أحمد رحيم نعمة /
ودعت الأوساط الرياضية العراقية قبل أيام النجم الدولي عباس الهنداوي البطل العالمي ببناء الأجسام، إثر مرض عضال ألمَّ به، رحل الهنداوي الرمز الرياضي العراقي ملتحقا بركب النجوم الذين كانوا عنوانا للتألق والإبداع في سوح البطولات الخارجية، لقد ترك رحيله إرثاً كبيراً في قلوب أبناء الشعب العراقي لما يمتلك من تاريخ متخم بالإنجازات لرياضة بناء الأجسام العراقية، تربَّع الهنداوي رحمه الله على عرش البطولات العربية والآسيوية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي محقّقاً لقب بطل آسيا 11 مرة، وكان يلقب بصاحب أجمل وأكمل جسم في جميع بطولات آسيا، عن رحيل الهنداوي تحدَّث عدد من محبيه، فكانت البداية مع رمز رياضة بناء الأجسام علي الكيار رفيق السنوات الطويلة الذي قال:
رحيل الرموز
رحم الله أبا علي، كان إنسانا رائعاً في كل شيء، كنّا لا نفترق إلا ما ندر، نشارك في البطولات الخارجية، تكون المراكز الاولى من نصيبنا بدون أي شك، كانت رياضة بناء الأجسام في وقتنا لعقود السبعينيات والثمانينيات في أوج ازدهارها وعطائها الثرّ، إذ كان العراق حينها ملح البطولات العالمية والآسيوية لما يمتلك من أبطال ما زالت جماهيرنا الرياضية تردّد أسماءهم على الشفاه، وقد كان الأبرز الصديق الصدوق المرحوم عباس الهنداوي، أعزي نفسي والوسط الرياضي برحيله، فقد التحق بالباري عزّ وجلّ رمز آخر من رموز رياضتنا العراقية.
في القلب غصّة
بينما قال فائز عبد الحسن رئيس اتحاد بناء الأجسام: حزننا كبير لوفاة الأسطورة والأب الروحي لرياضة بناء الاجسام في العراق الكابتن عباس الهنداوي، بطل آسيا لسنوات طوال في سبعينيات القرن الماضي صاحب الابتسامة الجميلة والقلب الطيب والأخلاق العالية، لقد تعلّمنا منه الكثير خلال مشوارنا الرياضي، رحيله ترك في القلب غصّة، هذا الإنسان الذي عرفناه أبا لكل الرياضيين قبل أن يكون بطلاً عالمياً ومدرباً، لقد صدمنا برحيلك أيها البطل وفجعنا بفقدك، رحمك الله أبا علي والملتقى في جنان الخلد إن شاء الله.
فجعنا برحيله
النجم الدولي السابق ببناء الأجسام عماد جاسم قال بحق صديقه: وداعا أخي الحبيب عباس الهنداوي، وداعا أبا علي حبيبي وصديق عمري ورفيق دربي، لقد صدمنا برحيلك وفجعنا بفقدك، لقد كنت نعم الأب والأخ والصديق الحنون، بموتك فقدت الرياضة العراقية وبناء الاجسام رمزاً من رموزها الكبار وانهدم ركن من أركانها، لقد عاصرته أيام البطولات والانتصارات التي تحقّقت للعراق برياضة بناء الأجسام، لقد تربعنا وقتها على عرش البطولات الآسيوية.
قدّم النصائح للرياضيين
البطل العالمي ببناء الاجسام علي سوريا تحدّث قائلاً: تاريخ ناصع البياض للمرحوم عباس الهنداوي، قدّم أروع ما يكون خلال مسيرته الرياضية التي نفتخر بها، لقد كان أباً للاعبين رحمه الله، لقد ظلّ يمارس رياضته، حتى بعد اعتزاله اللعب، ورغم تقدّمه بالسن إلا أنَّه كان يحرص على تفقّد جميع القاعات والأندية بدافع ذاتي وليس بدافع الوظيفة، ويقدّم لهم النصائح والإرشادات من خلال المؤتمرات والندوات، اليوم نسير على إرشاداته ونصائحه التي كان يمليها على الرياضيين، اللهم تغمده برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين.
الهنداوي.. تاريخ مشرّف
وقال الصحفي الرياضي نعيم حاجم: حقيقة المرحوم الهنداوي كان مثالاً للأخلاق العالية، التقيته ذات مرة عندما اعتزل اللعب ودار بيني وبينه حديث عن مستقبل رياضة بناء الأجسام وهل يعود إلى منصات التتويج، فقال بحرارة إنَّ العراق مليء بالمواهب الرياضية ولجميع الالعاب الرياضية، لا سيما رياضة بناء الأجسام التي ضمّت العديد من النجوم الذين حققوا الإنجازات للعراق في البطولات الخارجية، بالنسبة لي وثَّقتُ بالارقام البطولات التي توج فيها هذا البطل ووقت اعتزاله ودخوله عالم التدريب، لقد حصل على لقب آسيا للأعوام (1971-1984)، كما حصل على المركز الرابع عالميا خمس مرات للأعوام (1970-1971 -1972-1976)، وكان يلقب بصاحب أجمل جسم في بطولات آسيا كافة، وفي عام 1993 أشرف على تدريب المنتخب الأردني وحصل على بطولة العرب، بعدها انتقل إلى الكويت في 1998 لتدريب المنتخب الكويتي وساهم في تطويره وبناء عدد من الفرق، وانتقل إلى الإمارات عام 2003 وكانت له مساهمة فاعلة في تأسيس فرق ووضع جذور للعبة بناء الأجسام، وبفضله استضافت الإمارات بطولة العالم وهو إنجاز تحقّق لها لأوّل مرة وكان على يد مدرب عراقي، لقد قدّم الهنداوي رحمه الله الكثير لرياضة بناء الأجسام، إذ سيبقى رمزاً خالداً في قاموس النجوم الذين خدموا الرياضة العرقية.
عرش البطولات
أما الصحفي الرياضي رحيم عودة فقال: يوما بعد آخر نودّع نجوم الرياضة العراقية، خلال السنة 2020 ودعنا رموزاً رياضية أصيبت بفايروس كورونا، المرحومون أحمد راضي وناظم شاكر وعلي هادي وكريم سلمان، وقبل أيام من العام الجديد 2021 ودعنا قامة رياضية أخرى، إنّه البطل العالمي لبناء الأجسام عباس الهنداوي، لقد كان بطلاً عراقياً يشار له بالبنان، قدّم الكثير لرياضة بناء الأجسام، تربّع على عرش البطولات المحلية والقارية بكل جدارة واستحقاق، بل واصل تألقه وإبداعه حتى عندما أصبح مدرباً فقد نقل خبرته من خلال تدريبه اللاعبين في الإمارات والأردن، اللتين أصبحتا من الدول المتقدمة في رياضة بناء الأجسام والفضل يعود إلى بطلنا الدولي، لقد كان يحرص على تعليم اللاعبين العراقيين فنون اللعبة من خلال زيارته للاندية والقاعات الخاصة برياضة بناء الاجسام، رحمه الله كان يمتلك جسماً منسقاً يبهر المتابع للبطولات حتى أطلق عليه حينها صاحب الجسم الوسيم، سيبقى اسم الهنداوي محفوراً في قلوب محبيه.