بغداد / أحمد رحيم نعمة
قيل الكثير عن مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الأردني التي جرت أحداثها على ملعب جذع النخلة في البصرة، حتى أن الجماهير الرياضية العراقية المحبة توقعت خسارة المنتخب في المباريات المتبقية نتيجة المستوى المتدني الذي ظهر عليه في مباراة الأردن. إلا أن الأسود، وبعد 5 أيام، عادوا بقوة بفوزهم على المنتخب العماني بهدف يوسف الأمين، ما أعاد الأمل من جديد للمنتخب العراقي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم. ولاسيما بعد تعادل الأردن والكويت، وانفراد العراق بالمركز الثاني بعد كوريا الجنوبية.
عن أسباب إخفاقة الأسود في مباراتهم أمام الأردن، وماذا قال المدرب كاساس عن المباراتين، وحظوظ العراق في التأهل، وأسباب تغيير تشكيلة الفريق في مباراة عمان، كانت لمجلة “الشبكة العراقية” هذه التغطية لعدد من آراء المختصين في الشأن الرياضي والإعلاميين.
كاساس غير راضٍ
بعد مباراة الأردن، قال كاساس في المؤتمر الصحفي: “لم تكن المباراة جيدة في الشوط الأول، واللاعبون لم يطبقوا ما أوكل لهم في الأسبوع الأول، ربما بسبب ضغط المباراة، لكن في الشوط الثاني قدمنا مباراة جيدة.” مضيفاً أن “الفريق تعرض للضغوط من الجماهير والإعلام في مباراة لا تحتاج إلى ضغط، كما أن أداء الفريق لم يكن مُرضياً، إذ إن اللاعبين لم يتمكنوا من تنفيذ الخطط التي جرى وضعها قبل المباراة، وقد يعود ذلك إلى ضغط المباراة، أو قوة المنتخب الأردني.” مؤكداً: “من يعتقد أن التأهل سيكون سهلاً، لا يعرف واقع كرة القدم، فالظروف الحالية تختلف تماماً عن المراحل السابقة من التصفيات، وكل شيء تغير في هذه المرحلة، ما يستدعي التكيف مع التحديات الجديدة.”
انتصار مهم
أما بعد مباراة عمان فقال كاساس: “انتصارنا كان مهماً في مباراة صعبة للغاية، كما توقعنا، وسعداء كون الأداء كان أفضل من المباراة السابقة، إذ امتلكنا الكرة بشكل أفضل، والمباريات المتبقية ستكون أصعب من سابقاتها، ونتطلع لتحقيق الفوز دائماً.” مؤكداً أن “الحلول في كرةِ القدم مختلفةٌ، وكل لاعب عليه أن يشعر بالمسؤولية وأهميته في الفريق، وهذا هو حال كرة القدم، لو لم نفز في مباراة عمان ربما تعرضنا لهجمة بسبب التشكيلة، وبكل تأكيد لم نلعب بتشكيلة المواجهة الماضية نفسها، فلكل مباراة ظروفها، وأهنئ الحارس أحمد باسل على أدائه، فعلى الرغم من وصوله متأخراً معنا، لكنه قدّم مباراتين بشكلٍ جيد جداً.”
وأضاف أن “اللاعب البديل بالنسبة لي لا يفرق عن الأساسي، الشيء الاضطراري الذي يواجهنا أحياناً هو الإصابات التي قد تحدث، فكما شاهد الجميع، كانت هناك ستة تغييرات من اللاعبين المحترفين عن آخر مواجهة، وهذا دليل على ثقتنا بلاعبينا، وكانت فكرةَ التغييرات الجذرية نابعة من الاحتفاظ بالكرة، لذلك اختياراتنا كانت من نوعيةِ اللاعبين الذين يمتازون بهذا الأداء، كون المنافس لديه مهارات جيدة، لذلك اخترنا بعناية لاعبينا من الذين يمتلكون الكرة.”
وعن السببِ في عدم ظهورِ الفريق دائماً خارج أرضه بشكلٍ أفضل، بيّن كاساس أن “لاعبي كرة القدم ليسوا (ماكينات)، فأحياناً يقدمون أداءً جيداً، وتارة أخرى يحدث العكس”.
