حوار: أميرة محسن /
تزخر الملاعب الرياضية العراقية بالعديد من المواهب النسوية في الألعاب الرياضية كافة، لكن هذه المواهب لم تجد ذلك الدعم الذي يساعدها على تكملة مشوارها الرياضي بنجاح، والمحصلة النهائية هي خسارة الرياضة العراقية النسوية.
في السابق كانت الرياضة النسوية متألقة في سوح الملاعب الخارجية، بل قطعت مشواراً كبيراً في إنجازاتها، فقدمت بطلات يشار إليهن بالبنان، وكان السبب في ذلك التألق هو الاهتمام من قبل القائمين على الرياضة النسوية، فضلاً عن تشجيعها وتحفيزها، وبالتالي ظهرت على الساحة العراقية النسوية العديد من البطلات العراقيات اللواتي حققن إنجازات رائعة للرياضة النسوية من خلال تمثيلهن المشرف للمنتخبات العراقية في البطولات العربية والآسيوية والعالمية وإحرازهن الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في مختلف الألعاب، لكن رياضتنا النسوية تراجعت في الأداء والنتائج خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الإهمال الواضح من قبل القائمين على هذه الرياضة، على الرغم من وجود المواهب النسوية، إذ ما زالت رياضتنا النسوية مهملة مع حضور الخامات النسوية، على سبيل المثال بطلة العراق والعرب في رفع الأثقال هديل سالم التي تمكنت من أن تتغلب على الصعاب لتظهر موهبتها بشكل مميز، والدليل حصولها على أكثر من ميدالية ذهبية في بطولات العرب والتضامن الاسلامي. “مجلة الشبكة” التقت نجمة المنتخب العراقي برفع الأثقال هديل سالم فدار معها هذا الحوار:
*من شجعك على ممارسة لعبة الأثقال وهي لعبة صعبة للنساء؟
_ بدون شك هي لعبة صعبة، إلا أني مارستها منذ الصغر، إذ تمنيت أن أكون بطلة برفع الأثقال، شجعني والدي (رحمه الله) على ممارستها بصحبة شقيقتي هدى، وهي بطلة دولية، كنا نمارس اللعبة في القاعة الرياضية التي كان موقعها مجاوراً لدارنا، قبلها كنت أتمنى الدخول الى القاعة لأمارس رفع الأثقال، والحمد لله دخلت اللعبة مع شقيقتي، فمارست اللعبة، ودخلت بعدها بطولات محلية عديدة حققت من خلالها المراكز الأولى في كل بطولة شاركت فيها، بعد ذلك شاركت في بطولات خارجية واستطعت أن أحصل على المراكز الأولى، ولاسيما البطولات العربية، التي كنت وما زلت أحقق المركز الأول فيها، كل هذه الإنجازات جاءت بفضل المدرب والمعلم عباس أحمد، الذي شجعني منذ البداية على دخول اللعبة، وهو صاحب الفضل في مسيرتي الرياضية.
* أي الاندية تمثلين؟
_أمثل نادي الحسنين لكونه قريباً من دارنا، أجري فيه التمارين الخاصة بلعبة رفع الاثقال، وأمثله في البطولات التي يقميها اتحاد رفع الأثقال.
*ما البطولات التي شاركت فيها؟
_كثيرة هي البطولات التي شاركت فيها، أذكر منها إحرازي بطولة العراق منذ عام 2017 ولغاية عام 2022، أما في البطولات الدولية فأنا بطلة العرب للشابات لسنوات عدة، أيضا لغاية عام 2021، وبطلة العرب (كبار) بإحرازي المركز الأول لسنوات عدة، وبطلة الدورة الإسلامية في أذربيجان عام 2018، وحققت المركز الخامس في بطولة آسيا للناشئات في قطر عام 2015 والمركز الرابع في بطولة آسيا شابات عام 2017 في النيبال، والمركز الرابع في بطولة غرب آسيا في دبي عام 2020، كما حصلت على لقب أفضل رياضية في البطولة.
*من الافضل لتدريب لاعبي رفع الأثقال، المدرب المحلي أو الأجنبي؟
_ المدرب الأجنبي الآن غير قادر أن يعمل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد منذ فترة ليست بالقصيرة، لذا فإن المدرب المحلي هو الأفضل والأقرب للاعب العراقي، فهو يعرف إمكانيته وماذا يريد.
*ماذا تحقق لك في المسابقات المحلية؟
_كما قلت مسبقاً فإن التدريب اليومي وتوجيهات المدرب عباس أحمد جعلاني أحقق المراكز الأولى سواء على المستوى المحلي او على النطاقين العربي والآسيوي.
*من اكتشف موهبتك؟
_إنه المدرب المعلم الكابتن صاحب الفضل الأول بالنسبة لي عباس احمد، اكتشفني وأوصلني الى أعلى المستويات.
*هل تحب عائلتك الرياضة؟
_عائلتي جميعهم رياضيون ويعملون في هذا المجال منذ زمن، فهم الداعم الرئيس لي، إنهم دائماً يحفزونني على تقديم الأفضل، بل كان والدي متابعاً لي ولهدى طيلة مشوارنا الرياضي.
*ما سر ابتعادك عن الإعلام؟
_الحقيقة أن الإعلام لم يسلط الضوء على لعبتنا، إذ أن كرة القدم هي صاحبة القدح المعلى دوماً، بينما أهملت الرياضات الاخرى، فالإعلام منهمك في تسليطه المباشر على كرة القدم، فهي في المقام الأول وكل الإعلام معها ولها. والحق يقال إن بعض الإعلام دعمنا بشكل كبير بعد تحقيقنا الإنجازات في المسابقات الخارجية، أتمنى أن يزداد تسليط الضوء على لعبتنا التي أصبحت تحقق الأوسمة في البطولات العالمية.
*ماذا ينقص الرياضة النسوية العراقية.. ولماذا هذا التراجع؟
_ تراجع الرياضة النسوية العراقية له أسباب عدة، أهمها غياب مدرّسة التربية الرياضية المؤهلة المختصة من مدارسنا الابتدائية، كذلك عدم توفر البنية الأساسية من ملاعب وصالات رياضية لمختلف المدارس، وهذا يعد أحد أهم المعوقات التي تواجه النشاط الرياضي النسوي، إذ لاتتوفر إمكانيات، وإن كانت محدودة في المدارس، لذا لا بد من النظر إلى مناهج التربية الرياضية واعتبارها مادة أساسية واحتساب علاماتها ضمن المعدل النهائي للطلبة. فلو عملنا على هذا المنوال فسوف تكون لنا لاعبات في مختلف الألعاب الرياضية، نتمنى أن تعود رياضتنا النسوية الى ما كانت عليه من تألق وإبداع في سوح المسابقات الخارجية.. نتمنى ذلك.