أحمد رحيم نعمة/
منذ فترة ليست بالقصيرة والوسط الرياضي العراقي بجميع (وحداته) الرياضية منهمك بشكل غير عادي بالدورات التدريبية والتحكيمية تحسباً للبطولات الخارجية، حيث شهدت بغداد وبعض المحافظات مؤخرا إقامة دورات تدريبية كروية لمنح الشهادات الآسيوية لفئتيC وB لمدربي كرة القدم، وقد سارت بعض الاتحادات الرياضية على نهج اتحاد القدم، عندما أقامت هي الأخرى المعسكرات والدورات التدريبية والتحكيمية (بحجة) حصد الأوسمة في المسابقات الخارجية،بالرغم من وجود كم كبير من الملاعب والقاعات، إلا ان اغلب اتحاداتنا الرياضية يحب السفر و(التعسكر) في بلدان اوروبية لغرض اكتساب الخبرة، وهو أمر ولا في الأحلام!! والدليل أن العراق لم يحصل على أي وسام أولمبي منذ أكثر من نصف قرن!
دورات نتيجتها ..zero
المدرب السابق محمد رشيد أشار الى ان اقامة الدورات التدريبية للمدربين التي يقيمها اتحاد كرة القدم، ما هي إلا وارد مالي يضاف الى (خزنة) الاتحاد، حيث يدفع المشارك في الدورة مبلغا من المال لكي يحصل على الشهادة C اوB دون النظر الى الامكانية الفنية للمدربين، وأضاف ان هذه الدورات والمعسكرات وغيرها من الأمور الكروية لم تقدم شيئا لكرتنا التي تعيش حاليا في (الرمق) الأخير نتيجة الاخفاقات المستمرة، فالجميع يعرف ان الأندية العراقية تتعاقد مع مدربين وحسب العلاقات، دون ان تفتش على ما يحمله المدرب من شهادة، وهذا الكلام طبعا يشمل الألعاب الرياضية المختلفة وإقامتها للدورات التدريبية التي لاتنفع، فبماذا نسمي تعاقد اغلب الاتحادات الرياضية مع مدربين أجانب.. واتحاداتنا تقيم هذه الدورات.. فما جدواها إذن!
مدربون أكل الدهر عليهم
فيما كان للمدرب جاسم كريم رأي عندما قال: معظم الاتحادات الرياضية تقيم الدورات التدريبية والتحكيمية ليس لغرض معرفة آخر مستجدات هذه اللعبة، إنما تعمل هذه الفعاليات من أجل ارضاء الرياضيين المعتزلين، كما في كرة القدم والألعاب الأخرى، نلاحظ كثرة الدورات والمعسكرات للاعبين وبمبالغ مالية طبعا اللاعب يتحملها، ونتيجة هذه الدورات يكون لاشيء سوى الشهادة، لأن أغلب الاتحادات الرياضية تفضل تعاقد فرقها مع مدربين محلييين ممن أكل الدهر عليهم وشرب وجاءوا للتدريب عن طريق العلاقات الشخصية أو يتم التعاقد مع مدربين اجانب، في النهاية لم يتغير اي شيء يبقى الوضع كما هو عليه.. الحال على وضعه لجميع المفاصل الرياضية نخرج من انتكاسة الى أخرى، ولا ندري لماذا لاتوظف هذه الطاقات الشبابية لخدمة الرياضة، بدلا من الاعتماد على التراث القديم!.
علاقات وإخوانيات
أما المتابع الرياضي فريد علي فقال.. الحياة (صارت) سريعة ومتطورة إلى حد كبير، وأصبحت التكنولوجيا تدخل في مجالات الحياة، ولم تعد خبرات الأمس تفيد اليوم، وحتى تكون قادراً على مواجهة التطور السريع، عليك أن تطور نفسك ومهاراتك، وتجدد من خبراتك، لأن العالم الآن لا يعترف إلا بالقدرات المتميزة والكفاءات العالية، لذا كانت الدورات التدريبية واحدة من أهم سبل التطوير والتعليم الذاتي، التي توفر لك العديد من الخدمات والمهارات والأساليب الحديثة في التعلم والتطوير الذاتي، ولا يمكن قصر أهمية الدورات التدريبية للمتعلم فقط، ولكن أثرها سيعود على المجتمع كله بشكل عام، فالسؤال الذي يطرح .. هل استفاد رياضيونا من هذه الدورات؟.. اعتقد ان الجواب معروف للجميع ملخصه ان الكثير لم يستفد من الدورات نتيجة العلاقات والاخوانيات المتواجدة في سلكنا الرياضي حيث يضع الشخص غير المناسب في اماكن لايستحقها، مع ترك اصحاب الشهادات والدورات في حيرة من أمرهم وهو ما جعل رياضتنا تعود الى نقطة الصفر ولم تتطور اطلاقا.
أخطاء تحكيمية
الحكم الدولي السابق عزيز محمد قال ان الدورات التحكيمية والتدربيية ما هي إلا (ضحك على الذقون) !! انهم يوهمون الشارع الرياضي ويقولون عنها انها لمصلحة الرياضة، فقد اقام (السلك) التحكيمي العراقي الكثير من الدورات التطويرية الخاصة بالحكام خارج وداخل العراق وتحت إشراف محاضرين من الاتحادين الدولي والاسيوي بهدف توعية الحكام باحدث قوانين التحكيم والتعديلات وكيفية ادارة المباريات، وكانت محصلحة هذه الدورات (صفر)!! والدليل ان دوري الكرة العراقي لهذا الموسم ارتكبت فيه اخطاء تحكيمية كثيرة جدا، بل ان المطبات التي وقع فيها الحكام ساهمت قي اشعال المدرجات وحدوث مشاكل نحن في غنى عنها، الامر الذي جعل بعض الأندية العراقية تقاطع الدوري الكروي والسبب الحكام!! فأين هي الدورات! وماذا قدمت!
لياقة بدنية تحت الصفر!
فيما قال مدرب اللياقة البدنية سالم نعيم: في العام الماضي وحتى الحالي اقيم الكثير من الدورات الخاصة باللياقة البدنية داخل وخاج العراق والحصيلة من هذه الدورات ان اكثر رياضيينا يعانون قلة اللياقة البدنية خلال خوضهم للمباريات او النزالات، لا ادري ما الغاية من اقامة هذه الدورات اذا لم تساهم في تطور الرياضي، الجميع يعلم ان الرياضة تعتمد بالدرجة الأساس على اللياقة البدنية، لاسيما فرق كرة القدم وحتى الألعاب الأخرى اعتمادها بالدرجة الأولى على اللياقة لكن في رياضتنا فإن اللياقة البدنية تحت الصفر!! فالدورات التدريبية والتحكيمية واللياقة وغيرها من الدورات التي تقام على مدار السنة لم تقدم شيئا يذكر لرياضتنا، والدليل ان منتخباتنا الوطنية للالعاب الرياضية جميعها لم تقدم المطلوب بل تراجعت الى الوراء حتى اصبحت رياضتنا في عداد الموتى برغم الدورات التي تقام!.