جولتان حاسمتان
بعد الفوز على الفريق العماني، أصبح الموقف العراقي جيداً بامتلاكه (11 نقطة)، في المركز الثاني بعد المنتخب الكوري الجنوبي الذي يمتلك 14 نقطة، في حين أصبح رصيد المنتخب الأردني (9 نقاط)، وعمان (6 نقاط) والكويت (4 نقاط) وفلسطين (3 نقاط). وبعد نحو 4 أشهر من الآن ستُلعب الجولات الحاسمة، إذ يلتقي الأسود بمنتخب الكويت على ملعب جذع النخلة، ومن ثم يلعبون مع المنتخب الفلسطيني في أرض محايدة، وتكون آخر مباراتين، مع الأردن على ملعبهم، والأخرى أمام كوريا الجنوبية على ملعب جذع النخلة. ويعد موقف المنتخب العراقي جيداً في حسم التأهل في مباراتيه أمام المنتخبين الكويتي والفلسطيني، فـ 6 نقاط كفيلة بتأهله الى النهائيات العالمية، إذ سيلاقي المنتخب الاردني منتخب كوريا في سيئول، الأمور تسير لمصلحة الأسود في هذه المجموعة.
الاقتراب من المونديال
وفي حديث قصير لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال قال: “في مباراتنا الأولى أمام المنتخب الأردني، لم يقدم لاعبونا ما أوكل إليهم، بل ظهر الفريق في حال غير جيد أضعنا من خلاله النقاط الثلاث، إلا أن الأمور اختلفت في مباراتنا الحاسمة والمهمة أمام المنتخب العماني، عندما قدم لاعبونا أداء رائعاً، أكدوا فيه جدارتهم وعلو كعبهم، من خلال عودتهم الصحيحة إلى أجواء المنافسة في المجموعةِ الثانية. الأهم أن منتخبنا عاد من مسقط بالنقاط الثلاث، وهو ما وضعه أمام مسؤولية كبيرة باقترابه من الوصول إلى مرحل متقدمة لبلوغ المونديال، لقد أثبت أداء اللاعبين أنهم على قدر عالٍ من المسؤوليةِ، وكان الجميع يلعبون بثبات وتركيز، وهو ما جعلنا نتفوق في أوقات كثيرة، ونكسب النتيجة في نهاية المواجهة.”
لولا التعاون لما تحقق الانتصار
بدوره، قال نجم مباراتنا أمام عمان يوسف الأمين: “كنت سعيداً جداً بالانتصار، لقد قمنا بتطبيق كل ما أملي علينا من قبل الجهاز التدريبي داخل الملعب، ولاسيما أن أدوارنا كانت مختلفةً، وقد تمكنا من انتزاع نقاط المباراة.” وعن جائزة أفضل لاعب في المباراة أكد أنها “تحققت بفضل مجهودِ جميع اللاعبين داخل الملعب فلولا التعاون لما تحقق هذا الانتصار المهم الذي أعطانا الأمل بتحقيق الحلم في التأهل إلى النهائيات العالمية.”
حضور المحترفين
أما الصحفي الرياضي علي رياح فقال: “لنكن واقعيين ونعترف بشيء من التحسن في الأداء، وأن المساحة الأوسع هذه المرة لحضور المحترفين في تشكيلة منتخبنا أسهمت في رسم ملامح مختلفة عمّا كانت عليه الصورة البائسة أمام الأردن، بعد أن تخلصنا من (آفة) اللعب الطويل غير المُجدي بالمرة! الجزء المطلوب من المهمة تحقق في مسقط، وهو الفوز والوصول إلى رصيد الـ 11 نقطة، يتبقى أن تشهد الأشهر الأربعة المتبقية قبل مباراتنا المقبلة أمام الكويت في البصرة، مراجعة جادة وموضوعية لوضع المنتخب في ضوء ست مباريات أجريت حتى الآن.”
