دوري الكرة بين فايروسي كورونا والتأجيل

#خليك_بالبيت

أميرة محسن /

يبدو أن القائمين على شؤون الكرة العراقية يدرسون وضع الدوري الكروي العراقي الذي تعقدت مسيرته، أولاً بسبب التوقفات الكثيرة التي طالته، وثانياً المستوى غير المقنع الذي ظهرت عليه الفرق، فضلاً عن عدم صلاحية بعض الملاعب التي تقام عليها المباريات، إضافة إلى فيروس كورونا الذي أخذ ما أخذه من الدوري من حيث التوقف الاضطراري بسببه.
اجتمعت كل هذه الأمور فكان نتاجها دورياً ضعيفاً هشاً!! لم تقدم فيه الفرق مستوى يليق بسمعتها الكروية …
يقول مدرب فريق نادي الزوراء باسم قاسم:
كورونا أوقف الدوري وشلّ حركته
المستويات التي ظهرت عليها فرق الأندية في الموسم الكروي الحالي ليست بالشكل المطلوب نظراً لعدم استقرار الوضع الراهن في البلد، سواء التظاهرات وأخيراً انتشار وباء كورونا الذي أوقف دوريات العالم قاطبة، وهذا التوقف له أثر كبير في إعداد الفريق والإرباك الحاصل للفرق من حيث الإعداد، وكذلك أثر نفسياً على اللاعبين وحتى على الكوادر التدريبية وعلى إدارات الأندية نظراً للوضع المربك ..كل هذه الأمور المتشعبة أدت إلى عدم تقديم المستوى المطلوب خلال خوضها لمباريات الدوري. لذلك نجد بعض اللاعبين قد غادروا أنديتهم للاحتراف الخارجي دون تعويضهم، وكذلك كان لقرار غياب الجمهور عن حضور المباراة أثر كبير على روح المنافسة والإثارة بين الفرق المتبارية. إضافة إلى ذلك، ومغ زاد الطين بلّة، سوء أرضيات بعض الملاعب، ما انعكس كثيراً على مستوى الأداء العام لمعظم الفرق، أما حالة الشغب فهي قليلة ويمكن معالجتها باتخاذ القرارات الصارمة بعدم حضور الجماهير لللعب، نتمنى أن نشاهد ملاعبنا تحتضن الجماهير المحبة الكبيرة بعد زوال المسببات.
إرباك واضح
فيما قال مدرب فريق نادي النجف حسن أحمد: حقيقة وبدون جدال أن أغلب مدربي الأندية يعانون من التوقفات التي حصلت للدوري، لأنها بدون شك تربك المنهاج التدريبي وتؤثر على عملية رفع وتيرة التدريبات وانخفاضها، أي أن أضرارها تكون على اللاعبين بدنياً من جهة، ومعنوياً من جهة أخرى، على اعتبار أنها تضعف حالة الاندفاع لدى اللاعبين بسبب الابتعاد عن أجواء المنافسة نتيجة التوقف.
نعم، هناك الكثير من الصعوبات التي تجعل من مسيرة دورينا صعبة للغاية منها التباين بين مستويات الفرق، وسوء الأرضيات غير الصالحة للعب تماماً، لكن برغم هذه المعوقات نحن في أتم الاستعداد للمنافسة وكلنا أمل ووضعنا في حساباتنا، كجهاز فني وإداري، أن نحسب حساباً لكل الأندية، جماهيرية كانت أم غير جماهيرية، وهذا مايجعلنا نفكر بالمنافسة، فهو حق مشروع لكل الفرق.
توقفات أربكت حسابات الأندية
الصحفي الرياضي نبيل الزبيدي قال: لقدكانت منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم غير مستقرة منذ البداية بسبب التوقف الذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وبالتالي أثر ذلك سلباً على إعداد الفرق وتسبب بهجرة أغلب اللاعبين للاحتراف الخارجي. وبعد قرار لجنة المسابقات في اتحاد الكرة بإقامة المنافسات من مرحلة واحدة، ظهرت الفرق بمستوى ضعيف بسبب ضعف اللياقة البدنية وعدم تجانس اللاعبين. لكن بعد الجولة الثالثة شاهدنا تطوراً في مستويات بعض الفرق، إلا أن الأمر عاد إلى طبيعته بعد قرار إيقاف الدوري بسبب فيروس كورونا الذي أوقف بدون شك مسيرة الحياة العامة لخطورته.
