الشبكة العراقية/
يبدو أن الأندية الرياضية العراقية أصبحت تعتمد بالدرجة الأساس على اللاعب الجاهز دون النظر إلى المواهب الكروية التي تملأ الأكاديميات الكروية أو فرق الفئات العمرية التي تحتضنها بعض الأندية، فاللاعب المحترف صار مطلبا لأغلب الأندية التي تلعب في الدوري الممتاز، لا سيما أنّ أغلب لاعبينا المحليين يتفوقون على اللاعب المحترف في الامكانيات المهارية والفنية.
مدارس وأكاديميات للفئات العمرية
منذ أكثر من 15 عاما ودوري الفئات العمرية متوقف بقرار اتحادي كروي، حتى أن بعض الأندية ألغت تشكيل فرق للفئات العمرية واعتمد مدربو الأندية في فرقهم على اللاعب الجاهز دون النظر إلى المواهب التي قد تتهيأ في الأندية لو أحسن التعامل معها تحت إشراف مدربين مميزين، وقد شاهدنا كيف تطورت الكرة العراقية في سنوات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من خلال مشاركة الفئات العمرية في الدوري الكروي، إذ برزت مواهب في تلك الفترة قادت الكرة العراقية إلى الانتصارات الكبيرة على الصعيد العربي والآسيوي، اليوم وعلى الرغم من وجود الاكاديميات الكروية والمدارس الخاصة بالفئات العمرية وتشكيل بعض فرق المواهب في الأندية لكن الكرة العراقية ما زالت تعاني من عدم وجود اللاعبين أصحاب المواهب والسبب في عدم وجود دوري خاص بهذه الفئة المهمة التي تعدّ الرافد الأساسي لكرة القدم.
الدوري قادم
يقول خبير الفئات العمرية المدرب سعدون صدام: إن توقف الدوري الخاص بالفئات العمرية يعدّ خسارة كبيرة للكرة العراقية، إذ توقف الدوري منذ عام 2003 ولغاية الآن، قبلها كان الدوري منتظما يقام للأشبال والناشئين والشباب، وهو غير مكلف في إقامته إطلاقا، كما أنّه يفيد الكرة العراقية من خلال بروز المواهب الكروية، لذلك لم نرَ اللاعبين السوبر خلال المواسم الماضية، بل اعتمدت الاندية الكروية على اللاعب الجاهز، وأغلب الاحيان تتعاقد الأندية مع لاعبين محترفين وهذا ما حصل في المواسم الماضية، فكل نادٍ يتواجد فيه أكثر من لاعب محترف يكلف الاندية مبالغ مالية كبيرة، عموما قبل أيام سمعنا أن اللجنة التطبيعية تدرس بشكل مفصل إقامة دوري الفئات العمرية وربما ينطلق بعد فترة قليلة.
خطوة جيدة للتطبيعية
جاسم جبار مدرب الفئات لنادي الجيش بين أنّ دوري الفئات العمرية أصبح في خانة النسيان، منذ عام 2003 ولغاية الآن لم يقم دوري لهذه الفئات، حقا أنَّه الغبن بعينه، سنوات طويلة ونحن نعد ونهيّئ اللاعبين الصغار أصحاب المواهب لمستقبل زاخر، لكن دون جدوى، إذ لا بدّ للاعب أن يحتك باللاعبين الآخرين من خلال الدوري، فاذا كان الدوري متوقفا فكيف نصنع اللاعب ونزج به للمنتخبات الوطنية العراقية، فدوري الفئات غير مكلف، لا سيما أنّ أغلب الاندية العراقية فيها فرق للفئات العمرية، إلا أنّها متوقفة من اللعب في الدوري الذي لا نعلم متى يطلق سراحه؟! في كل سنة تجهز الاندية فرق الأشبال والناشئين والشباب من أجل دخول معترك الدوري لغرض اكتشاف المواهب التي ربما تفيد منتخبات الاشبال والناشئين والشباب، لكن نصطدم بواقع مؤلم مفاده أن الاتحاد الكروي لا يستطيع إقامة الدوري، لكن في هذه الايام نرى حراكاً مستمراً من قبل اللجنة التطبيعية لإقامة دوري الفئات العمرية وهي خطوة جيدة تحسب للتطبيعية، نتمنى أن يقام الدوري الخاص بجميع الفئات العمرية لأهميته على واقع الكرة.
العمود الفقري للمنتخبات الوطنية
أما مدرب حراس القوة الجوية جابر محمد فكان له رأي بشأن الموضوع قال فيه: بعد مرور أكثر من 15 عاماً بالتمام والكمال لم نشاهد هناك دوريا كرويا عراقيا للفئات العمرية او اهتمام بسيط من قبل الاتحادات السابقة، لا سيما أن هذه المسابقات تشكل العمود الفقري للكرة العراقية وتكون خير رافد للمنتخبات الوطنية، الجميع يعلم أن سبب نجاح الكرة العراقية هو الاهتمام بالفئات العمرية، وقد يكون عدم الاهتمام بهذه الشريحة هو تحطيم للكرة العراقية من حيث يعلمون او لا يعلمون وبقصد أو بغير قصد، وقد لفت انتباهنا في زمن الاتحاد السابق أنَّهم أقاموا دوري الفئات العمرية، لكن لم يكن هناك اهتمام حقيقي بالدوري من كل ما يتطلبه الدوري من نجاح وقد كان فيه التزوير حدث ولا حرج، ولم يكن هناك رقيب كما كان وقت المباراة في أشدّ ساعة الحر، وهو ما يؤثر في تركيز اللاعب كما كان هناك الكثير من نقاط الفشل التي أدت إلى تراجع مستويات اللاعبين، حاليا نطالب اللجنة التطبيعية بان يكون دوري الفئات محط أنظارهم وأن يعلموا جيدا بأن هذه الأجيال هي الرافد والممول الحقيقي للاندية والمنتخبات الوطنية واذا أرادوا إنجاح الدوري الممتاز، فيجب عليهم إقامة دوري الفئات العمرية، مع تمنياتي للتطبيعية النجاح والتوفيق في مسيرتهم الإدارية من أجل نجاح الكرة العراقية.
إهمال واضح
وتحدث مدرب الفئات العمرية صبيح رحيم قائلا: منذ فترة ليست بالقصيرة ودوري الفئات العمرية لكرة القدم يعاني الإهمال الواضح من قبل القائمين على اتحاد الكرة العراقي، بل إن الدوري الخاص بالفئات العمرية العراقية لم يقم لمواسم كثيرة خلافاً لما تعيشه الدوريات العالمية والعربية، إذ ركنت المواهب الكروية على رفوف النسيان بين التهميش الواضح والإهمال المخجل والتلاعب بأعمار اللاعبين الذي أصبح مرضا مستعصيا ينخر جسد الكرة العراقية بسلبياته الكثيرة وتبعاته الوخيمة على مستقبل الرياضة في تتابع زمني لم يكن له حساب، وأضاف أن إهمال دوري الفئات العمرية يمكن أن نلخصه بأسباب من بينها الجهل الواضح بأهميته وتأثيراته في مستقبل الإنجاز الرياضي، فضلا عن الاهتمام بالمصالح الشخصية على حساب الصالح العام والمتمثل بعملية البناء والتطوير البدني والنفسي والارتقاء بالأجهزة الفنية والكفاءات الوطنية، نتمنى من اللجنة التطبيعية التي تحاول الآن إقامة الدوري، النجاح في عملها من أجل بروز المواهب الكروية التي ستكون بوابة الكرة العراقية لمستقبل مشرق.