أحمد رحيم نعمة /
خلال السنوات الماضية لم تتقدم رياضة الفروسية العراقية ولو خطوة واحدة، وذلك بسبب الإهمال الذي أصابها، ولأسباب عديدة يطول شرحها. لكن بعد تسلم الإدارة الجديدة للاتحاد العراقي للفروسية مهام عملها، حدثت نقلة نوعية وهمّة غير مسبوقة للنهوض بواقع اللعبة من جميع جوانبها.
وقد كان لرئيس الاتحاد الدكتور عقيل مفتن دور كبير في عودة اللعبة الى أمجادها خلال فترة قصيرة جداً، فقد نجح الدكتور عقيل، بعقلية احترافية، في أن يحدث نقلات نوعية مؤثرة تمثلت في جلب الخيول الأصيلة، مع دعم الفرسان الشباب، والتوسع في القاعدة الرياضية.
وقد تحقق كل ما خططت له إدارة اتحاد الفروسية خلال فترة قياسية من عملها، إذ تحققت الإنجازات على الصعيد الخارجي، عندما نال فرساننا الأوسمة الذهبية في البطولات التي أقيمت في بلجيكا والإمارات والعربية السعودية. هذه الإنجازات تحققت بفضل التخطيط السيلم الذي انتهجته الإدارة العليا لاتحاد الفروسية العراقي .. عن المسيرة الجديدة لاتحاد الفروسية والبطولات التي شارك فيها، وأمور أخرى، حدثنا العديد من محبي رياضة الأجداد. وكانت البداية –بالتأكيد- مع رئيس الاتحاد العراقي المركزي للفروسية الدكتور عقيل مفتن الذي تحدث قائلاً:
العودة إلى سكة الانتصارات
“عندما تسلمت رئاسة الاتحاد، كان همّي الأول والأخير هو الارتقاء برياضة الأجداد والعودة بها إلى سكة الانتصارات، لذا كان دعمنا متواصلاً لتأمين مستلزمات نجاح الفرسان العراقيين واحتضان الأكفاء منهم، سواء في داخل العراق أو خارجه، لتستعيد الفروسية العراقية بريقها ومكانتها بين الرياضات الأخرى على الصعيد الدولي.”
أضاف مفتن أن “دعمي لهذه الرياضة جاء نتيجة عشقي للخيول وتربيتها، ولاسيما أنني من عائلة ضمت العديد من الفرسان الذين حققوا إنجازات في هذه اللعبة، والحقيقة أن تفكيري يصب في تقديم كل ماهو ممكن للارتقاء بهذه للرياضة. لقد مرت الفروسية العراقية بفترة ابتعاد عن منصات التتويج، لكن بالعمل الجاد والصحيح استطعنا -بزمن قياسي- المشاركة في بطولات عالمية، والحصول على مراكز متقدمة.”
وعن المهرجان الأخير الذي أقيم الشهر الماضي، قال مفتن: “الحقيقة أنه كان مهرجاناً رائعاً استمر طيلة شهر رمضان المبارك، إذ كنا نقيم المسابقات ونقدم عروض الفرسان يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، ولمدة أربعة أسابيع. وقد حضر المهرجان وزير الشباب والرياضة السيد أحمد المبرقع، ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي، وأعضاء المكتب التنفيذي للّجنة الأولمبية، وعدد من الشخصيات الرياضية العراقية. كذلك أقمنا -خلال الايام الماضية- مهرجان أم الربيعين للقدرة والتحمل في محافظة نينوى بنادي الموصل للفروسية في منطقة الشلالات، حيث شارك في المهرجان ٧٠ فارساً وفارسةً مثلوا محافظات صلاح الدين وكركوك والموصل وأربيل ودهوك.”
قادم اللعبة يبشر بخير
فيما تحدثت لاعبة المنتخب الوطني بالفروسية (إن شاء الله سعد) عن مسيرة اللعبة عندما قالت: “الحقيقة أن اللعبة حالياً تسير وفق خط سليم ومدروس، فضلاً عن الدعم الرائع الذي تقدمه إدارة الاتحاد متمثلة بشخص رئيس الاتحاد الدكتور عقيل مفتن، الذي ذلّل الكثير من المصاعب التي كانت تواجه رياضتنا التي أحببتها منذ الصغر، فالأمور حالياً ممتازة في ظل وجود الخيول الأصيلة والفرسان والفارسات الأبطال الذين استطاعوا أن يحققوا نتائج مفرحة في البطولات، فالمهرجان الأخير الذي أقامه الاتحاد، وحضرته شخصيات رياضية معروفة، قدم أبطال العراق خلاله عروضاً مميزة نالت إعجاب كل من حضر المهرجان، إن شاء الله سوف تكون لنا كلمة في البطولات المقبلة من خلال حصد الأوسمة الذهبية.”
مستقبل مشرق لرياضة الفروسية
أما لاعبة المنتخب الوطني (زهراء النجار) فقالت: ” سيكون لرياضة الفروسية العراقية مستقبل مشرق بجهود الإدارة الرياضية الجيدة، التي تمكنت من وضع خريطة طريق صحيحة، يمكننا الصعود -من خلالها- إلى منصات التتويج في المسابقات الدولية. إن المهرجانات التي يقيمها الاتحاد جيدة جداً، إذ ساعدت اللاعبين في زيادة خبرتهم، بل إن فارساتنا وفرساننا أصبحوا في قمة العطاء من خلال التدريبات التي لم ننقطع عنها بفضل دعم وتشجيع الإدارة المثالية للاتحاد، التي وفرت جميع مستلزمات النجاح. إن شاء الله سيكون للفروسية العراقية مستقبل يبشر بالخير للعبتنا الرائعة.”
التخطيط والمتابعة أساسا كل نجاح
كذلك تحدث الصحفي الرياضي (نعيم القرغولي) عن مسيرة ومستقبل رياضة الفروسية العراقية قائلاً: “عانت رياضة الفروسية الأمرّين خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التهميش وعدم الاهتمام بها من قبل المسؤولين، بل كانت العقوبات الدولية تصدر على الاتحاد بمنع الخيول العراقية من المشاركة في البطولات الخارجية، ولم يكن هناك من يتابع موضوع الحظر وما آلت إليه الأوضاع من سوء، فقد كانت هناك مشكلات كثيرة جعلت لعبة الفروسية في طي النسيان، برغم امتلاك العراق الخيل الأصيلة والفرسان الشجعان المميزين. لكن بعد اختيار اتحاد جديد للعبة انقلب الحال رأساً على عقب، من حيث المتابعة وتوفير جميع المستلزمات التي تسهم في عودة اللعبة الى تاريخها الناصع، فقد قامت إدارة الاتحاد بجلب الخيول الجيدة وإقامة البطولات المحلية المستمرة التي ظهرت من خلالها المواهب التي مثلت المنتخب الوطني العراقي، فضلاً عن المتابعة وزيادة العلاقات مع أصحاب القرار الدولي، ونشاطات أخرى حققها الاتحاد من أجل عودة العراق إلى البطولات العالمية. وقد نجح الاتحاد في كل ما خطط له وبفترة قياسية جيدة. نتمنى أن تعود رياضتنا الأصيلة إلى أمجادها من خلال الدعم والإسناد لكي تحتل المراكز الأولى في البطولات العالمية، وهي قادرة على ذلك بدون شك في ظل التخطيط السليم لإدارة الاتحاد التي قامت بتوفير كل المستلزمات التي تسهم في عملية النجاح.”