كاتانيتش.. وعودٌ مفرطة!

أحمد رحيم نعمة /

لم يبق على انطلاق نهائيات أمم آسيا لكرة القدم إلا شهران لدخول المنتخب العراقي غمار المنافسات تحت إشراف المدرب الجديد كاتانيتش، إذ هناك بعض الملاحظات والانطباعات بعضها مؤلم والبعض الآخر منها متفائل وتحمل سمة الإيجاب لكنها تكاد تشكل صورة واقعية عن مستوى منتخبنا الوطني خلال مشاركته المفيدة جدا في البطولة الرباعية ومواجهتي الأرجنتين والسعودية كاختبارين مهمين للمدير الفني كاتانيتش ومجموعة اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار شبه النهائي

كما يبدو في تمثيل منتخبنا الوطني المقبل على المشاركة المهمة في نهائيات آسيا مطلع العام المقبل في الإمارات, وتكمن خلاصة المشكلة أن تلك الملاحظات والانطباعات التي ترتكز على واقع فني مرير تشكل امتدادا أكثر مرارة لمحطات سابقة في مسيرة المنتخب, وفي الخلاصة انها أضحت مشاكل مزمنة تصاحب مشاركاتنا ومبارياتنا الودية منها والرسمية، فالمدرب كاتانيتش أكد في أكثر من مناسبة انه سينتشل الكرة العراقية من واقعها المؤلم ويعيدها الى الأمجاد، إلا أن الوسط الرياضي العراقي يقول عكس ذلك، عن مدى نجاح كاتانيتش مع المنتخب العراقي وامور اخرى حدثنا عنها بعض المختصين في الشأن الكروي، فكانت البداية مع نجم الكرة السابق احمد كاظم قائلاً:

دوري ضعيف

حقيقة من الصعب على المدرب كاتانيتش ان يدخل فلسفته في الاداء خلال الفترة القصيرة التي تسلم فيها المهمة، وحتى بالنسبة لما يفصلنا عن نهائيات امم آسيا فإن الوقت ليس طويلاً اذا ما اخذنا بالحسبان ان المدرب لن يحصل سوى على اسبوع من كل شهر في ايام الفيفا دي، كما ان دورينا ضعيف وهو غير مؤهل لتجهيز لاعبين متميزين للمنتخب الوطني، فالبطولة الرباعية كشفت العديد من الاخطاء التي وقع فيها المدرب لاسيما المباراة الاولى أمام الارجنتين، لكن شاهدنا تحسناً في مستوى الاداء خلال مواجهة السعودية التي غالباً ما تكون حماسية وصعبة، لذلك يمكن القول انه لا يمكن القياس على مباراة الارجنتين، نتمنى ان ينجح كاتانيتش مع الأسود في مهمته المقبلة لبطولة امم آسيا.. نتمنى ذلك .

الإسناد المعنوي

فيما أشار الدولي محمد علي الى: ضرورة التعامل مع معطيات الأمر الواقع وليس تقليب أوراق صارت في ذمة الأمس, وحتى الذين أعلنوا عدم قناعتهم بالتعاقد مع كاتانيتش, ومنهم أعضاء في اتحاد الكرة قد أعلنوا مساندتهم له ربما ليس حباً بشخصه أو تغييرا في قناعاتهم, بقدر ما يعكس هذا التغيير شعوراً عالياً بالمسؤولية الواجب علينا جميعاً التحلي بها بغض النظر عن قناعاتنا السابقة ووجهات نظرنا المعارضة التي لا تعني بأي حال من الأحوال التخلي عن قول كلمة الحق, لكن الواقعية تتطلب توفير الإسناد المعنوي للمنتخب الوطني بلاعبيه وملاكه التدريبي مع الحرص في الوقت ذاته على الإشارة والتنبيه الى الخطأ بروحية متجردة عن العواطف والنوازع الشخصية والأحكام المسبقة, لأننا جميعا نترقب كل خطوة يقدم عليها المدرب وننتظر ترجمة وعوده وما يختزنه من أفكار ومعالجات على أرض الواقع وليس نشرها على حبال التمنيات هنا وهناك.

معالجة الأخطاء

الصحفي الرياضي نعيم حاجم أشار الى أن المنتخب العراقي ما زال في طور التحضير والإعداد لنهائيات آسيا 2019 مع المدرب كاتانيتش، وقال: حقيقة من الصعب الحكم على المنتخب خلال الفترة القليلة الماضية لأنه في مرحلة الإعداد من خلال خوض المباريات الودية خلال أيام الفيفا دي قبل الذهاب إلى نهائيات آسيا 2019، لديه متسع من الوقت لكي يتطور أكثر قبل الدخول في منافسات البطولة، لقد استفاد منتخبنا كثيراً من مباراتي الأرجنتين والسعودية الوديتين، اعتقد ان المدرب يريد التعرف على مستوى اللاعبين وخاصة الجدد، ومنتخبنا بدأ يتطور شيئاً فشيئاً مع كاتانيتش، إذ يجب الصبر على نتائج المنتخب وعدم انتقاد اللاعبين خلال المرحلة المقبلة، فالمدرب بدون شك سيعالج الأخطاء في مقبل الأيام، وسوف يكون الأسود رقماً صعباً في نهائيات آسيا 2019.

غربلة بعض اللاعبين

لاعب المنتخب العراقي السابق كريم محمد قال إن المدرب الأجنبي لم ينجح مع المنتخب العراقي في البطولة الرباعية لاسيما مباراة المنتخب أمام الارجنتين والخطة غير المعروفة التي لعب بها، حيث ظهر اللاعبون داخل الملعب وكأنهم(أشباح) ولاندري وفق اية خطة لعب الفريق. وحتى المباراة الثانية امام السعودية لم يظهر الفريق بشكل جيد بالنسبة للشوط الاول لكنه تحسن اداؤه في الشوط الثاني بعد تراجع المنتخب السعودي، عموما لابد من غربلة بعض اللاعبين كونهم لايصلحون للعب ضمن صفوف المنتخب وهناك الافضل منهم يلعبون في الدوري.

هواء في شبك

أما المتابع الرياضي باسم سالم فقال: أعتقد ان وعود المدرب كاتانيتش هواء في شبك من حيث عدم امتلاكه للخطط الفنية والدليل المستوى(التعبان) للمنتخب في مباراته امام الارجنتين، لا اعتقد ان المنتخب سيتحسن اداؤه في بطولة أمم آسيا المقبلة بالامارات في ظل تواجد بعض اللاعبين المتواجدين في القائمة الوطنية والذين لا يصلحون للعب مع المنتخب، حيث تدخلت العلاقات والإخوانيات في استدعاء الكثير من اللاعبين الذين لايستحقون اللعب للأسود، اتمنى ان يسعى المدرب الأجنبي الى متابعة الدوري العراقي واستدعاء المواهب المتواجده في الأندية من اجل تقوية صفوف المنتخب لأن المشاركة في بطولة أمم آسيا تحتاج الى لاعبين جيدين قادرين على تقديم المستوى العالي بسبب تواجد منتخبات قوية في البطولة القارية.