبات العربية والآسيوية تتغلب علينا بعد أن كانت تحلم ولو بالتعادل مع أسود الرافدين. خلال الفترة الماضية خرج منتخبنا الوطني من التصفيات المؤهلة الى مونديال قطر 2022 برغم أنه كان في مجموعة سهلة، والسبب هو تعدد المدربين الأجانب الذين أشرفوا على تدريبه، إذ لم يقدم المدرب الأجنبي شيئاً يذكر، فكانت النتيجة الإخفاقة تلو الأخرى. الشارع الرياضي العراقي بات يتساءل: من ينقذ الكرة العراقية؟ المدرب الأجنبي أم المدرب المحلي؟.. هذا ما نستعرضه اليوم في “مجلة الشبكة العراقية” التي استبينت آراء بعض المدربين والصحفيين، وكانت البداية مع المدرب كريم حسين الذي تحدث قائلاً:
المدرب المحلي أفضل
“بدون شك فإن المدرب المحلي يفهم طبيعة اللاعب العراقي، لأنه مواكب إياه في متابعة الدوري الكروي، وباستطاعته أن يشاهد اللاعبين أصحاب المواهب الذين يقدمون المستويات العالية في المنتخبات الوطنية، في هذه الحالة يمكن للمدرب المحلي أن يعد ويهيئ مجموعة مميزة من اللاعبين خلال فترة وجيزة، والبعض من المدربين المحليين نجحوا في مهمتهم التدريبية، بينما فشل قسم آخر، لكن الحصيلة في الأخير كانت نجاح المدرب العراقي في تدريب الفرق العراقية والمنتخبات الوطنية، ولدى بعض مدربينا كثير من الإنجازات على الصعيدين العربي والآسيوي، لكن تبقى عقلية المدرب الأجنبي أفضل لأسباب كثيرة، ففي الألعاب الرياضية المتنوعة تابعنا مسألة تعاقد الاتحادات مع المدربين الأجانب، وقد لاحظنا التقدم الذي تحقق في الكثير من الألعاب الرياضية العراقية من خلال مشاركاتها الناجحة في البطولات الخارجية.”
عقلية المدرب الأجنبي أفضل
فيما قال المدرب باسم قاسم: ” عقلية المدرب الأجنبي تختلف عن مثيلتها لدى المدرب المحلي، لذا فإن أفضل السبل لتحقيق نتائج جيدة التعاقد مع المدرب الأجنبي، لكونه أعرف بالخطط الحديثة وأمور أخرى له فيها دراية كاملة عن التطورات الكروية، بينما مازال مدربونا في دوامة المجاملات في استدعاء هذا اللاعب أو ذاك على حساب سمعة الكرة العراقية، لا ننكر أن هناك مدربين عراقيين جيدين نجحوا في قيادة المنتخبات الوطنية، لكن تبقى الأفضلية للمدرب الأجنبي، والدليل أن المدرب البرازيلي فييرا جاء بكأس آسيا عام 2007 ، لا ننكر أن بعض المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني العراقي خلال السنوات القليلة الماضية فشلوا بسبب عدم حسن الاختيار، لكن، حسب رأيي، يبقى المدرب الأجنبي هو الأفضل لقيادة الأسود في هذه المرحلة العصيبة.”
المدرب الأجنبي سبب إخفاقات المنتخب!
أما المدرب جابر محمد فقال: “لا ننسى أن مجموعة كبيرة من المدربين المحليين نجحوا في قيادة المنتخبات العراقية بمختلف فئاتها العمرية، بدءاً من الراحل الكبير عمو بابا الذي حقق الإنجازات العريضة لكرتنا، بل إنه صنع النجوم على مدى عصور. البعض يقللون من أهمية المدرب المحلي، لكن الحقيقة أنه الحلقة الأهم بسبب معرفته الكاملة باللاعبين من خلال متابعته للدوري، إلا أن المدرب العراقي، وبعد الإنجازات التي يحققها، يهمش ويبعد فوراً بعد أول إخفاقة له في بطولة ما لأسباب قد تكون معروفة لدى أصحاب الشأن الكروي. أعتقد أن المدرب المحلي لم يكن الوحيد في التسبب بالإخفاقة التي تحصل لفريقه، إذ أن هناك أطرافاً أخرى تتحمل الخسارة، مثل نوعية اللاعبين، والحظ الذي يقف أحياناً مجافياً للفريق في بعض المباريات، فضلاً عن عدم توفير الأجواء المناسبة للفريق قبل البطولة.. وأمور أخرى تسهم في هذا الإخفاق، إلا أن اللوم يقع دائماً على عاتقه، فالمدرب أصبح الحلقة الأضعف في كل الأحوال، لاندري ما الذي قدمه المدرب الأجنبي خلال المرحلة السابقة، إذ قاد المنتخب العراقي أكثر من مدرب ولم نحصد سوى الإخفاقات، الوطني أخفق والأولمبي أيضاً أخفق بسبب المدرب الأجنبي.”
طاقات تدريبية واعدة
فيما تحدث الصحفي الرياضي رحيم عودة قائلاً : “حسب رأيي فإن المدرب العراقي أفضل من الأجنبي، لكونه يعرف لاعبينا، فهو متابع للدوري ولذلك نجح في قيادة المنتخبات العراقية خلال السنوات السابقة، بل إن المدرب المحلي طرز اسمه في المسابقات المهمة والحصول عليها، نفتخر عندما نشاهد المدرب العراقي ينجح في الاحتراف ويقود الفرق العربية من فوز الى فوز، وقد نجح المدرب بتخريج المواهب الكروية، لاسيما في مدارس الفئات العمرية، أتمنى أن تستثمر المواهب التدريبية العراقية في خدمة كرتنا العراقية والعودة بها الى الأضواء من خلال احتضان الطاقات التدريبية المحلية وتسيلمها المهام في قيادة الفئات العمرية لتكوين قاعدة رصينه سيكون لها مستقبل كبير.”
المدرب الأجنبي أفضل لأسباب..
إلى ذلك، قال الصحفي الرياضي علي سالم إن “المدرب الأجنبي أفضل من المدرب المحلي لأسباب كثيرة، أولها العقلية التدريبية الراقية التي يمتلكها من ناحية الخطط الحديثة وطرق اللعب واختيار اللاعبيين، فلو سنحت الفرصة الكافية للمدرب الأجنبي في أن يتابع الدوري العراقي لكان هناك منتخب عراقي يشار اليه بالبنان، عموماً -حسب رأيي- فإن المدرب الأجنبي أفضل بكثير من المدرب المحلي.”