أميرة محسن/
سيناريو الإخفاقات يأبى أن يفارق الكرة العراقية منذ زمن بعيد! آخرها جاءت من منتخب كنا نضع عليه الكثير من الآمال، ولاسيما بعد عروض جيدة قدمها في البطولة، وفرص بدت قريبة، لكن المنتخب الأولمبي فرط بها.
من النتائج المخيبة في تصفيات مونديال كأس العالم، الى الخروج من الدور الأول لبطولة كأس العرب بنتائج مخزية، حتى الإخفاقة الأخيرة بالخروج من بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية، يستمر سيناريو الهزائم الكروية لمنتخبات العراق، ويستمر نفس الأسلوب الذي تدار به الرياضة العراقية وكرة القدم بشكل خاص.
عن الإخفاقات المتواصلة للكرة العراقية وأسبابها وتداعياتها، استطلعت “مجلة الشبكة” آراء أهل الكرة…
سكوب لم يضف شيئاً يذكر
يرجع المدرب ثائر أحمد أسباب خروج منتخبنا الأولمبي من بطولة آسيا الأخيرة الى “فشل قراءة المباريات من قبل المدرب الأجنبي سكوب! برغم أن الفريق العراقي يضم في صفوفه لاعبين مميزين كان باستطاعتهم تقديم أفضل الأداء في المباريات، إذ قدموا مستوىً عالياً في مباراتهم مع المنتخب الأوزبكي، وكادوا أن يخرجوا فائزين لولا الحظ الذي تحالف مع المنتخب الأوزبكي في تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية، في هذه الحالة لو كان مدرب الحراس إبراهيم سالم موجوداً داخل الملعب مع الكادر التدريبي لكان هناك كلام آخر، لكن ابتعاده كان له تأثير واضح، فهو أعلم بحرّاسه في رد ركلات الترجيح.”
وأشار أحمد الى أن “الفريق قدم ما عليه، لكن المدرب لم يستغل النقص العددي للفريق الأوزبكي الذي لعب بعشرة لاعبين منذ بداية المباراة، فالمدرب –أعتقد- لم يضف شيئاً للمنتخب، لتزيد معاناة كرتنا في إخفاقات متكررة.. أملنا كبير في تدارس الأمور مستقبلاً والعودة بالكرة العراقية من خلال التخطيط المسبق.”
دوري كروي متهالك
فيما أعرب الصحفي الرياضي ثائر الموسوي عن استغرابه من بعض النقاد والمحللين الذين يطالبون لاعبي المنتخب الأولمبي بتقديم مستوى أفضل ويحملونهم أكثر من طاقتهم.
وقال: “لقد شاهد الجميع قبل أيام مباراة الزوراء والجوية والمستوى الهزيل للاعبي الفريقين، فقد كان أداؤهم ضعيفاً لا يوحي بأنهم من أندية المقدمة في الدوري العراقي.”
وتساءل الموسوي: “أين هو دور المدربين، فالدوري متهالك ولاعبو الأندية ليس باستطاعتهم تقديم عروض مقنعة، وعلى ما يبدو فإن هذه هي طاقتهم، ولا يستطيعون تقديم أكثر مما قدموا.”
وتابع: “عندما لعب المنتخب الأولمبي مبارياته الأخيرة في بطولة آسيا، تأهل عن المجموعة بتصاعد في مستواه، لكن في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الأوزبكي كان بإمكان الفريق الفوز لولا القراءة غير الصحيحة للمباراة من قبل المدرب، إذ لم يستفد الأولمبي من النقص العددي للفريق الأوزبكي، فاللاعبون لم يحسنوا التصرف بشكل جيد مع الكرة برغم الحالة النفسية السيئة للأوزبكيين، عموماً فرصة سانحة كانت متاحة لمنتخبنا الأولمبي أضعناها بإرادتنا وتخطيطنا غير الصحيح لنعود مرة اخرى الى نقطة الصفر، وهذا هو حال كرتنا بعد نهاية كل بطولة!”
خروج غير مستحق
من جانبه، أعرب مدرب حراس القوة الجوية جابر محمد عن أسفه لخروج منتخبنا الأولمبي خالي الوفاض من بطولة آسيا لأعمار تحت سن 23 سنة، وقال إن “فريقنا لم يظهر بالشكل المطلوب، ولاسيما في المباريات الأولى، لكنه تحسن قليلاً في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الأوزبكي، إذ تألق بعض من لاعبيه، لكن هنالك لاعبين لايستحقون اللعب ضمن الفريق نتيجة أدائهم غير الجيد.”
وأضاف: “كان باستطاعة الفريق العراقي الفوز في المباراة، لاسيما بعد طرد الحكم للاعب الأوزبكي، إذ لعب الأوزبكيون بعشرة لاعبين منذ بداية الشوط الأول من المباراة، وكان الأجدر بالمدرب أن يضع خطة جيدة من أجل الفوز في المباراة والصعود الى المربع الذهبي، لكن شاهدنا العكس، بسيطرة الفريق الأوزبكي على اللعب من خلال الهجمات وإحرازهم هدفين، ومما زاد في الطين بلّة هو عدم إشراك الحارس البديل بعد انتهاء الوقت الأصلي للمبارة والاتجاه نحو ركلات الترجيح، إذ كان بامكان الحارس الموجود على دكة الاحتياط أن ينهي المباراة لصالح منتخبنا الأولمبي، إلا أن مدرب الحراس جليل زيدان، وهو أعرف بحراسه، كان موجوداً على المدرجات بسبب القوانين التي حددت عدد الجالسين على مصطبة المدربين داخل الملعب، إذ كان الأجدر بالوفد العراقي الطلب بوجود مدرب الحراس داخل الساحة، لكي يشير على المدرب سكوب في تبديل الحارس، عموماً إنه خطا إداري كلف الأولمبي العراقي الخروج من البطولة خالي الوفاض.”
تخبط إداري واضح
أما الصحفي الرياضي نعيم حاجم فقال: “منذ زمن بعيد والكرة العراقية تعاني من شح المواهب وعدم قدرة المدربين على إحداث قفزة نوعية في مسيرة الكرة العراقية، فالدوري الكروي العراقي ضعيف! ولايمكن لمدربي المنتخبات اختيار اللاعبين الذين يستحقون ارتداء الفانيلة الدولية.”
وأضاف: “لقد تأملنا خيراً بالمنتخب الاولمبي، وقلنا إنه سيعوض الانتكاسات السابقة، إلا أن الوضع ظل كما عليه من حيث عدم أهلية بعض لاعبي الأولمبي، بل إن المدرب سكوب الذي قاد الفريق كانت خططه غير معروفة، والمباريات التي لعبها الأولمبي كانت خير دليل على عدم قدرة الفريق مواصلة المشوار، لقد كان باستطاعة الأولمبي تخطي الحاجز الأوزبكي بكل سهولة، لكن المدرب لم يستغل ظروف المباراة التي جاءت لمصلحته، والحق أن العمل غير الصحيح لاتحاد الكرة أوصل كرتنا الى طريق مسدود وستظل كرتنا تعاني نتيجة هذا التخبط!”