أحمد رحيم نعمة /
وصلت الرياضة العراقية في الآونة الأخيرة الى منحدرٍ خطير بسبب التجاذبات والتقاطعات بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، ما جعل الشارع الرياضي العراقي يتساءل عن ماهية هذه المشكلات وأسبابها،ولماذا أثيرت في هذا الوقت بالذات بعد تسنّم السيد أحمد العبيدي كرسيّ وزارة الرياضة والشباب، لا سيما وأن العبيدي هو أحد نجوم لعبة كرة اليد العراقية وله تاريخ رياضي، ويمكن الاستفادة من خبرته، ومن عزمه على إحداث قفزة نوعية في الرياضة العراقية، فهل ينجح العبيدي في انتشال رياضتنا من واقعها المؤلم أم أن الوضع سيبقى كما هو عليه وتستمر المشكلات في أهم المفاصل الرياضية.
عن هذا الموضوع أجرينا استطلاعاً في أوساط الصحافة الرياضية، إذ كان أول المتحدثين هو الصحفي الرياضي (طه كمر) الذي قال: لا أتوقع أن ينجح الوزير الجديد مع جلّ احترامي له، لأسباب كثيرة منها أن هناك هجمة كبيرة اعترضت مشواره قبل أن يتبوأ المنصب، فما إن تم ترشيحه الى المنصب المذكور حتى انهالت عليه التهَم بطريقة غير حضارية من دون معرفة منهاجه وحتى معرفة سيرته الذاتية، برغم أنه كان لاعباً في المنتخب الوطني ونادي الكرخ بكرة اليد وله سيرة معروفة لدى أغلب الرياضيين، لكن البعض يحاول وضع العصيّ في دواليب وزارته بسبب أو بدونه، إضافة إلى أننا لم نرَ شيئاً منه حتى الآن، اللّهم إلا زيارات ميدانية للملاعب والمؤسسات دون اتخاذ قرارات بحق الرياضة والرياضيين.
الفريق الواحد يولد النجاح
فيما قال الصحفي الرياضي الشاب (أحمد عبد الكريم): ليس مِن الصعب على السيد وزير الشباب والرياضة أن يقود القطاع الشبابي والرياضي نحو الإنجاز والتطور لأنه في منصب يتيح له تحقيق المنهاج الموضوع طوال الأربعة أعوام مِن عمر المُدة الحكومية، وكما تعرفون فإن العمل بروح الفريق الواحد سيولد النجاح، ووزارة الشباب والرياضة فيها العديد مِن الدوائر الإدارية والثقافية والشبابية ورعاية المواهب، والأهم عائدية الملاعب والمنشآت الرياضية إلى الوزارة وذلك كفيل بإنجاح أيّة مبادرة أو تجمع أو مُسابقة، والمردود المالي مِن الملاعب أيضاً سيكون خير تمويل للألعاب والأعمال الشبابية، فالمشكلات الدائرة حالياً بين الوزارة والأولمبية أعتقد، بل أجزم، في حال استمرارها على هذا المنوال من التجاذب والتقاطع فإنها ستزيد معاناة رياضتنا.
توحيد الأفكار
الصحفي الرياضي الشاب (علي العبودي) قال: لا نريد الحكم على وزير الشباب والرياضة الحالي بنجاحه أو فشله لأن المدة الزمنية التي تشكلت فيها الوزارة غير كافية لتنفيذ مشاريعها وخططها على أرض الواقع، لذلك علينا أن نتريّث قليلاً ونترك مساحة للعبيدي للعمل بحرية، ثم نضع خطواته الميدانية والعملية في ميزان صاحبة الجلالة لكي تتسنى لنا معرفة معيار النجاح من الفشل، والى أي حقل تميل الكفة. أضاف العبودي أن استمرار التقاطعات الحاصلة حالياً لا يصب في خدمة الرياضة العراقية، وانما يزيد انكسارها، أتمنى أن تتوحد الأفكار من أجل اعتلاء رياضتنا منصات التتويج.
إذابة التقاطعات
الصحفي الرياضي (رحيم محمد) قال: إن السيد العبيدي يسير على خطى سلفه عبطان في لمّ الشمل الرياضي وتفقُّد الملاعب والمنشآت الرياضية واستقبال الهيئات الإدارية للأندية، وإذا كان هذا منهجه في العمل لا سيما بعد ما أثير من تهم ضده قبيل تسلّمه المنصب وبعده، من قبل أوساط مختلفة، فسيكون النجاح حليفه، إما إذا كانت خطواته لذرّ الرماد في العيون فأعتقد أن للشارع الرياضي الآن رؤىً وتوجهاتٍ وصوتاً مسموعاً يستطيع أن يُقوّم ما لا يتناسب مع تطلعاته وأمنياته، نتمنى على السيد العبيدي أن يرسم خارطة طريق واضحة ومعلنة للنهوض بالواقع الرياضي وإذابة كل التقاطعات مع اللجنة الأولمبية، لأن عمل الجهتين يصب في مصلحة الرياضة العراقية.
ملفات ثقيلة
من جانبه، يقول الصحفي الرياضي (طه الجنابي): إن أمام السيد الوزير العديد من الملفات المعلّقه التي لم تستطع الحقائب الأربع الماضية من حسمها أو وضعها على الطريق الصحيح، وأهم هذه الملفات التعريف بالوزارة ودورها في المجتمع وإبعادها عن التخبّط والتدخل بالملفات الأخر، فما قانون الوزارة وأين هو؟ وماذا عن الملف المعقّد الأزلي للعلاقة مع الأولمبية؟ كيف يمكن أن تسير الأمور بينهما بمرونة وانسيابية؟ وأين ملف إكمال المشاريع ومعالجة التلكؤ في إنجازها وملف الشباب، لقد فقدت الوزارة أهم قاعدة جماهيرية لها وهي مديريات الشباب إذ أصبح ارتباط تلك المديريات بالمحافظات، وهذا سؤال مهم بعد أن كانت للوزارة قاعدتها الجماهيرية في المديريات ومنتدياتها، ثم لماذا نطلق عليها اسم وزارة الشباب؟ لِمَ لا نسميها وزارة الرياضة فقط؟! ملفات ثقيلة تحتاج الى جهد مضاعف لحسمها، نعتقد أن الإجراءات التي اعتمدها الوزير هيكلياً سليمة جداً وتحتاج الى إشراك واستقطاب المزيد من الخبرات الكبيرة لحلحلة الملفات المتراكمة.
روح الفريق الواحد
بينما كانت للإعلامي (أحمد الصالحي) كلمة عندما قال: العديد من الرياضيين غير متفائلين، لأن الوزير العبيدي هو نتاج المحاصصة المقيتة، لذلك هو وزير سياسي حزبي، أعتقد أن الوزير الذي يأتي للوزارة بهذا الشكل سيكون طريق عمله شائكاً، ومع ذلك نتمنى أن نكون مخطئين في رأينا وعسى أن يدفع الوزير عجلة الرياضة في العراق الى الأمام عبر الارتقاء بالمنشآت الرياضية ودعم المواهب والطاقات المعطّلة وتحسين العلاقة مع الأندية الرياضية لا سيما الأولمبية العراقية والعمل بروح الفريق الواحد.