للمرة الرابعة وفي نهائي مجنون.. العراق بطلاً لخيجي 25 بطعم وكرم بصراويين

أحمد رحيم نعمة /

على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على انتهاء كرنفال خليجي 25، الذي توِّج بكأسه المنتخب العراقي للمرة الرابعة، إلا أن الجماهير الرياضية مازالت تتحدث عن هذا العرس الكروي، الذي سوف يفتح آفاقاً جديدة للرياضة العراقية بنجاحها في التنظيم المميز للبطولة، والحضور الجماهيري الكبير الذي كان ملح البطولة وسبب نجاحها بدون منافس، فحضور أكثر من 500 ألف مشجع لمشاهدة مباراة واحدة أدخل العالم في حيرة، كما أن الكرم والضيافة البصراويين كانا علامتين مضيئتين لهذه البطولة التي اعتبرت، وبشهادة أهل الخليج، من أجمل بطولات الخليج منذ انطلاقتها،عن ما أفرزته البطولة وبعض الأحاديث التي قيلت، جمعتها (مجلة الشبكة العراقية) في هذا التقرير:
حضور المهندس وأحلام
في الافتتاحية المجنونة التي أقيمت على ملعب جذع النخلة في البصرة، كان الفنان حسام الرسام حاضراً، عندما قدم فاصلاً غنائياً رائعاً ألهب حماس الجماهير الحاضرة في ملعب جذع النخلة، لتدخل بعد انتهاء الشوط الأول من مبارة العراق وعمان الفنانة الرائعة رحمة رياض وسط ترحيب كبير من قبل الجماهير الرياضية. وفي ختام البطولة حضر إلى البصرة الفنانان ماجد المهندس وأحلام، اللذان تغنيا بحب العراق وشعبه، وكان للفنانين موقف مشرف عندما رفضا تسلم أي مبلغ مقابل المشاركة في حفل اختتام نهائي خليجي 25 في البصرة.
شبكة الإعلام العراقي
جهود جبارة بذلها موفدو شبكة الإعلام العراقي، فقد كانوا، على مدى قرابة الشهر وقبل انطلاق بطولة خليجي 25، يعملون من أجل التهيئة الكاملة لنقل أحداث البطولة، لقد عملوا ليلاً ونهاراً من أجل تغطية جميع مباريات البطولة، وقد نجح كادر الشبكة في إيصال الصورة والمعلومة الصحيحتين إلى المتابعين العراقيين والعرب.
لن أنسى الكرم البصري
خلال حديثنا مع النجم الدولي المصري (عصام الحضري) قال: “لقد شاركت في نحو 41 نهائياً كروياً، لكني لم أشاهد مثل الجمهور العراقي، إنه الرقم واحد في العالم، جمهور يعشق كرة القدم، يحضر إلى المباراة قبل ساعات وساعات متحملاً البرد والمطر، فعلاً إنه جمهور يستحق التقدير، الحقيقة أن أيامي في البصرة كانت جميلة جداً، إذ لا يمكن نسيان تلك الأيام الممتعة من حيث الكرم والضيافة البصرية الرائعين.”
حمودي في الختام
وعن فوز الأسود بلقب خليجي 25، بارك رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الأستاذ (رعد حمودي) فوز المنتخب الوطني العراقي بلقب كأس الخليج العربي في نسختها الخامسة والعشرين بفوزه في ختام البطولة على شقيقه العماني. وهنأ حمودي الجماهير العراقية الوفية التي وصفها بـالظهير الساند لمنتخب الوطن خلال البطولة، كما هنأ عموم الشعب العراقي ومجلس إدارة إتحاد الكرة ولاعبي المنتخب الوطني وملاكيه التدريبي والإداري.
ماذا قال كاساس بعد الفوز باللقب الخليجي
قال مدرب المنتخب الوطني العراقي (كاساس): “أولاً أبارك للشعب العراقي هذا الفوز، ومع أننا لم نلعب بأريحية في المباراة، لكننا حققنا اللقب. لم أكن راضياً على مجريات المباراة إلى درجة أنني لم احتفل بالهدف الثالث حتى نهاية المباراة، فكرة القدم رياضة تحمل العديد من المفاجآت، وأهمية المباراة كانت من أبرز الأسباب، مع ذلك سوف تضيف لنا هذه المباراة خبرة في التعامل مستقبلاً، وما حدث سيجعلنا أقوياء في المستقبل.”
