ستون ألف متفرج في ملعب لايحتمل نصفهم!

 أحمد رحيم نعمة /

بالرغم من السعادة الكبيرة التي صنعها الحضور الجماهيري الكبير الذي قدر بنحو ستين ألف متفرج حضروا مبارة “كلاسيكو بغداد”، في وقت تشهد فيه ملاعب دول أكثر استقراراً من العراق عزوفاً جماهيرياً عن متابعة مباريات الكرة، لكن الملعب العتيق الذي شيده كولبنيكان لايسع لأكثر من 28 ألف متفرج، وأن طاقته القصوى لاتتعدى الـ 30 ألف متفرج، فكيف سمح لـ 60 ألف متفرج بدخول الملعب،

ومن المسؤول عما حدث ومن يتحمل وزر أية كارثة كان يحتمل حدوثها في ملعب صار مرهقاً برغم الترميمات التي تجري لإطالة عمره بغياب أي جهد حقيقي لإنشاء ملعب كبير يستوعب الجمهور العراقي الكبير؟

“الشبكة” التقت أطراف المسؤولية، وبدا أن كلاً منهم يرمي الكرة في ملعب الآخر..

بيان وزاري

وزارة الشباب والرياضية أكدت أنها ليست المسؤولة عن بيع تذاكر ملعب الشعب في مباراة كلاسيكو العراق بين القوة الجوية والزوراء، بل أن النادي المستضيف هو من يتحمل ذلك.

وذكر البيان أن الوزارة تحرص دوماً على سلامة اللاعبين والمدربين والجمهور وجميع الأطراف المعنيّة برياضة كرة القدم، لأن اللعبة وجدت أصلاً لإضفاء أجواء السعادة والمتعة وليس العكس، وفي الوقت الذي تثمن عالياً عشق وتعلق جماهيرنا الوفية وحضورها المتميز للمباريات الكبيرة، والذي يبين مدى حب هذا الشعب لكرة القدم وللرياضة بصورة عامة، نشدد على ضرورة الالتزام بالمعايير والشروط التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تهدف الى أن تكون المباريات فضاءً للمحبة واحترام الآخرين والتركيز على الجوانب التنظيمية والفنية عند إقامة البطولات والمباريات وأمان جميع الحضور.

فالوزارة اتبعت طريقة تأجير الملعب للنادي المضيف، كما يجري في أغلب دول العالم، حيث تناط المسؤولية الى الفريق المستضيف وهو المسؤول عن بيع تذاكر المباراة للجماهير ضمن عقد موقع بين الوزارة والأندية بصورة عامة، وهذا ماسيحصل في جميع المباريات التي تقام على ملاعب الوزارة في بغداد والمحافظات.

الطاقة الاستيعابية

ويشدد علي فليح ،متعهد ملعب الشعب، على أنه جرى خلال اليومين الماضيين تحديد الطاقة الاستيعابية لملعب الشعب الدولي بـ”28″ ألف متفرج، حسب تقديرات إدارة ملعب الشعب الدولي ممثلة بالكابتن مهدي عبد الصاحب، ووفق ذلك العدد تمت طباعة التذاكر الخاصة بالمباراة مع وجود التوثيقات الخاصة بذلك.
وأضاف فليح أنه بعد نفاد التذاكر تواصلت الجماهير بالتوافد على ملعب الشعب الدولي لمشاهدة المباراة، الأمر الذي جعل مسؤولي المباراة يفتحون أبواب الملعب من أجل الحفاظ على أروح الجماهير التي عبرت أسيجة الملعب تخوفاً من حدوث أية حالات تدافع او اختناقات قد تؤدي الى ما لا تحمد عقباه، وأكد فليح التزامه بطبع تذاكر الدخول وفق العدد المحدد من قبل وزارة الشباب والرياضة وإدارة ملعب الشعب الدولي.
فوضى

