أحمد رحيم نعمة
بعد أن أقدم اتحاد الكرة العراقي على تنظيم بطولة الدوري الكروي تحت مسمى دوري المحترفين، كانت خطوته إيجابية من أجل الارتقاء بالكرة العراقية إلى مصاف الدوريات العالمية. لذلك أوعز إلى الأندية بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب، محدداً عدد اللاعبين الذين يجري التعاقد معهم من قبل الأندية. وسارت الأمور على مايرام في الأندية خلال الموسمين الماضي والحالي. إلا أن هناك أسئلة بات من الضروري طرحها.
هل كان اللاعب الأجنبي بمستوى الطموح؟ وهل أعطى للدوري العراقي قوة مضافة؟ وما الفرق بينه وبين اللاعب المحلي؟ ولاسيما أن أغلب الأندية العراقية تعاقدت مع لاعبين أجانب شكلوا عبئاً على الأندية، ليتم الاستغناء عنهم فيما بعد، إذ إن كثيراً من هذه التعاقدات لم تسهم في إعطاء قوة وندية للدوري العراقي، بل على العكس، أسهمت وبشكل ملحوظ في هبوط تصنيف الدوري العراقي حسب اللائحة الآسيوية إلى المركز العاشر.
دوري ضعيف
عن سبب هبوط مستوى الدوري، ودور المدربين الأجانب الذين يقودون الأندية العراقية، واللاعبين الذين جرى التعاقد معهم، في تردي مستوى دوري النجوم، حدثنا بعض المدربين العراقيين، وكانت البداية مع المدرب الدولي راضي شنيشل الذي تحدث قائلاً:
“حقيقة، لم يكن الدوري الكروي العراقي بمستوى الطموح، برغم الدعم الكبير الذي يقدم للفرق من قبل الأندية، والتعاقد مع المدربين الأجانب واللاعبين المحترفين، إذ لم نر تقدماً في مستوى الدوري، ولاسيما أن بلدنا شهد نهضة كبيرة في المنشآت من حيث امتلاك الملاعب الكروية على وفق أحدث الطرز العالمية، وبشهادة المتابعين للدوري العراقي.” مضيفاً أن “تعاقد بعض الأندية مع لاعبين غير معروفين، فضلاً عن مستوياتهم غير المقنعة، كشف مهارة اللاعب المحلي وأفضليته على اللاعب الأجنبي، فلو كان دورينا قوياً لكانت فرقنا تقدم أفضل المستويات في المسابقات العربية والآسيوية، ودليل قولي مشاركة أنديتنا في البطولة العربية وأبطال آسيا التي خرجنا بها بنتائج لا تسر أبداً، والسبب طبعاً هو ضعف دورينا، إذ لو كان هناك تنافس قوي في الدوري لظهرت فرقنا بمستوى عال في البطولات الخارجية.”
خطوة إيجابية
بدوره، يقول مدرب المنتخبات العراقي السابق عبد الإله عبد الحميد: “خطوة إيجابية قام بها اتحاد الكرة العراقي عندما فتح الباب على مصراعيه للأندية بالتعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب، إذ كان تفكير اتحاد الكرة، ومازال، في وصول الدوري العراقي إلى مصاف مستوى دوريات الدول المتقدمة. لكن يبدو أن تعاقدات الأندية لم تكن بمستوى الطموح، من خلال عدم أهلية بعض اللاعبين المحترفين في اللعب بالدوري، إذ لم يكن باستطاعتهم أن يقدموا مستوى يذكر، بل إن الدوري العراقي أصبح يفتقد المتعة والإثارة، وهذا الأمر طبعا ذو تأثير سلبي على مستوى المنتخبات العراقية، فإن كان الدوري ضعيفاً سينعكس ذلك على مستويات المنتخبات ويحد من تقديمها ما يليق بها في المسابقات الخارجية، والإخفاقات التي حصلت لأنديتنا في البطولة العربية للأندية خير دليل على ذلك. وكما قلت فإن الدوري القوي ينتج منتخباً قوياً وأندية تستطيع المنافسة بقوة أمام نظيراتها، والعكس صحيح.”
مواهب كروية
أما المدرب طالب جلوب فقال: “للأسف، فشل الدوري المسمى بـ (النجوم) فشلاً ذريعاً في الوصول بالكرة العراقية إلى ما نطمح إليه، والدليل إخفاقات الأندية العراقية في البطولات العربية، والخسائر المتتالية مع الفرق العربية، والسبب يعود إلى ضعف الدوري العراقي، فالأندية تعاقدت مع لاعبين غير جيدين، فضلاً عن ركن المدرب العراقي جانباً والتعاقد مع مدربين لم يقدموا شيئاً للأندية التي تعاقدت معهم. في السابق كان هناك دوري عام ولا وجود للمدربين أو اللاعبين الأجانب، فكان الدوري قوياً مثيراً أفرز العديد من المواهب الكروية. لكن حاليا لم نر أية موهبة إلا ماندر، فلو كانت هناك قوة وإثارة في الدوري فبدون شك ستكون هناك مواهب كروية بارزة يمكن الاستفادة منها في المنتخبات الوطنية التي تعاني هي الأخرى من شحة اللاعبين السوبر الذين يكونون العمود الفقري في المنتخبات.”
حماس ومتعة
آخر المتحدثين كان المدرب جابر محمد الذي قال: “لا نعرف بالضبط ما خطط اتحاد الكرة من ناحية المدرب المحلي الذي دائماً ما يعطي قوة ونكهة للدوري، إذ قام الاتحاد بركن المدرب المحلي جانباً، برغم الدورات والشهادات التدريبية التي حصل عليها، بل إن الاتحاد والأندية فضلا المدرب واللاعب الأجنبي على المحلي، لذلك نجد دورينا في دوامة. وبرغم تسميته بدوري النجوم الخاص بالمحترفين، لم نجد أية متعة أو إثارة فيه، ونتيجة هذا التخبط لم نجن سوى الإخفاقات في المسابقات الخارجية التي تشارك فيها منتخباتنا وأنديتنا.” مضيفاً أن “دوري النجوم أسهم بشكل كبير في تردي مستوى الكرة العراقية، فقوة المنتخبات والأندية العالمية والعربية تاتي من قوة الدوري المقام لديهم، لكن دورينا لا قوة فيه ولا إثارة ولا حماس، إنه اسم فقط!!”