بغداد / أحمد رحيم نعمة/
على مدى أربعة عشر عاماً، قاد الكابتن رعد حمودي اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، ويعتقد غالبية المراقبين أن هذه المدة الطويلة شهدت تراجعاً في معظم الألعاب الرياضية، فلم يحقق العراق نتائج مهمة في الاستحقاقات الخارجية، ولاسيما في المشاركات الأولمبية.
مازلنا نتغنى بالوسام النحاسي للرباع العراقي المرحوم عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما عام 1960.
وعلى الرغم من الأموال الطائلة التي خصصت للّجنة الأولمبية، إلا أنها لم تثمر عن إنشاء قاعدة رياضية أو صناعة أبطال في الألعاب الفردية خصوصاً. تلك النتائج المخيبة دفعت الجمعية العمومية الأولمبية الى سحب الثقة من الكابتن رعد حمودي على أمل اختيار رئيس جديد منتخب.
بعد التصويت على إقالة حمودي، تسلم زمام الأولمبية وكالة النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية المقال، الدكتور عقيل مفتن، فهل سينجح في قيادة الأولمبية؟ إذ سيكون أمام اختبار كبير في أولمبياد باريس 2024 لتحقيق الحلم العراقي بالفوز بوسام جديد.
عن التغييرات التي سوف تحصل في السلك الأولمبي، يقول الدكتور عقيل مفتن إن “المقبل في العمل الأولمبي سيخضع لمعايير مهنية تعتمد مبدأ الثواب والعقاب، فالاتحاد الذي يحصل على إنجاز للرياضة العراقية ويرفع العلم العراقي في المحافل الدولية سندعمه ونقف معه، أما إذا فشل الاتحاد في تحقيق نتيجة تذكر، سنعمل على تجميد عمله وتغيير قادته وفق القوانين المتاحة التي تسمح لنا بذلك.”
أضاف مفتن: “نحن الآن في مرحلة جديدة، سيكون المؤمل فيها هو تحقيق الإنجاز ورفع اسم العراق عالياٌ، فإلى متى نبقى في آخر ركب الدول العربية التي كنا نتسيدها في مختلف الألعاب منذ سنوات طوال، ولنا تاريخ يشهد بذلك؟ لقد عملنا على استقطاب خبراء وأكاديميين على مستوى عال من أجل اكتشاف المواهب وصقلها من خلال التعاقد مع مدربين أجانب لكي نصل لتحقيق ما عجزنا عن تحقيقه منذ أكثر من ستين عاماً، ألا وهو الوسام الأولمبي.”
2024 عام الإنجازات العراقية
من جهته، قال النائب الثاني لرئيس اللجنة الأولمبية سمير الموسوي: “أشد على يد الدكتور عقيل مفتن في سير الأولمبية على منهج جديد مفاده الثواب والعقاب في العمل الجديد، وقد أيد هذا المنهج جميع أعضاء المكتب التنفيذي للّجنة الأولمبية، فعام 2024 أعتبره عام الإنجازات والتصحيح لمسار العمل الأولمبي، على أن الخطوات اللاحقة للعمل ستكون خطوات جادة وحاسمة من أجل تعويض ما فاتنا في كثير من الأمور، إذ إننا نعترف بأننا تأخرنا كثيراً، بل تراجعنا خطوات الى الوراء نتيجة التخطيط غير السليم الذي كان ينتهج سابقاً. طموحاتنا وتطلعاتنا كبيرة للمرحلة المقبلة، تختلف كلياً عما سبق من مراحل، ولاسيما من حيث الاهتمام الحكومي، إذ إن دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني قدم ويقدم الدعم اللامحدود لقطاع الرياضة والعمل الأولمبي، وعلينا أن نستغل هذا الواقع المفرح لتخطي الحجج التي كانت سائدة في بعض الاتحادات، ومنها العجز المالي وما الى ذلك.” أضاف الموسوي أن “وجود الرئيس الجديد الدكتور عقيل مفتن على رأس الهرم الأولمبي سيذلل كثيراً من عراقيل الجانب المالي، فهو رجل أعمال وداعم كبير، وله علاقات واسعة وطيبة، سواء مع الحكومة أو مع رجال الأعمال الذين يجري التعاون معهم في عملية الاستثمار في قطاع الرياضة.”
دروس وعبر المرحلة السابقة
فيما تحدث الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر قائلاً إن “الرئيس المقال الكابتن رعد حمودي عمل ما عليه بغض النظر عن نجاح أو فشل عمله، ولاسيما أن العمل المؤسساتي يقاد بشكل جماعي، ولا تقتصر القيادة على الرئيس إلا في حالة واحدة، هي ما ذكره أعضاء الجمعية العمومية، التي كانت سبباً في إقالته، إذ كشف عن تفرده في اتخاذ القرار وعدم السماح بإشراك من يعمل معه، ولاسيما أعضاء المكتب التنفيذي المنتخبين من قبل الجمعية العمومية، وبلا أدنى شك فإن هذا مخالف للقوانين والأعراف المتخذة في العمل، وبالنتيجة تحمل مسؤولية هذا الخرق، والدليل تصويت الأغلبية على إقالته. لكن يبقى السؤال الأهم: هل اتخذ رجالات المرحلة الجديدة العبر والدروس من المرحلة السابقة، وما آلت إليه الأحداث؟ بلا شك سيكون الجواب نعم، لأن جميع العاملين في هذه المرحلة الجديدة عاصروا العمل السابق بكل تفاصيله، وجميعهم يمتلكون خبرات طوالاً وإلماماً في العمل الإداري الرياضي، باعتبارهم رؤساء اتحادات. نتمنى أن تحمل المرحلة الجديدة عنواناً واضحاً وكبيراً، هو الإصلاح، أذ إننا تراجعنا كثيراً في العمل الأولمبي وتحقيق الإنجاز العالي.”
رؤساء الاتحادات يبحثون عن الإيفادات!
الصحفي الرياضي محمد علي قال: علينا ألا ننكر أن الرئيس المقال حمودي لم يقدم شيئاً خلال السنوات الطوال التي تولى خلالها رئاسة اللجنة الأولمبية، لأنه لم يسعَ الى تشخيص الخلل في الاتحادات التي لم تقدم أي إنجاز طوال الفترات السابقة، بل إنه ترك الحبل على الغارب، وهذا هو الخطأ بعينه، إذ إن معظم رؤساء الاتحادات الرياضية كانوا ومازالوا عائقاً في عدم تحقيق الإنجازات، لأسباب كثيرة ومتشعبة، أبرزها عدم احتضان المواهب وتهيئتها، بل إن أكثرهم كان همهم الأول والأخير الحصول على الإيفادات الى بلدان العالم لزيارة معالمها، وليس البحث عن إنجاز.”