بغداد / أحمد رحيم نعمة/
اختتمت مؤخراً في العاصمة التايلندية بانكوك التصفيات الآسيوية لكرة الصالات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم التي ستقام في أوزبكستان. وكان المنتخب العراقي قد استعد لهذه التصفيات بالشكل الأمثل، إذ دخل أكثر معسكر تدريبي خاض خلالها الكثير من المباريات الودية.
لكن الفريق عند دخوله معترك المنافسات لم يقدم شيئاً يذكر، مع أنه كان بإمكانه التأهل الى النهائيات العالمية، ولاسيما في مباراته الحاسمة التي ضيعها مدربنا ولاعبونا بإرادتهم، التي كانت أمام المنتخب التايلندي، إذ كان باستطاعة لاعبينا إنهاء المباراة لصالحهم بعد تقدمهم بهدفين لهدف، ولم تتبق على نهاية اللقاء سوى دقائق، أحرز خلالها المنتخب التايلندي هدفين ليفوز بثلاثة أهداف لهدفين. ثم جاءت الفرصة السهلة الأخرى من أجل التأهل، التي خسرها منتخبنا أيضاً بإرادته أمام منتخب أفغانستان بأربعة اهداف لهدفين، ليضيع الحلم العالمي نتيجة أخطاء المدرب البرازيلي (كاكاو واللاعبين). عن ضياع فرصة التأهل الى نهائيات كأس العالم وأمور أخرى، تحدثنا عنها مع مجموعة من الرياضيين والصحفيين، وكانت البداية مع المدرب محمد قاسم الذي قال:
فرصة لا تأتي
“بعد الخسارة أمام المنتخب التايلندي، لم تنفع لاعبينا الاستفادة من فرصة الملحق، لنودع البطولة وسط حسرة كبيرة كان يمكن أن تتحول الى فرحة غامرة لولا أخطاء بسيطة كلفتنا في النهاية هذا الوداع الحزين. قدم لاعبونا مستوى جيداً خلال الشوط الأول وتقدمنا بهدفين لهدف، لكن لا ندري ما الذي جرى وماذا قال المدرب (كاكو) للاعبين ليفقدوا المبادرة في الشوط الثاني، بل إنهم فقدو التركيز خلال دقيقتين، ماشجع المنتخب التايلندي لإحراز هدفين بعد أن كان متأخراً، ليفوز على منتخبنا ويتأهل الى كأس العالم للصالات.
في المباراة الأخرى التي كانت فرصة للاعبينا ومدربنا لتصحيح الأخطاء، مع أضعف فريق مشارك وهو منتخب أفغانستان، خسرنا المباراة من الشوط الأول عندما أهدى لاعبونا خصومهم أربعة أهداف! لتنتهي المباراة بخمسة أهدف لأفغانستان مقابل ثلاثة لمنتخبنا، لينتهي عندها حلم التأهل بسبب الأخطاء التي وقع فيها كادرنا التدريبي واللاعبون. لقد كانت الفرصة سهلة للتأهل، فرصة لا تأتي إلا في الأحلام، أضعناها بإرادتنا.”
الحلم العالمي
فيما قال المدرب كريم حسين: “في تصفيات كأس العالم لكرة الصالات، التي خطف مركزها الأول المنتخب الإيراني، كان بإمكان منتخبنا الوطني التأهل الى نهائيات كأس العالم من خلال الفرصة الذهبية التي توفرت له، خصوصاً في مباراة تايلند، وبعدها مباراة أفغانستان. ففي مباراة تايلند لم يتبقّ على انتهاء المباراة سوى دقيقتين ومنتخبنا متقدم بهدفين لهدف، إلا أن المدرب كاكو أجرى تغييراً قلب نتيجة المباراة، فأصبحت لصالح المنتخب التايلندي الذي فاز بثلاثة أهداف. والحال نفسه في مباراتنا مع أفغانستان، حين أضاع لاعبونا المباراة من الشوط الأول عندما تلقينا أربعة اهداف في مرمانا، ليضيع كل شيء، الحقيقة وبدون مجاملة، أن اتحاد الكرة لم يقصر تجاه فريق الصالات، فقد وفر للفريق أكثر من معسكر تدريبي قبل البطولة، ولاسيما أن المنتخب يقوده كادر أجنبي يترأسه المدرب البرازيلي كاكاو، الذي أضاع الحلم العالمي لكرة الصالات.”