مرحلة حاسمة
من جانبه، قال الصحفي عدنان السوداني: “من دون شك، كان الفوز على المنتخب العماني مهماً ورائعاً في مباراة مفصلية لمنتخبنا الوطني ضمن مشواره في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، كان القول الفصل فيها لمنطقة العمليات، وخطة كاساس في السيطرة على منطقة الوسط، وإشراك المحترفين.” مضيفاً أن “أهمية المباراة جاءت من قوة المنتخب المنافس، وما واجه منتخبنا من ظروف صعبة، ولاسيما بعد تعادله أمام الأردن في البصرة، إضافة الى استغلال العمانيين لعاملي الأرض والجمهور، ومراهنتهم كثيراً على تحقيق نتيجة إيجابية. الأهم في هذه المباراة هو نتيجتها الإيجابية لصالح أسودنا الأبطال وخطفهم نقاطها الثلاث ليصبح الرصيد 11 نقطة، بعد هذا الفوز ما على الكادر التدريبي إلا التهيؤ للمرحلة المقبلة (وهي الحاسمة) من أجل الوصول إلى النهائيات العالمية.”
نقاط ضائعة
فيما عبر الصحفي الرياضي محمد مخيلف عن تفاؤله بإشراك اللاعبين المحترفين بقوله إن “مجرد إشراك لاعبين اثنين أساسيين، زيدان إقبال ويوسف الأمين، غيّر أداء ومستوى المنتخب العراقي بالكامل، وتحقق الفوز من خلالهما. أعتقد أن كاساس يتحمل ضياع نقاط عديدة في المباريات السابقة، بسبب عدم استقراره على تشكيلة محددة، ولاسيما أن منتخبنا يمتلك لاعبين ذوي أساس كروي عالٍ، في استطاعتهم تقديم أفضل العروض في المباريات، أتمنى أن يستقر كاساس على تشكيلة ثابتة من أجل الوصول بنجاح إلى النهائيات العالمية، ولاسيما أن المرحلة المقبلة مهمة جداً في تحديد المتأهل، إذ لم تبق أمامنا سوى أربع مباريات، اثنتان منها حاسمتان للعراق أمام الكويت وفلسطين، باستطاعة منتخبنا خطف ست نقاط منها، وتبقى مباراة الأردن مع كوريا تعادل واحد أمام أحد الفريقين يؤهلنا إلى المونديال.”
لم يبق إلا القليل
الصحفي فؤاد لطيف قال: “لا نعلم ماذا جرى للشارع الرياضي العراقي بعد انتهاء مباراة منتخبنا الوطني العراقي أمام شقيقة الأردني، التي انتهت بالتعادل السلبي، وهم يصوبون أصابع الاتهام واللوم على الكادر التدريبي واللاعبين وغيرهم من أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم، وكأنما فقدنا الأمل في التأهل إلى كأس العالم، لا سمح الله، بينما يتصور البعض من أصحاب الشأن الرياضي والجمهور العراقي أن كرة القدم سهلة المنال في تحقيق الفوز أو حسم النتائج داخل المستطيل الأخضر، لكنهم لا يعلمون ان هنالك العديد من العوامل لجاهزية اللاعبين ومدى إمكانياتهم البدنية والمهارية، إذ كان الجميع يشاهدون المباراة عن بعد، من فوق المدرجات أو من خلال التلفاز، لكن لا أحد يعلم ما يدور من أحداث ومفاجآت داخل المستطيل الأخضر، وهل أن اللاعبين كانوا في أتم الجاهزية والتركيز في تطبيق الواجبات التكتيكية للمدرب، أو حالتهم النفسية والعامل الذهني، ربما الأرض والجمهور في بعض الأحيان يشكلان ضغطاً كبيراً فتصبح الأمور عكسية، كل شيء جائز في الساحرة المستديرة.”
يضيف قائلاً: “لا أريد أن أبرر بهذا الكلام، لكل المعنيين بالشأن الرياضي، بأن أسود الرافدين وكادرهم التدريبي قدموا أداء ومستوى فنياً رائعاً في المباراة، بل كان العكس، لكن المنطق الرياضي والمسؤولية الوطنية يحتمان علينا أن نقف ونساند منتخبنا الوطني لإكمال بقية المباريات من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم (2026)، باعتبار أن أمامنا 4 مباريات، ويمكن التأهل ببساطة، إذ إن لدينا 11 نقطة، ولا نحتاج سوى الفوز في مباراتين سهلتين أمام الكويت وفلسطين، ولاسيما أن هناك فترة طويلة من أربعة أشهر للإعداد والتهيؤ بشكل جيد.”