وأضاف: “عند توقيعي مع المنتخب، كان هنالك أشخاص قليلون يثقون بهؤلاء اللاعبين، حتى أنني استقبلت الكثير من الرسائل السلبية، لكن ماحدث سوف يساعدنا على النمو مستقبلاً، أنا لم أفعل كل هذا وحدي، فلدي فريق مساعد ساعدني في تقييم جميع اللاعبين، كنا نحاول أن نجد الحلول لنجعل اللاعبين يتطورون أكثر ويثقون في أنفسهم.” وعن مستوى اللاعب (إبراهيم بايش) قال كاساس: “بايش يستطيع اللعب في أوروبا، على الرغم من أنني، عندما وصلت، وجدت الكثير من الانتقادات له، أتمنى على بايش أن يثق بنفسه أكثر ويتطور أكثر.” وعن الجماهير الكروية قال: “الحقيقة أن الدعم الجماهيري العراقي لايصدق، لقد شاهدت مثل هذه اللحظات في أماكن قليلة جداً، كانوا يدعمون حتى حين كان اللاعبون يمرون بأسوأ حالاتهم، لقد كانت الجماهير العراقية التي حضرت البطولة ملح البطولة، التي أعطت نكهة خاصة بحضورها وتشجيعها الراقي.”
مفتن يبارك
وبارك رئيس الاتحاد العراقي المركزي للفروسية الدكتور (عقيل مفتن) للشعب العراقي فوز منتخبنا الوطني بكأس خليجي ٢٥ على أرض بصرة الكرم والطيبة، وقال إن “فوز أسود الرافدين باللقب الخليجي الرابع هو استحقاق طبيعي لمنتخبنا وجمهورنا الوفي نظراً لما لمسناه من جهود كبيرة بذلت في سبيل إنجاح هذا الحدث الخليجي بصورة مميزة عكست الصورة الحقيقية لواقع العراق والعراقيين.” متمنياً “مواصلة المسيرة المميزة لمنتخبنا الوطني وتحقيق الإنجازات التي تليق بالعراق وترسم الفرحة على وجوه المواطنين “.
كأس عراقية .. بنكهة بصرية
فيما كانت للصحفي الرياضي (جعفر العلوجي) كلمة قال فيها: “تهنئة من القلب، ومباركة بحجم العراق وامتداد نهريه العظيمين دجلة والفرات ومصبهم الكبير شط العرب، فوز خليجي كنا أحوج مانكون إليه، وليلة من الأفراح الصاخبة العفوية التي عبرت عن نفسها بأصدق انتماء لوطني الرائع الجميل في كل شيء لم أشك لحظة واحدة في أن الفوز سيكون عراقياً صافياً صفاء قلوبنا، وحلاوة التشجيع الذي تسمرنا فيه مع الأوقات الإضافية، وصفارة الحكم التي لعبت بأعصابنا أكثر من دقائق المباراة الطويلة. ليلة من العمر أعادت لنا أفراح كأس آسيا بامتياز، وعبّدت جسراً من الثقة بين المنتخب والمدرب والجمهور في حالة انسجام فريدة تزينت ببطولة رائعة هي الأخرى سنختتم بأفولها وداعاً بلا عودة للحظر الذي فرض ظلماً على ملاعبنا وجمهورنا، فقد عدنا من البوابة الأوسع بأرقام قياسية حققها الجمهور الوفي قبل لقب البطولة، بتنظيم رائع وكرم عراقي بصري أصبح علامة فارقة يتغنى بها الخليج وأهله. شكراً من القلب لأبطال قواتنا الأمنية البطلة بمختلف صنوفهم من دفاع وداخلية وأمن ملاعب، فقد ضربوا أروع الأمثلة في المهنية، يسوِّرهم إعلام ناجح، عمل فأبدع، يقف على رأسه نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس الاتحاد العربي للصحافة الأستاذ مؤيد اللامي، ومؤسسات حكومية تعاضدت مع حكومة البصرة المحلية، فكان عنوانها الإنجاز فوراً.”
