أحمد الساعدي/
يسعى المشجعون الى بث روح الحماسة في نفوس لاعبي فريقهم من أجل تقديم المستوى العالي، وبالتالي تحقيق الفوز في المباراة، لكن عندما يتحول الحماس الى عنف ويخرج عن إطار التنظيم والجمال الى الفوضى والتخريب، فإنه يتحول الى شغب ترفضه أهداف الرياضة النبيلة، مثلما يرفضه العقل والقانون والمنطق، لأنه نتاج تدني ثقافة ووعي الجمهور.
كانت الملاعب العراقية مثالاً يحتذى به في التشجيع الجميل، فلمَ انقلب المشجعون الى جمهور تخريبي، يقتنص أي خطأ تحكيمي ليحول المباراة الى فوضى ودمار يتسببان بخسائر مادية ومعنوية، وربما -لا سمح الله- بشرية.
في هذا الموسم الكروي، الذي شارف على الانتهاء، رافق مبارياته الكثير من أعمال شغب الجماهير، حيث الاعتداءات على الطواقم التحكيمية والكوادر التدريبية واللاعبين، وكم من مرة يلجأ بعض الجمهور الى العبث بأثاث الملعب من خلال تحطيم محتوياته.
إنه مشهد مؤسف تكرر في ملاعبنا أكثر من مرة خلال الدوري الكروي، وفي مختلف الفئات.. وحان الوقت لنقول “كفى شغباً..”
أعمال مرفوضة
يقول النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم علي جبار: “لا يختلف اثنان في أن أعمال الشغب داخل الملاعب مرفوضة رفضاً قاطعاً، وغير مقبول بها إطلاقا، ويجب اتخاذ أقسى العقوبات بحق مرتكبيها لما لها من تأثير سلبي على الرياضة.”
واشار الى أن “هذا الموسم شهد الكثير من المشكلات داخل الملاعب، سواء من طرف الكوادر الإدارية للأندية، او المدربين واللاعبين، ما أشعل شرارة الشغب والفوضى.”
وتابع أن “الملاعب العراقية تحتاج أن ترسل رسائل إيجابية من أجل رفع الحظر عنها، إذن لابد من الابتعاد عن جميع مظاهر الشغب في ملاعبنا والمحافظة على الروح السامية للرياضة، كذلك المحافظة على شعار الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو (اللعب النظيف والمنافسة الشريفة) الذي من خلاله تتقدم الرياضة وتبنى البلدان، وقد شاهدنا العقوبات التي صدرت من لجنة العقوبات في اتحاد الكرة، التي نجحت في قراراتها بمعاقبة المسيء، نتمنى أن تبتعد الجماهير الرياضية والمدربون واللاعبون عن هذه المشكلات التي لاتصب في مسيرة الحركة الرياضية العراقية.”
رفع الحظر
فيما قال الصحفي الرياضي مسلم الركابي: “تصرفات حمقاء وأعمال فوضوية أقدم عليها جمهور نادي القوة الجوية خلال مباراة الكلاسيكو أمام الزوراء في بطولة الكأس، التي انتهت بفوز الزوراء وخروج الجوية من البطولة.”