مدير ملعب الشعب الدولي الكابتن مهدي عبد الصاحب قال أن مسؤولية إدارة الملعب تقف عند حدود تجهيزه فنياً وتسليمه لمشرف المباراة، مستدركاً: دون لفّ أو دوران فإن إدارة الملعب وكادره لا يتحملان مسؤولية الفوضى التي حدثت أثناء مباراة “كلاسيكو” الكرة العراقية بين الزوراء والجوية، وما رافقتها من خروقات جماهرية مؤسفة تسببت بفشل تنظيمي لديربي العاصمة بالرغم من الحالة الإيجابية التي عكسها الحضور الجماهيري الكبير، إدارة الملعب لا تتدخل بأمور تنظيم المباريات الكروية، بل يقع ذلك على عاتق اتحاد الكرة و تنسيقه مع الجهات المعنية، أتمنى أن لا تتكرر أحداث الكلاسيكو مستقبلاً لما لها من آثار سلبية على الكرة العراقية.

الوزارة تتدخل

عضو اتحاد الكرة كامل زغير اتهم وزارة الشباب والرياضة ببيع تذاكر دخول ملاعب كرة القدم واعتبره تدخلاً حكومياً في شؤون الكرة العراقية، وإن إقدام وزارة الشباب والرياضة على طباعة وبيع تذاكر دخول ملاعب كرة القدم، لاسيما ملعب الشعب الدولي أثناء منافسات الدوري الممتاز يعد تدخلاً حكومياً فاضحاً غضّ اتحاد الكرة الطرف عنه خلال الفترة الماضية، وإننا في المكتب التنفيذي للاتحاد لن نسكت بعد الآن على تدخلات وزارة الشباب والرياضة وتحكمها بمصير مباريات الدوري الممتاز وريعها الذي نجهل أين يذهب تحديدا؟ لاسيما بعد مباراة ديربي العاصمة بين الزوراء والقوة الجوية وما شهدته من فشل تنظيمي كبير تتحمله الوزارة لوحدها. فإن أموال ريع التذاكر يجب أن تصرف على الكرة العراقية وتطويرها، وأضاف زغير أن الاتحاد لم تكن له أية مسؤولية مباشرة قريبة كانت أم بعيدة بمسألة تذاكر المباراة او تسويقها، حيث كان من المفترض أن يتم البيع وفق السياقات الدولية المعروفة ببيع تذاكر أقل من السعة الكاملة للملعب، وإننا في الاتحاد ندعو الجميع وعلى رأسهم الحكومة ووزارة الشباب والرياضة للبدء بإنشاء ملعب كبير في بغداد يتسع ويتماشى مع الجماهير الكبيرة والوفية والمحبة لبلدها، إن الاتحاد سعيد ومبتهج بالحضور الجماهيري الحاشد لمتابعة مباراة الزوراء والقوة الجوية، إن هذا الحضور يمثل تعطش الجماهير العراقية وعشقها لكرة بلادها.

استغلال المتعهد

يقول محمد علي وقاسم كريم ،وقد حضرا مباراة الكلاسيكو بين الجوية والزوراء، إن أحداث وسيناريو المباراة كان مؤلماً ومحزناً، ويدل على ضعف المنظومة الإدارية التي تقود رياضتنا بشكل عام, وقد انطلقت الأحداث عندما استغل متعهد الملعب زحف آلاف المشجعين لبوابات الملعب عن طريق بيع أعداد كبيرة وبالآلاف من بطاقات الدخول، حتى بعد أن امتلأت مدرجات الملعب التراثي الذي استنجد لمرات عدة ولم يجد الأذن الصاغية لإيجاد بديل له في العاصمة الحبيبة بغداد! ومن هنا بدأت الأحداث تتوالى الواحدة تلو الأخرى, حضور جماهيري كبير لا تصفه الكلمات ولا الحروف, ولم تفلح خطوات القوات الأمنية المكلفة بحماية الملعب بعد أن أغلقت بوابات الدخول لتتزاحم الأعداد على مدرجات الملعب.