ستعود عجلة الدوري مرة أخرى، لكن ليس بذلك المستوى الذي عرفناه، فالأسباب اجتمعت وكان تاثيرها واضحاً على الدوري الكروي العراقي. أضاف الزبيدي: لقد حرصت على حضور أغلب مباريات الدوري وكان رجال حماية الملاعب حريصين على تطبيق اللوائح والقوانين بالشكل الصحيح وعدم دخول الجماهير بمختلف صفاتهم، لكن ماحدث في فرانسوا حريري في لقاء أربيل والصناعات الكهربائية من اعتداء على الطاقم التحكيمي، وسط غياب رجال الأمن داخل الملعب، شيء نتمنى أن لايتكرر في ملاعبنا.
دوري طويل وظروف صعبة
وكان للاعب الشرطة نبيل صباح رأي عندما قال: إن التوقف المفاجئ وجدولة المباريات في كل جولة نحسب لها حسابنا في أن يكون هناك توقف مفاجئ في الدوري أو في جولة ما، أو في أسبوع ما، لهذا قد نكون مستعدين لهذا التوقف، فنحن قد تعلمنا أن يكون في دورينا وفي كل موسم كروي توقف سواء أكان إرادياً أو غير إرادي، ولهذا يكون دورينا طويلاً. برغم ذلك كانت المنافسه صعبة للفرق في ظل الأزمات التي نمر بها. ورغم ذلك نحن نلعب بالمستطاع ونبذل كل مابوسعنا لكي ينجح دورينا. وأضاف: في البداية تأخر الدوري أكثر من شهرين ولعبت الفرق أربعة أدوار وتوقف الدوري بسبب مرض كورونا الذي اوقف أغلب دوريات العالم، وسنعاود مرة أخرى الدوري، وهذا التوقف سيقتل المنافسة. عموماً الدوري لهذا الموسم استثنائي في ظل الأوضاع المربكة التي نعيشها، نتمنى أن تعود ملاعبنا إلى زهوها وعودة الجماهير إلى المدرجات لمساندة فرقها.
تخطيط غير مبرمج
المتابع الرياضي محمد قاسم أدلى برأيه قائلاً: خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت الدوريات الكروية العراقية مثبته في قاموس اتحاد الكرة، وبالتحديد لدى لجنة المسابقات التي كان من شأنها التخطيط وضبط مواعيد المباريات دون أي توقف مهما حدث، وللدوريات جميعاً، ابتداءً من البراعم إلى الأشبال ومن ثم الناشئين والشباب والدرجة الثانية والأولى والممتازة، فضلاً عن إقامة بطولة الكأس التي تشترك فيها أندية الدرجة الثانية والأولى، مع إقامة البطولات الأخرى. واستمر نظام الدوري عقوداً من الزمن يسير وفق تاريخ ابتداء وانتهاء ومدرج في (كتيب) صغير كان يوزع بين الأندية والملاعب مدون فيه زمن بداية الدوري وانتهاؤه حسب ما مثبت في الكتاب، لكن في الخمس السنوات الأخيرة تغير كل شيء، إذ يبدأ الدوري ولا أحد يعرف متى ينتهي، ولاسيما هذا الموسم 2020، فقد بدأ الدوري متاخراً بسبب المظاهرات وانطلق بعدها ثم توقف أيضاً بسبب وباء كورونا، ولم تظهر الفرق بالمستوى المطلوب نتيجة التوقفات، فضلاً عن عدم صلاحية بعض الملاعب التي تقام عليها المباريات.
أمور حدثت هذا الموسم كانت السبب وراء عدم ظهور الفرق بالمستوى المطلوب، كما أن الأخطاء التحكيمية كانت لها الحصة في فقدان توازن بعض الفرق.