تقليص عدد المحترفين في الأندية.. من المستفيد؟!

أميرة الزبيدي /

المتابع للدوريات الكروية العربية، يجد أن غالبية الأندية تتعاقد مع لاعبين محترفين من بلدان متقدمة في كرة القدم. وهذا التعاقد مع المحترفين هو من أجل تقوية الدوري، وفي نفس الوقت يكتسب اللاعب المحلي الخبرة والاحتكاك مع اللاعب المحترف. بل إن بعض البلدان عملت دورياً خاصاً بالمحترفين مع تواجد بعض اللاعبين المحليين.
كما أن مدربي الأندية هناك هم أيضاً محترفون، لذلك تجد الدوري الكروي في معظم البلدان العربية والآسيوية قوي جداً، ما أدى الى بروز لاعبيهم المحليين، وبالتالي تقوية منتخباتهم الوطنية.بينما يسعى القائمون على الكرة العراقية في دوريينا الى تقليص عدد المحترفين الاجانب بحجة منح الفرصة للاعب المحلي، وهو مفهوم خاطئ في كرة القدم، فالمحترفون يسهمون في تقوية الدوري، ومن خلالهم يبرز اللاعب العراقي.
عن المحترفين ورفض الأندية للمقترح وبعض الأمور، تحدث النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم علي جبار عندما قال:
ستة لاعبين أجانب يقللون من فرصة اللاعب المحلي
إن “غالبية الأندية المشاركة في الدوري العراقي تمتلك أكثر من ستة لاعبين محترفين، وهذا العدد نجده كبيراً ويكون تأثيره سلبياً على اللاعب العراقي الذي تقل فرصته في الظهور. هذا الأمر له عواقب سلبية على المنتخبات العراقية، فاللاعب العراقي لابد من أن يظهر في الدوري من أجل معرفة قدراته ومستواه داخل الملعب، فعلينا أن نفكر بخلقِ دوري عراقي قوي بلاعبين محليين، لأن ذلك أفضل للكرة العراقية، ولاسيما أن وجود ستة لاعبين محترفين أجانب مع فريق واحد يقتل فرص اللاعبين الشباب في أخذ مواقعهم مع فرق الدوري، كما يقلل من فرصة بروز لاعبين جيدين مع المنتخبات العراقية المختلفة في المستقبل، وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة من الجميع.”
سلبيات وإيجابيات
وتحدث المدرب كريم حسين فقال: “الحقيقة أن وجود اللاعبين الأجانب في الدوري الكروي العراقي هو حالة جيدة من ناحية احتكاك اللاعبين العراقيين مع الأجانب، فضلاً عن التسابق في تقديم المستويات العالية للاعب المحلي، برغم أن التعاقد مع اللاعبين الأجانب يكلف ميزانية النادي، بل إن بعض الأندية أعلنت إفلاسها نتيجة التعاقد مع لاعبين أجانب، لذلك أرى أن التعاقد مع اللاعبين المحليين أفضل بالنسبة للأندية من ناحية العقود، كذلك إعطاء الفرص للاعب المحلي في تقديم ما في جعبته داخل المستطيل الأخضر.. نحن مع الاحتراف، ولكن! ليس على حساب اللاعب العراقي الذي يتمتع بإمكانيات فنية عالية يتفوق فيها في كثير من الأحيان على اللاعب الأجنبي، والدليل أن كثيراً من الأندية العراقية استغنت عن لاعبيها المحترفين واعتمدت بالدرجة الأساس على اللاعب المحلي “.
في مصلحة الكرة العراقية
فيما قال ثائر أحمد مدرب الطلبة: “ليس من حق الاتحاد تحديد عدد اللاعبين المحترفين في الأندية، فإذا كان النادي يمتلك وفرة مالية جيدة، فإن من حقه أن يتعاقد مع لاعبين سوبر من أجل تقوية صفوف الفريق، وبالتالي المنافسه على درع الدوري، وهذا ما خططت له غالبية الأندية التي تمتلك خزينة جيدة، سواء تعاقد النادي مع لاعبين او عشرة، أنا أرى العكس، فإذا كان الدوري مليئاً بالمحترفين فسوف يكون قوياً بلا شك، وشاهدنا الدوريات العربية والعالمية مليئة باللاعبين المحترفين، بحيث أصبحت منتخبات بلدانهم قوية جداً بفضل وجود المحترفين في دورياتهم، التقليص لايصب في مصلحة الأندية ولايقوي مستوى المنتخبات العراقية.”
الاتحاد لم يضع خطة ثابته للاحتراف
وكان للحكم الدولي مهند قاسم رأي قال فيه : “وجود المحترفين الأجانب في الدوري العراقي نظام معمول به في أنحاء العالم كافة، وواضح مدى فائدته والتطور من خلاله، لكن السؤال مع من تتعاقد وكيف؟ هذه مشكلة حقيقية، وإذا ماجرت بشكل إيجابي سيكون مردودها جيداً على الدوري والارتقاء بمستوى اللاعب العراقي من خلال الاحتكاك مع المستويات الجيدة والمنافسة معها، وبالتالي أصبح الاحتراف في السنوات الأخيرة شرطاً من شروط الاتحاد الآسيوي على الأندية العراقية المشاركة ضمن بطولاته، فالاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لم يضع خطة ثابتة ومدروسة للاحتراف، وإذا أراد أن يرغم الأندية على التقليص في عدد اللاعبين، أعتقد أنه سيواجه رفضاً من بعض الأندية، ولاسيما الجماهيرية التي تسعى دائماً الى تقوية صفوفها بالمحترفين من أجل خطف لقب الدوري.”
ضياع المشيتين!!
أخيرا تحدث الصحفي نعيم حاجم قائلاً: “أعتقد أن اتحاد الكرة ضيع (المشيتين) من حيث فقدان الدوري للمتعة وانكسار الكرة العراقية خلال السنوات القليلة الماضية، والسبب هو في التخطيط غير السليم لاتحادنا الموقر، فهم لايعرفون ماذا يفعلون، فيوم يصدر قرار اتحادي بتقليص عدد المحترفين، ويوم آخر بزيادة عددهم، تاركين الكرة العراقية في حقل ألغام!! فإذا كان الدوري قوياً، فبالتأكيد سيكون هنالك لاعبون مميزون يقدمون أداءً جيداً مع المنتخب، لكن إذا كان الدوري مترهلاً وغير مدروس فسوف تكون نتائجه سلبية على نتائج المنتخب الوطني، فالدوري اذا توفرت فيه مجموعة من اللاعبين الأجانب فإنه بلا شك سيكون دورياً قوياً، بل إن لاعبنا المحلي يحاول البروز وسط اللاعبين المحترفين، وهذا الشيء شاهدناه في الدوري القطري وتألق لاعبيهم، وبالتالي شاهدنا قوة المنتخب القطري في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك الى وجود كم كبير من اللاعبين المحترفين في الأندية القطرية، فقرار تقليص المحترفين في الدوري العراقي غير صحيح وسيساعد في تراجع الكرة العراقية.”