أحمد رحيم نعمة/
بجهوده، وعلاقاته الطيبة، استطاع اتحاد الشطرنج العراقي أن ينظّم بطولة دولية بلعبة الشطرنج احتضنتها بغداد السلام من أجل رفع الحظر عن الرياضة العراقية، لم يحضرها أي مسؤول رياضي سواء من وزارة الشباب أو اللجنة الأولمبية ومن دون أي دعم!
شاركت في البطولة التي أقيمت في فندق برج السلام وسط بغداد 14 دولة، وتنافس فيها55 لاعباً ولاعبةً من دول أوزبكستان، جورجيا، أوكرانيا، مصر، إيران، سوريا، تركيا، أذربيجان، أرمينيا، بلجيكا، لبنان، جنوب أفريقيا، فلسطين، إضافة الى العراق البلد المنظم للبطولة.
وقد توِّج اللاعب البلجيكي فادم مالاخاتكو بلقب بطولة العراق الدولية، فيما حلّ الإيراني ميرساد بالوصافة، وبلغت قيمة الجوائز التي وزعت بين الفائزين العشرة الأوائل 6500 دولار! وهي من رصيد اتحاد الشطرنج العراقي.
تجاهل
استقبل الوفود ،القادمة من مختلف بقاع الأرض، ظافر عبدالأمير رئيس الاتحاد العراقي المركزي للشطرنج وهيئته الإدارية، من دون أن يكون هناك أي مسوؤل أو موظف من قبل وزارة الشباب وحتى اللجنة الأولمبية المعنيّة بالأمر، وإنما اقتصرت المهمة على اتحاد الشطرنج الذي وفر جميع المستلزمات حسب ما تيسر له من مبالغ، معتمداً على الميزانية السنوية الخاصة به والتي خصصت له من قبل اللجنة الأولمبية، لذلك كان سكن الوفود المشاركة في البطولة العالمية عادياً وليس في فنادق أصحاب القدح المعلّى بالنسبة للاتحادات الأخرى المقربة من أصحاب القرار! برغم أن الرياضة العراقية بحاجة ماسة الى مثل هذه البطولات التي تسهم في رفع الحظر عن ملاعبنا إلا أن المسوؤلين همّشوا بل تناسوا هذا الحدث الرياضي الكبير!
عملنا وفق المتيسر
رئيس الاتحاد العراقي المركزي للشطرنج ظافر عبد الأمير أكد أن الدعم المقدم لاحتضان البطولة الدولية كان محدوداً، بل أن الاتحاد اعتمد في نفقاته على ميزانيته السنوية التي خصصتها الأولمبية، وأضاف أن البطولة التي نظمها اتحاد الشطرنج نجحت بشهادة المعنيين والمتابعين برغم الدعم القليل الذي قدم لنا! فقد طالبنا الأولمبية في البطولات السابقة التي قمنا بتنظيمها، وانتقدنا الأولمبية حينها لكن في الآخر لم نجن سوى التقليل من الميزانية المخصصة لنا، ولانريد هذه المرة التطرق الى الدعم وعدم متابعة البطولة وأمور أخرى ابتعدت عنها الأولمبية خوفاً من أن تقلص ميزانة الاتحاد الى أدنى الدرجات! فقد كنا نتمنى أن يزورنا مسوؤل رياضي لمتابعة البطولة ولو لدقيقة.. عموماً توفقنا وعملنا وفق المتيسر لدينا.
إنجاز يسجّل للعراق
فيما رأى الحكم الدولي سعد محسن الكناني أن وجود الحكم العام الإيراني كاده خليل في البطولة، قد حقق مكسباً ايجابياً كونه يعد من أفضل حكام المنطقة وهي فرصة لحكامنا ولاعبينا لغرض الاستفادة من خبراته، حيث تميز بالحيادية في عمله، اذ لم تشهد الجولات أية شكوى او اعتراض من قبل الوفود المشاركة. وأضاف أنه لأول مرة نشهد بطولة في العراق يتم فيها النقل المباشر (اون لاين) عبر الموقع الإلكتروني لاتحاد اللعبة من خلال استخدام بوردات خاصة مع ساعات رقمية، وبالتالي فإننا رغم الظروف الصعبة، تمكنا من تحقيق طفرة نوعية في رياضة الشطرنج، اذ يستطع أي شخص الدخول الى موقع الاتحاد ومتابعة الجولات والنقلات وحتى الاستفادة منها في تطوير امكاناته الفنية، فإن هذا الإنجاز يسجل للعراق بالنسبة لدول الجوار التي لم تطبق هذه التكنلوجيا حتى الآن، مثل الأردن ولبنان وسوريا والسودان وغيرها ونتمنى في المستقبل اضافة أمور أخرى يستفيد منها المتابع لرياضة الشطرنج.
كسر الحصار
سعاد عبدالأمير ،عضو الهيئة الإدارية لنادي الاتصالات ومشرفة الشطرنج، قالت: إننا ندعم الاتحاد المركزي للشطرنج في استضافة مثل هكذا بطولات دولية والتي تعد فرصة حقيقية لكسر الحصار الرياضي على العراق وكان تحدياً كبيراً من قبل اتحاد اللعبة بعد تلبية الدعوة من قبل الوفود الرياضية المشاركة وتم تحقيق الهدف المنشود من خلال وجود الدول في بغداد ، مؤكدة أن بغداد ستبقى حاضنة للبطولات العربية والدولية بعد هذا النجاح الفني مايؤهلنا لاستضافة البطولات العربية والرسمية ونتمنى تحقيق ذلك في أقرب وقت لأن العراق يملك المواهب الفنية والإدارية في رياضة الشطرنج .
بلد آمن وشعب طيب
البلجيكي فادم مالاخاتكو عبر عن سروره العميق بالفوز بلقب البطولة قائلاً: ثقتي العالية بامكانياتي الفنية قادتني للقدوم الى العراق، ووجدت بطولة كبيرة بكل المعاني، فالتنظيم العالي والمنافسة القوية من اللاعبين الذين يحملون ألقاباً دولية، ولكنني في النهاية تمكنت من الفوز بها، مؤكداً بأنه وجد بلداً آمناً وشعباً طيباً وكريماً.
بغداد جميلة
فيما عبرت اللاعبة الأوكرانية اولكا بابيي عن سعادتها بوجودها في بغداد، التي قالت عنها بأنها مدينة جميلة، وأنها زارتها من قبل وتعرفت على معالمها، واوضحت اولكا بأن أجواء البطولة التنافسية كانت شرسة، بسبب مشاركة أبطال مصنفين على مستوى العالم، ولم أكن أتصور بأنني سأحرز مركزاً متأخراً، ولكن قوة البطولة افرزت لاعبين أقوياء، واعجبت بالمستوى المتميز للاعبين العراقيين الشباب.
الحياة في بغداد
اما اللاعبة انزيل لاوبشير القادمة من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، فقد أكدت بأنها واجهت منافسين أشداء، ولم تكن تتصور مشاركة لاعبين مصنفين دوليين على مستوى عال، برغم أنها تحمل تصنيف استاد دولي، مشيدةً بالتنظيم العالي للبطولة، والأجواء الرائعة التي شهدتها، واوضحت قبل قدومها الى العراق بأنها واجهت ممانعة من بعض الأصدقاء، نتيجةً للأخبار التي تبث عبر القنوات الفضائية، ولكنها قالت لقد خضت تحدياً في القدوم والمشاركة، ولكنني وجدت الحياة طبيعية جداً، وبغداد مدينة جميلة، وشعب كريم جداً، أتمنى القدوم في البطولة القادمة.