عروس الألعاب للإخفاقِ أسبابٌ إدارية

 أحمد الساعدي /

يبدو أن رياضة ألعاب القوى أو “عروس الألعاب الرياضية” تسير في خط متعرج! لجهة النتائج الهزيلة والانتكاسات المتكررة، سواء في البطولات الأولمبية أم الآسيوية، وحتى العربية التي كان للعراق قصب السبق فيها.
وعلى الرغم من الميزانية المالية الكبيرة التي تجاوزت المليار دينار، إلا أن ألعاب القوى ظلت بعيدة عن مكانتها السابقة.
ماضٍ مشرق وحاضرٌ فقير
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اعتمدت ألعاب القوى بالدرجة الأساس على البطولات الرياضية المدرسية والمهرجانات التي تقيمها مديريات التربية، كخزين للمواهب التي تبوأت منصات التتويج عربياً وقارياً، وقد أفرزت تلك المهرجانات العديد من الأسماء التي مثلت المنتخبات الوطنية العراقية، وحققت الإنجازات، على الرغم فقر الإمكانات المتوفرة آنذاك، فنياً ومادياً.
وقائمة الرياضيين الذهبيين طويلة، لعل أبرزهم العداء الفذ سامي الشيخلي، وعباس لعيبي، وعباس علي لفته، وناجي غازي، وعوف عبد الرحمن، وحسن كاظم، وإيمان نوري، وإيمان عبد الأمير، وإيمان صبيح، وعدنان طعيس، وميساء حسين، وآخرون ممن حصدوا الألقاب والميداليات في المسابقات الخارجية.
تخبط إداري
يُرجع العداء الدولي السابق (عباس علي لفتة) أسباب الإخفاقات المتكررة للمنتخبات العراقية في مسابقات ألعاب القوى إلى (خلل إداري) أولاً.
وفي هذا الصدد يقول إن أغلب أعضاء اتحاد ألعاب القوى ليست لهم علاقة باللعبة، ولم يسبق لهم ممارستها ولا يمتلكون ما يكفي من الخبرة لإدارتها.
وأشار إلى أن التخبط الإداري لازم عمل الاتحاد وألقى بتداعياته على نتائج هذه اللعبة التي تحتاج إلى البناء والخطط الطويلة لإعداد الأبطال.
وتابع: ليس من المعقول أن يخلو الاتحاد من لاعب سابق يدير اللعبة باستثناء الدكتور زيدون، الذي نجح إدارياً، لكنه بات يتحمل العبء الأكبر في فشل الاتحاد.
وأشار إلى أن أعضاء الاتحاد بعيدون عن الرياضيين، ولا نراهم إلا في البطولات، وبصراحة لابد من الاتحاد وضع النقاط على الحروف في تسمية مدربي المنتخبات الوطنية وإبعاد الأندية المشبوهة، التي دائماً ماتوقع الاتحاد في مآزق، صحيح أن الأندية تعطي اللاعبين الرواتب، لكن على حساب سمعة اللعبة، فإذا أردنا أن تعود عروس الألعاب إلى تألقها وإبداعها، فلابد من تغييرات جوهرية في الإدارة والمدربين واللاعبين، والاعتماد على الخبرة من نجوم العراق السابقين.
الألعاب الفردية
فيما قال مدرب المنتخب الوطني (فراس راضي): إن سبب تراجع رياضة ألعاب القوى هو الوضع العام الذي يتسم بالفوضوية، ما انعكس سلباً على الرياضة العراقية، أما في الفترة السابقة فقد كانت فيها الإنجازات كبيرة بسبب استقرار القيادات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة والأولمبية، بينما نجد الجميع في السنوات القليلة الماضية يبحثون عن المناصب، لذلك أهملت الرياضة والرياضيين، والدليل أننا منذ سبعة أشهر لم نتسلم رواتبنا، ولانعرف من أين التأخير ومن هو المسؤول عنه، ناهيك عن البنى التحتية الضعيفة جداً، ندرب اللاعبين على بساط ممزق نعمل بأيدينا على ترقيع الشقوق فيه! التارتان ممزق وكأن اللاعب يركض على (صبّة)! قدمنا أكثر من طلب إلى السيد الوزير لكن دون جدوى، أكثر من مرة نقدم طلبات للحصول على أدوات وأجهزة لألعاب القوى، ولا نجد أي رد، نتمنى أن ينظر الوزير إلى باقي الألعاب، إذ أن الألعاب الفردية مظلومة جداً في العراق، ولاسيما ألعاب القوى التي عانت من عدم وجود أبسط المستلزمات التي تسهم في نجاح مهمة المدرب.
غياب التخطيط
من جانبه، يقول الصحفي الرياضي (حيدر كاظم): لقد فقدت رياضة ألعاب القوى بريقها في الأعوام الأخيرة بعد أن كانت (عروس الألعاب) متسيدة البطولات العربية والآسيوية في سنين مضت، وتعود أسباب تراجعها إلى عدم توفر البنى التحتية الخاصة بفعالياتها، وقلة الدعم المادي مقارنة بكرة القدم التي تأخذ النصيب الأكبر من الاهتمام، فضلاً عن غياب التخطيط.
وأشار إلى أن ألعاب القوى بحاجة إلى مراجعة حساباتها من أجل اللحاق بالدول العربية والآسيوية التي تطورت كثيراً في الآونة الأخيرة، ولاسيما ألعاب الساحة والميدان، إذ كانت حصيلة العرب في أولمبياد طوكيو (18 وساماً ملوناً)، لقطر ومصر وتونس والمغرب والأردن والبحرين وسوريا والسعودية والكويت، من ضمنها 3 ميداليات ملونة في ألعاب القوى، وبالتالي فإن التفوق أولمبياً يتطلب جهوداً حكومية وميزانية مالية ضخمة وتعاون اتحاد اللعبة ووزارة الشباب واللجنة الأولمبية، من أجل وضع خطة عمل طويلة المدى، وفترة لا تقل عن أربعة أعوام لإعداد المواهب، وهو ما يسمى بمشروع البطل الأولمبي.