أحمد رحيم نعمة _ تصوير: صفاء علوان/
سرعته الفائقة جعلته يختار رياضة ألعاب القوى بدلاً عن كرة القدم التي جذبته في مقتبل حياته الرياضة.
مدينة الكوت وملاعبها شهدت انطلاق موهبته الفذة وعلى مدى 18 عاماً، أحرز هذا البطل الرياضي الأوسمة المتنوعة في بطولات عربية وآسيوية كان آخرها تتويجه بالوسام الفضي في الدورة الآسيوية التي انتهت مؤخراً في تركمانستان.
وبرغم الإنجازات العريضة التي حققها في المحافل الخارجية ورفعه علم العراق لأكثر من مرة، إلا أنه لم يجد من يدعمه ويأخذ بيده الى منصات التتويج عالمياً ويحسن من حياته المعيشية، فظل مثلما بدأ يسكن بيتاً بالإيجار بعد رفض فرصة العيش في بحبوحه مالية عندما عرض عليه التجنيس في دول أوروبية وعربية!.
إنه النجم الأسمر المحبوب صاحب الأوسمة الذهبية عدنان طعيس، الذي كان لـ “الشبكة” هذا الحوار معه:
* كنت لاعباً مميزاً في كرة القدم؟
ــنعم، مارست كرة القدم في بداية حياتي الرياضية وكنت لاعباً جيداً عندما لعبت لنادي الموفقية، بعدها نصحني الكثيرون ممن تابعوني أن اتجه صوب الساحة والميدان. والحمد لله نجحت في هذه اللعبة ، قضيت 17 عاماً وأنا أخطف الميداليات في الدورات الآسيوية والعربية.
* هل صحيح أنك بعت قطعة الأرض التي تمتلكها وسكنت بالايجار من أجل المشاركة في معسكرات تدريبية! ؟
ـ نعم، فخلال السنوات الماضية قررت مع نفسي أن أعتلي منصات الفوز بالاعتماد على ما أملك، فقمت ببيع “العرصة” التي أمتلكها في الكوت كنفقات للإعداد، فقد ذهبت الى بلدان عديدة لغرض التهيئة للبطولات، وأغلب المعسكرات التدريبية التي ذهبت إليها كانت تكاليفها من مالي الخالص.
*وما هو دور الأولمبية والاتحاد؟
ـ الجميع يعرف أن الرياضة العراقية تمر بحالة تقشف مالي منذ فترة ليست قصيرة، لذلك أصبح أمر المعسكر أكثر تعقيداً، برغم ذلك وفرت لنا الأولمبية بعض المعسكرات المهمة كمعسكر إسبانيا لمدة 40 يوماً حيث استفدت كثيراً منه وكانت نتائجه الحصول على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الاسيوية في غوانزو في الصين.
*أصعب سباق .. وماذا حققت فيه؟
ـ عام 2011 في الدورة العربية التي أقيمت في قطر، كانت المنافسة قوية لسباق 800 م حيث حصلت على الميدالية البرونزية، كان ينافسني في السباق أبطال العرب من أولهم صاحب الميدالية الأولمبية اسماعيل أحمد اسماعيل ومصعب علي من قطر وعبد العزيز من السعودية وبلال علي من البحرين وحمادة من مصر، كان التنافس قوياً جداً فوضعت تكتيكاً خاصاً، لكن لم ذلك يسعفني، لاسيما واني كنت عائداً من الإصابة، إلا أني استطعت أن أحرز المركز الثالث والحصول على الميدالية البرونزية، بعدها حصل لي إغماء وتم نقلي الى المستشفى حيث لم أشعر بنفسي إلا بعد ساعتين حين ضغطت على نفسي من أجل الحصول على ميدالية .
