علي الخرسان /
في الثاني من كانون الثاني من العام 2018 أفل نجمٌ من نجوم الكرة العراقية ومرعب الحراس عن عمر ناهز الـ 69 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، ومعاناة من فايروس خطير أثر في جميع أجزاء جسمه إضافة إلى إجرائه عمليات عدة للقلب لم تتكلل بالنجاح.
إنه أسطورة الكرة العراقية اللاعب الدولي علي كاظم المولود في بغداد عام 1949 والذي يعدّ ثالث هداف في تاريخ الكرة العراقية، إذ سجل مع منتخبات العراق الوطنية أكثر من 56 هدفاً، وتميز بتسديداته اليسارية القوية وبإتقان التسديدات الرأسية، وله أهداف جميلة حتى بقدمه اليمنى، كالهدف الجميل الذي سجله ضد الكويت وحارسها أحمد الطرابلسي في بطولة الخليج العربي الرابعة التي أقيمت في الدوحة عام 1976.
مثّل اللاعب الدولي السابق علي كاظم فريق الزوراء والمنتخب العراقي وحصد ألقاباً فردية وجماعية عدة أثناء مشواره الكروي، إذ لعب لنادي الزوراء من عام 1968 حتى عام 1982، ومثل المنتخب الوطني العراقي من عام 1970 حتى عام 1980 وشارك في 82 مباراة دولية سجل فيها 56 هدفاً.
أحرز علي كاظم لقب هداف بطولة الشرطة العربية 1978 في دمشق برصيد 7 أهداف مع نادي الشرطة العراقي الذي أحرز لقب البطولة وشكل علي كاظم ثنائياً مرعباً للحراس مع ساحر الكرة العراقية وثعلبها فلاح حسن.
اشتهر علي كاظم بارتدائه الفانيلة رقم 15 وشكل أخطر خط هجومي مع الكابتن فلاح حسن وحقق مع منتخبات العراق عدداً من الإنجازات أبرزها بطولة العالم العسكرية مع منتخب العراق العسكري ثلاث مرات؛ الأولى عام 1972 في بغداد بقيادة المدرب عادل بشير حين حصل منتخبنا على البطولة بعد الفوز على اليونان وساحل العاج والتعادل مع تركيا وإيطاليا، بينما انسحبت فيتنام من البطولة، وسجل علي كاظم هدفاً واحداً ضد ساحل العاج في المباراة الأخيرة التي انتهت بثلاثية نظيفة للعراق، والبطولة الثانية كانت عام 1977 في دمشق بقيادة المدرب الألماني رايشلت، وساهم مع المنتخب العسكري بالفوز بالبطولة بعد الفوز على فرق مجموعات (ألمانيا الغربية وفرنسا ونيجيريا)، والتأهل للنهائي ليسجل علي كاظم إحدى ضربات الترجيح الحاسمة ضد الكويت الذي كان بقيادة أفضل مدربي البرازيل ماريو زاغالو ويساعده كارلوس ألبرتو بيريرا، وانتهت المباراة لصالح العراق 5-4 بعدما انتهى وقتا المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، أما البطولة الثالثة فكانت عام 1979 في الكويت بقيادة المدرب عمو بابا وأحرز في هذه البطولة 5 أهداف 3 منها على البحرين وواحد على النمسا، وسجل إحدى ضربات الترجيح الفاصلة ضد إيطاليا والتي انتهت 4-3 بعد تعادل المنتخبين في الوقت الأصلي بنتيجة 0-0، كما حصل منتخب العراق على المركز الثاني بعد الكويت في بطولة كأس الخليج الرابعة التي اقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة وحصل علي كاظم على لقب ثاني الهدافين بعد جاسم يعقوب بتسجيله 8 أهداف اختير على إثرها كأفضل مهاجم في البطولة، كما وصل مع منتخب العراق الأولمبي إلى الدور ربع النهائي في أولمبياد موسكو 1980، أما على الصعيد المحلي ففاز بكثير من الألقاب وسجل أجمل الأهداف مع فرق السكك والزوراء والنقل والشرطة في شتى البطولات المحلية والعربية.
اللاعب الدولي السابق بسام رؤوف تحدث عن النجم الراحل قائلاً: عزاؤنا الوحيد هو أن نستذكر شأن علي كاظم العظيم في قلوب الشعب العراقي وجمهوره الرياضي وما قدمه في المحافل الدولية من إنجازات نفتخر بها في كل الأزمنة.
وأضاف: نسأل الباري عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويدخله فسيح جنانه فقد كان رمزاً في الأخلاق والموهبة الكروية وعملاقاً في مهاراته الهجومية.
من جانبه، أوضح الصحفي الرياضي الدكتور عدنان لفتة أن علي كاظم رمز عراقي قدم الكثير للكرة العراقية وكان أحد أبرز مهاجميها وهدافيها، فأسلوبه لا يضاهى في تسديد الكرات بيسراه الحديدية، ومثل ثنائياً نادراً مع زميله فلاح حسن لم تشهد له الملاعب نظيراً في سنواتها الذهبية.
وأضاف أن علي كاظم لاعب لن يتكرر، ومن الجواهر الثمينة التي تفتقدها منتخباتنا وكانت سبباً من أسباب نبوغها ونهضتها وتألقها.
اعتزل النجم الراحل علي كاظم عام 1982 لينتقل فيما بعد إلى عالم التدريب إذ درب أندية الزوراء وسامراء والنجف وآخرها المصافي بعد الشفاء من المرض، وكانت له تجربة احترافية في الأردن دامت خمس سنوات حيث درب وساعد في تدريب أندية الرمثا والوحدات، كما كانت له تجربة في التدريب بالبحرين لمدة سنتين، وسنة في عمان وأخرى في اليمن، لكن المرض الذي أصابه، وهو تآكل عظم الحوض، جعله يتوقف عن مسيرته التدريبية لفترة إذ سافر إلى التشيك والكويت وقطر ودول أخرى للعلاج.
وأمضى كاظم، وهو عم اللاعب علي عدنان الظهير الأيسر لمنتخب العراق، مسيرته كلها مع الزوراء، وأسهم في فوزه بالدوري العراقي ثلاث مرات.
فسلام عليك أبا هديل وشآبيب رحمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدك مع الصالحين إنه سميع الدعاء.