أحمد رحيم نعمة /
قبل سنوات، كانت منتخباتنا الوطنية للفئات العمرية بكرة القدم تخطف المراكز الأولى في البطولات الآسيوية والقارية بسبب تزوير أعمار اللاعبين، والدليل هو حصول منتخبات الشباب والناشئين على كأس آسيا لأكثر من مرة.
إلا أن الحال اختلف تماماً هذا العام عندما قرر اتحاد الكرة العراقي إنهاء مسلسل تزوير أعمار بعض اللاعبين والاعتماد على الأعمار الحقيقية. لذلك دخلت كرتنا في غيبوبة الانتكاسات، وآخرها الخروج المبكر من نهائيات آسيا بعد إخفاق فريقنا في مباراتين أمام أستراليا وكوريا الجنوبية. البعض رحب بفكرة إنشاء جيل جديد من المواهب خالٍ من التزوير، أما البعض الآخر فقد رأى أن كرتنا تسير نحو الهاوية.
عن إخفاقة الناشئين الأخيرة وبعض الأمور الأخرى يحدثنا مجموعة من المدربين، كان أولهم مدرب الفريق فيصل عزيز الذي قدّم أسماء جديدة للكرة العراقية ربما ستكون القوة الضاربة لمنتخباتنا مستقبلاً.
أروع العروض!
يقول مدرب منتخب الناشئين: قدم فريقنا عروضاً جميلة في مبارياته التي لعبها، الأولى تغلبنا فيها على منتخب أفغانستان، وقد شاهدنا استعداد الفرق وتحضيراتها بالمقارنة مع تحضيراتنا التي يعرفها القاصي والداني. وأضاف أن فريقنا هو تشكيل جديد خالٍ من اية مخالفات عمرية وجرت تهيئته لبطولة بحجم آسيا في فترة قياسية تسابق الزمن لم تستغرق سوى 15 يوماً تمرنّا خلالها في ملعب لخماسي الكرة! إنه أمر صعب للغاية.
أضاف عزيز: أن خسارة اللقب السابق يقابلها مكسب لسمعة الكرة العراقية، وتحمّل المسؤولية بشرف وأمانة بفريق يخلو من التزوير والتلاعب بالأعمار، والشيء المشرف الآخر هو أن لاعبينا قدموا مباراتين كبيرتين أمام استراليا وكوريا الجنوبية، ولم يكونوا صيداً سهلاً لأي فريق متمرس ومرشح للفوز باللقب، مثل كوريا، ومازلت أقول إنني افتخر بالمهمة التي قدمت فيها جهدي، وكل ما استطيع عمله، وأقدم شكري وامتناني لمن وقف معنا من إعلام وجماهير، وتفهّم صعوبة المهمة.
درسٌ مهم
فيما قال عضو اتحاد الكرة فالح موسى: الحقيقة أن اتحاد الكرة قدم كل ما يمكن تقديمه من أجل أن تكون المشاركة في نهائيات آسيا للناشئين على أكمل وجه مهما حصل، وشخصياً لدي قناعة راسخة بأن المنتخب ولاعبيه صغار السن قدموا ما لديهم وتفوقوا على أعمارهم داخل الملعب، فقد كان لاعبو الفرق الأخرى أكبر بالقوى الجسمانية والتحضير، وربما الأعمار ايضا! وهذا ليس تبريراً لخروج المنتخب من الدور الأول، بل هو درس مهم جداً للبطولات المقبلة، ودراسة ما رافق هذا المنتخب من تحضير فقير، لانريد أن نخوض فيه مرة ثانية، كما لانريد أن نحمّل الكادر نتيجة البطولة منفرداً لأن الجميع قدموا ما لديهم والنتائج مقبولة الى حدود بعيدة، وسنستمر في نهجنا باعتماد الفرق بصورة طبيعية والتحقق والتمعن جيداً في أعمار اللاعبين، كما حصل مع هذا الفريق، وأثبت صحة وسلامة موقفنا تماماً حتى من خلال الاتحاد الآسيوي.
بالصبر نحقق الانتصارات
أما كابتن منتخب العراق السابق عماد هاشم فقد قال: إن خروج منتخب الناشئين من بطولة آسيا، بخسارتين وفوز وحيد، هو أمر طبيعي بعد اتخاذ خطوة محاربة التزوير، إذ لابد من ترك مسالة البحث عن النتائج لمنتخبات الفئات العمرية، والعمل على خلق جيل خال من التزوير للعودة بكرتنا الى سابق عهدها.
واضاف: إن متابعتي لمستويات المنتخبات المشاركة في نهائيات آسيا للناشئين تؤكد حاجتنا للكثير من الصبر والتدريب وتطوير اللاعبين وهم في أعمار صغيرة وأن لا نضغط عليهم طلباً للنتائج الإيجابية، وأن نمنحهم فرصاً أطول وعلى مديات بعيدة، حتى نتمكن من مقارعة فرق شرق آسيا وأستراليا.
إعدادٌ متعثّر
بينما تطرق المدرب محمد علي الى إعداد الناشئين قائلاً: هذا الفريق عانى الإعداد السريع، حتى بعد العودة من الأردن لم يتلقّ الدعم الكافي لإقامة معسكرات تدريبية هو الأحوج لها من اي فريق آخر، لكن الاتحاد لم يوفر للفريق ما كان يطمح له المدرب، وإعداده للبطولة لم يكن مثالياً وفق الظروف التي مر بها الفريق. تلك التفاصيل انعكست على وضع الفريق فنياً ومعنوياً، ليغادر البطولة من أوسع أبوابها، بالرغم من أن النتائج في النهائيات كانت أفضل بكثير من بطولة غرب آسيا، لكن الفريق بالأخير غادر من الدور الاول.
بناء جيل جديد
المتابع الرياضي كريم هاشم أكد أن عملية تزوير أعمار اللاعبين كانت العلامة المميزة للمنتخبات العراقية السابقة. وأضاف أن جميع منتخبات الفئات العمرية العراقية للأعوام السابقة كانت تزوّر أعمار اللاعبين، لذلك كانت تكسب البطولات بسهولة برغم الشكاوى التي كانت تقدّم من المنتخبات المشاركة، هذه العملية التزويرية كانت ملازمة لمنتخباتنا. اليوم، وبعد قرار اتحاد الكرة الأخير بإيقاف تزوير أعمار اللاعبين، الذي رحب به الكثير في الوسط الرياضي والذي يهدف الى بناء جيل جديد من اللاعبين وبأعمار صحيحة، لاننكر أن منتخباتنا للفئات العمرية ستدخل في مطبّات كثيرة، لكننا في الآخر سنكسب لاعبين أصحاب مواهب يمكن الاستفادة منهم مستقبلاً.