مدرب ضيّع الحلم
أما الصحفي الرياضي سمير محسن فقد تحدث عن فقدان فرصة التأهل الى نهائيات كاس العالم قائلاً: “إذا كان منتخبنا لا يستطيع الفوز على المنتخب الأفغاني، فعلى أي منتخب عالمي يريد الفوز؟ إنه لا يستحق التأهل! فالمنتخب الأفغاني ليس لديهم دوري ولا بنى تحتيه ولا أي شيء من المتوفر لمنتخبنا، ولاسيما أن اتحاد الكرة وفر جميع المستلزمات التي يحتاجها الكادر التدريبي واللاعبون من معسكرات تدريبية الى تجهيزات وغيرها من الأمور، أي أن حال منتخبنا أفضل بكثير من منتخبات تايلند وأفغانستان، لكن في النهاية فإن الفريقين تغلبا على منتخبنا، نتيجة أخطاء لاعبينا والكادر التدريبي، إن من شاهد مباراتنا أمام تايلاند سيكتشف أن المدرب لا يعرف شيئاً عن كرة الصالات، وأنه يتحمل الخسارة بالكامل، ومما زاد في الطين بلّة ما حصل في مباراة أفغانستان، وهذا يكفي للحكم على فشل اختيار المدرب، كما أن سوء أداء لاعبينا أدى الى حرماننا من فرصة ذهبية للتأهل الى كأس العالم.”
إخفاقة يتحملها الجميع
كذلك تحدث الصحفي الرياضي ساجد علي قائلاً: “عندما تأتي بمدرب من بلد يعد في مقدمة الدول على مستوى كرة الصالات، لكنه غير كفء، فإن النتيجة سوف تكون على هذا النحو، لنغادر بخيبة أمل، بعد أن كانت الفرصة في متناول اليد!! البرازيلي (كاكاو) هو من يتحمل ضياع الفرصة التاريخية لبلوغ المونديال، فالعراق من شماله الى جنوبه مليء بساحات كرة الصالات، ما يجعلنا نستطيع أن نعد ونشكل منتخباً قوياً قادراً على خطف البطولات الآسيوية والتأهل الى نهائيات كأس العالم بسهولة. الحقيقة أنها حسرة كبيرة وخسارة يتحملها الجميع، في مباراتين كانتا مليئتين بالأخطاء، التي يتحملها الكادر التدريبي واللاعبون بالدرجة الأساس، فالمدرب البرازيلي كاكاو ظهر فقيراً فنياً، إذ إنه ليس لديه أي إنجاز يذكر، مستواه التدريبي متدنٍّ جداً، لدينا مدربون محليون أفضل منه بعشرات المرات. لقد بات واضحاً أن إبعاد المدرب السابق للمنتخب (ناظم الشريعت) كان أكبر خطأ ارتكبه القائمون على اتحاد الكرة، فمدربنا كاكاو ضيع العديد من المباريات بسبب عدم قراءته للفريق الخصم، مثلاً كان لدى الفريق الخصم لاعب مطرود هو من خيرة لاعبيهم، هنا كان المفروض أن يستخدم المدرب طريقة (الباور بلي) ويستغل النقص العددي ويزيد الغلة من الأهداف، لكنه جعل الفريق يتراجع، وبعد أن اكتمل عدد لاعبي الفريق الخصم بدأ بـ (الباور بلي)، وخسرنا النتيجة، لا يسعني إلا أن أقول: ضاع الحلم العالمي يا كاكاو.”