*لماذا رفضت عروض التجنيس المقدّمة من السويد وقطر والبحرين والإمارات؟
– في عام 2009 كنت صاحب الرقم القياسي لمسافة 800م في السويد حيث كنت ألعب مع نادي هلسفي SK خلال مشاركتي مع النادي في البطولات، وحطمت الرقم السويدي وأقيم احتفال خاص لي لأن الرقم لم يكسر في السويد منذ 14 عاماً وأنا كسرت هذا الرقم، فطرحوا عليّ أن ألعب لمنتخب السويد وبالتالي التجنيس، لكني وقتها رفضت ورجعت للعراق. كما تم عرض التجنيس عليّ في قطر والإمارات والبحرين، لكن حبي للعراق ولوالدتي جعلني أرفض المغريات، قبلها اقترحت على والدتي أن أذهب للعب في الخارج لكنها قالت لي ستسافر فترات طويلة ولا أراك؟ فدمعت عيناي ورفضت الذهاب للخارج، أنا عتبي على المسؤولين الرياضيين العراقيين الذين لايقيّمون الأبطال، فأنا، برغم الإنجازات العريضة التي حققتها للعراق على مدى زمن طويل وخطفي للأوسمة المتنوعة وعزف السلام الجمهوري العراقي في أكثر من مناسبة، إلا أني أعيش في حالة متوسطة، أولا لم أمتلك شبراً واحداً في أرض وطني وأسكن حالياً بالإيجار!!! بينما زملائي الأبطال في الدول العربية يعشيون في حال مميز كون قادتهم يعرفون كيف يقيّمون أبطالهم.
*هل لديك عمل آخر غير الرياضة؟
ـأبداً، رزقي من الراتب الذي أتقاضاه من الاتحاد، في البداية كان الراتب مليوناً، بعدها وبسبب التقشف قلص الى 750 ألفاً ومن ثم استمر الهبوط ليصل الى 600 ألف دينار فقط، والحمد لله (عايشين)!!
*متى تعتزل؟
ـلغاية الآن لم أقرر فأنا مازلت أحصد الأوسمة، ومتى ما أرى أني عاجز عن تحقيق الانتصارات سوف أعتزل.
*وهل سترشح في انتخابات اتحاد ألعاب القوى أم تتجه صوب التدريب بعد الاعتزال؟
ـ لن أرشح ولن أتجه صوب التدريب إذا اعتزلت.
*ما دعم الأولمبية لك؟
ـ الأولمبية دورها كبير ومشرّف معي، خصوصاً رئيس اللجنة رعد حمودي حيث دعمني كثيراً، بل كانت مواقفه مشرّفه معي في الكثير من البطولات، كان يؤازرني ويحثني على تحقيق الإنجاز ولم أخيب ظنه في مناسبات خارجية عدّة، كما أن للسيد سرمد عبد الإله، الأمين المالي للأولمبية، دوراً مشرفاً أيضاً، أنا أشكرهم لما قدموه لي خلال مسيرتي والإنجازات التي تحققت كانت بفضلهم.
*هل هنالك مواهب في ألعاب القوى؟ وإن وُجدت كيف نستطيع تطويرها مستقبلاً؟
-لدينا مواهب كثيرة يجب الاهتمام بها ودعمها بكادر أجنبي كفء، من جانبي أناشد الجهات المختصة بتوفير الملاعب والقاعات للرياضيين الأبطال كونهم يعانون بشكل كبير مسألة عدم وجود أماكن خاصة بهم لإجراء تدريباتهم قبيل المشاركة في البطولات القارية والدولية أسوة بدول العالم الأخرى التي تولي اهتماماً كبيراً للاعبيها في جميع الألعاب ، نحن نتدرب في ملعب الشعب الدولي وعند وجود مباراة او وحدة تدريبية للمنتخبات الوطنية نضطر لإلغاء تدريباتنا وهو ما يؤثر على اللياقة البدنية بشكل كبير، يجب توفير الملاعب الخاصة في أقرب وقت من أجل التهيؤ بشكل متميز للبطولات المقبلة والمنافسة على الميداليات كوننا نمتلك قاعدة متميزة من المواهب في كافة الألعاب الفردية.