أضاف الركابي: “الخسارة في كرة القدم أمر عادي جداً يمكن أن يحدث لأي فريق، فكرة القدم فيها الفوز والخسارة والتعادل، وهذا الأمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي هو أن نشاهد جمهوراً ينفعل بهذه الطريقة، بحيث يعتدي ويقوم بأعمال تخريب أمام أنظار الجميع والفضائيات، مشهد تابعه العالم داخل العراق وخارجه، جمهور أعطى رسالة واضحة المعالم تقول إن العراق غير قادر بالمرة على تنظيم أية مباراة او بطولة. وهذا الأمر يدعو للأسف حقاً، لكن السؤال الأهم هو: ترى من أوصل الجمهور الى هذا المستوى من العصبية؟ بحيث بات الأمر خارج السيطرة، شاء من شاء وأبى من أبى، علينا أن نضع النقاط على الحروف ونسمي الأمور بمسمياتها، فقد تكرر هذا المشهد أكثر من مرة ويكاد أن يحصل ذلك في كل موسم دون أن نشاهد أية ردة فعل من الجهات الرسمية المعنية بتنظيم المسابقات والمباريات، ونعني اتحاد الكرة وكذلك وزارة الشباب والرياضة، نحن كل يوم نمضي من فشل الى آخر، لقد تجاوزَنا العالم كثيراً، لا نعرف كيف نفكر باستضافة بطولات، ولدينا بعض من جماهيرنا يفكرون بهذه الطريقة ويتصرفون بهذا النفس التخريبي! كيف يتسنى لنا أن نطلب من دول العالم أن ترسل فرقها الى العراق وهي تشاهد بعض المحسوبين على الجماهير العراقية يتصرفون بهذا المستوى غير اللائق. وعليه نقول لاتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة، وكذلك الإعلام الرياضي: لا تتهاونوا بالأمر وإياكم ان تسطحوا الموضوع، ان الذي حدث ويحدث باستمرار هو كارثة وضربة في صميم الرياضة العراقية.”
تصرف مرفوض
أما الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر فقال عن أعمال الشغب في هذا الموسم: “الجمهور الذي سبق وأن أطلق عليه لقب اللاعب رقم 12، بل إن بعضنا قال عنه اللاعب رقم واحد، نسبة لما له من أهمية عظمى في تحقيق فوز الفريق الذي يشجعه، لكن بعضاً من الجمهور خلال مباراة الزوراء والجوية الأخيرة قلب كل التوقعات وخالف كل الاعتبارات، بل كان الأسوأ في المباراة، فبعض المحسوبين ظلماً على الرياضة عند خسارة فريقهم تصرفوا تصرفاً أقل ما يقال عنه إنه تصرف غير حضاري، أذ قام هؤلاء المحسوبون على جماهير الكرة العراقية بتهشيم ورمي كراسي المدرجات داخل الملعب، وهذه مخالفة يحاسب عليها القانون، إذ أن بعض الجمهور فعلاً كان النقطة غير الجيدة في مباراة كان يجب أن تكون مباراة بيضاء، إذ أنها تجمع فريقين كبيرين. لقد حدثت في هذا الموسم مشكلات كثيرة كان مصدرها الرئيس بعض الجماهير، سواء جماهير أندية بغداد أم الاندية الشمالية التي تصدرت المشهد هذا الموسم وزادته شغباً، وقامت لجنة العقوبات في اتحاد الكرة بواجبها، لكن الشغب ظل مستمراً برغم العقوبات التي طالت الأندية، لا ندري، هل تتكرر هذه الحالات في الموسم الجديد.. الله أعلم!”
الشغب يسهم في إبقاء الحظر
كما تحدث الناطق الإعلامي لنادي بلادي، الصحفي عبد الزهرة نعيم عن شغب الجماهير هذا الموسم قائلاً: “الحقيقة أن هذا الموسم كان الأسوأ من حيث شغب بعض الجماهير في غالبية المباريات، سواء في الجنوب أو الشمال، فبعض من أنصار الأندية مارسوا الشغب برغم العقوبات الكبيرة التي طالت أنديتهم، لكن المسيئين ظلوا على نفس النهج! ولاسيما في المباراة الأخيرة بين الزوراء والجوية، إذ جرى تحطيم كراسي المدرجات والرمي بها داخل الملعب، وهذه الأفعال طبعاً يكون تأثيرها سلبياً على سمعة الكرة العراقية، بل يدعو هذا العمل الى تأخير عملية رفع الحظر عن الملاعب العراقية. نتمنى على قادة رابطات المشجعين حث جماهيرهم المحبة للكرة العراقية على الابتعاد عن هذا التعصب الذي لايصب في خدمة كرتنا العراقية.”