أحمد رحيم نعمة /
فرض المدرب العراقي سطوته في الملاعب العراقية بفضل الإنجازات التي حققها عربياً وآسيوياً وحتى مع الفرق المحلية. الإنجازات العريضة للمدربين العراقيين في مناسبات مختلفة بسوح الملاعب الخارجية، قصّ شريطها المدرب الراحل عمو بابا بحصوله على بطولة الخليج لثلاث دورات.
وفي بطولات عربية وآسيوية خطف مدربونا القاب عدة منها بطولة كأس آسيا للشباب والمشاركة المثمرة في الدورات الاولمبية، لاسيما اولمبياد اثينا بحصولنا على المركز الرابع تحت اشراف المدرب عدنان حمد، وآخر الإنجازات كانت في زمن المدرب حكيم شاكر الذي تمكن من خطف كأس آسيا تحت سن 22 عاماً.
الخبرة والشباب
بعد اعتزال لاعبي جيل عام 2007 الذين أدخلوا الفرحة في نفوس العراقيين بخطفهم كأس أمم آسيا، اتجه البعض منهم صوب التدريب، اما القسم الآخر فقد فضل العمل الاداري، بينما قامت مجموعة من اللاعبين المعتزلين بتأسيس مدارس كروية لتعليم المواهب الصغيرة أبجديات الكرة، أما المدربون القدامى فقد ظلوا في أماكنهم يعطون الإرشادات التدريبية للمدربين الشباب فامتزجت الخبرة بالشباب وهي حالة ايجابية نوعا ما.
مدربون عاطلون
من يتابع الملف التدريبي للمدربين الشباب، يجد أن هناك أكثر من مدرب شاب دخل عدة دورات تدريبية خلال الثلاث سنوات المنصرمة، حيث اقام اتحاد الكرة العراقي خلال الفترة الماضية دورات CوB، لكن ماذا فعل المدربون بهذه الشهادات، فاغلب المدربين، ان لم نقل جميعهم، عاطلون عن العمل، لأن الأندية لها مدربوها الذين جاءوا عن طريق العلاقات والأمور الأخرى، والمنتخبات الوطنية اصبحت المهام التدريبية فيها للأقوى ولمن يملك المال(والبنون) والارتباط بجهات داعمة تستطيع إعطاء الأوامر لأهل الاتحاد، اما المدرب الفقير الذي لايملك المال والدعم فهو لا حول ولاقوة له (حاضن الشهادات) التدريبية ولسان حاله يقول (الماعنده منين ايجيب)!!
بالهمسات .. باللمسات!
المدرب الشاب محمد قاسم (37 عاماً) يقول: اعتزلت الكرة قبل ثلاث سنوات، بعدها قررت الاتجاه صوب التدريب فدخلت دورات تدريبية لفئة C ومن ثم الـــB وحصلت على الشهادة لكني لم اجد فرصة تدريبية، لا في الأندية ولا حتى مع منتخبات الفئات العمرية، ومنذ فترة طويلة وانا ابحث عن فرصة للتدريب فلا أجد، بينما الآخرون ممن كانوا معي في الدورات حصلوا على فرص التدريب بسبب العلاقات الواسعة التي امتلكوها، وهم بلا شك قلة قليلة لأن القسم الأكبر من مدربينا الشباب عاطلون عن العمل، ولا ادري متى أتسلم فريقا لأكمل مسيرتي، واذا ظل الوضع على حاله ربما اتجه الى عمل آخر كي أعيش منه، خاصة وان الحياة المعيشية كما يعلم الجميع صعبة.
أهل العلاقات!!
فيما يوضح المدرب الشاب صبيح كريم (39 عاماً): الحقيقة وبدون مجاملة ان الرياضة العراقية أتعبتنا ولانعلم اي طريق نسلك بعد ان سُكّرت جمع الأبواب أمام طموحاتنا، لقد أضعنا الخيط والعصفور، لم نتمكن من تكملة مشوارنا الكروي، انا ومجموعة كبيرة من المدربين الشباب اصبحنا عاطلين عن العمل والسبب هو العلاقات التي يمتلكها البعض مع رؤساء الأندية والقائمين على اتحاد الكرة،
التهميش ليس لكرة القدم
ويقول المدرب الشباب كريم علي (24 عامأً) وهو لاعب دولي سابق بالكرة الطائرة: في سنوات سابقة مارست لعبة الكرة الطائرة وتألقت فيها وعندما اعتزلت اتجهت نحو التدريب لاكمل مسيرتي فقمت بتدريب احد الأندية، لكن اللعبة ألغيت بعد ذلك من النادي بسبب التقشف الذي طال معظم الأندية العراقية، سارعت بعدها الى الاتحاد المعني لكني لم اجد الفرصة في تدريب أحد منتخبات الفئات العمرية، حيث حجزت الأماكن التدريبية للمدربين الذين يمتلكون العلاقات والإخوانيات، تركت الرياضة على إثرها نتيجة عدم حصولي على فرصة للتدريب ، هذا بالنسبة للعبتي، لكن هناك الكثير من المدربين الشباب ولألعاب مختلفة همشوا وأبعدو وهم يمتلكون الشهادات التدريبية، لأن القسم الأكبر منهم ليس لديه (معارف) يحجزون له مكانا في هذا المنتخب اوذاك، حقيقة لقد اتعبتنا الرياضة، بل ان القائمين عليها لا يعرفون كيف يخططون وكيف يعدون جيلا جديدا، لا اعلم لماذا لاينظر المسؤولون على الرياضة العراقية البلدان المتطورة وكيف يعدون أجيالاً لخطف الأوسمة الذهبية في البطولات الاولمبية !! بل ان الدول العربية التي كنا نتفوق عليها في الكثير من الألعاب اصبحت اليوم تتفوق علينا في كل شيء، نحن ما زلنا نعيش على امجاد الميدالية البرونزية التي حققها الراحل عبد الواحد عزيز قبل اكثر من نصف قرن، اتمنى ان يحصل المدربون الشباب على فرصهم من اجل خلق جيل جديد من اللاعبين كي ننافس المنتخبات العربية والآسيوية بقوة في البطولات لا أن نكون مجرد رقم تكميلي، وهو ما يحدث حاليا.