همسة …
“إقرار لابد من تسجيله في اللحظات الأخيرة ولا تفيه حقه كل كلمات الشكر إلى وزارة الشباب والرياضة ووزيرها السيد أحمد المبرقع الذي كان حلقة الوصل مع الجميع شهراً كاملاً، لم يفارق البصرة حتى توجت بالنجاح الأكبر.”
تنظيم رائع
كما تحدث الصحفي الكويتي (عبد الكريم الشمالي) قائلاً: “نجاح العراق وقطر والسعودية في تنظيم بطولات قوية يضع على عاتق اللجنة المنظمة لـخليجي 26 الكثير من الضغط، وهناك أمور لوجستية نفتقدها كلياً، لايسعني إلا أن أقول ألف مبارك للعراق على التنظيم الرائع وكسب البطولة.. لقد اسعدتمونا بكرمكم الكبير.”
كرم الضيافة البصرية عنوان كبير لخليجي 25
وقال الصحفي الرياضي (نعيم حاجم) عن خليجي 25: “على مدار ثلاثة أيام، تعايشت، برفقة نخبة من الزملاء الأعزاء، مع فعاليات بطولة خليجي 25 التي احتضنتها البصرة بمشاركة ثمانية منتخبات، وتزامنت وقائعها مع أفراح شعبنا بموافقة الأشقاء على الحضور إلى مدينة البصرة الفيحاء، ومن أروقة البطولة سجلت في مفكرتي هذه الصور القلمية لأضعها في متناول القراء الأعزاء، فكانت هذه الحصيلة:
إذا أردنا تسمية النجم الأبرز في البطولة، فلن نخطئ عندما نختار الجمهور الكبير الذي كان ملح المباريات كافة، فقد وجدناه يملأ مدرجات ملعب جذع النخلة في اليوم الافتتاحي، وكم أبهر الأشقاء الخليجيين عندما هتف كثيراً للعراق وللأشقاء، ورفع أعلام البلدان الشقيقة إلى جانب علم العراق الحبيب، كما كان ينقسم على نفسه في المباريات كافة التي التقى فيها الأشقاء، إن كانت في ملعب جذع النخلة أو الميناء، إذ كان حضوره كبيراٌ، برغم أن منتخبنا لم يكن طرفاً فيها. وقد رصدت القطارات والباصات والطائرات المقبلة من بغداد وهي تغص في أيام المباريات بالجمهور القادم من العاصمة والمحافظات التي تمر بها على الطرق المؤدية إلى مدينة السياب، كما وفرت مكاتب السفريات في غالبية المدن العراقية رحلات خاصة لمشاهدة المباريات بحافلات حديثة وبأسعار معقولة، وبرغم أن إجراءات الدخول كانت صعبة نسبياً، وحدثت أخطاء في التنظيم، ولاسيما في عملية الدخول إلى المباريات التي احتضنها ملعب جذع النخلة وملعب الميناء، إلا أننا كنا نأمل من الشركات التي تعاقد معها اتحاد الكرة أن تضع تسهيلات في عملية الدخول، بعيداً عن طرح التذاكر فوق المسموح بها، فجمهورنا يستحق أن نراعيه ونبسّط إجراءات دخوله إلى المدينة الرياضية.
إن فرحه الإنجاز الكبير الذي تحقق في إقامة خليجي 25 في مدينة البصرة أعادت الابتسامة إلى شفاه كل عراقي، لقد أذهلنا العالم، وليس العراقيين فحسب، بنجاح البطولة من ناحية الضيافة البصرية والحضور الجماهيري الذي عكس صورة إيجابية تنم عن مدى حب العراقيين للرياضة بشكل عام، وأن العراق يستطيع أن يحتضن البطولات الكروية الكبرى. وهذا النجاح بانت ملامحه وأصداؤه وحصدنا ثماره من خلال آراء مسؤولي المنتخبات الشقيقة وإشادتهم بحسن الاستقبال وكرم أهالي البصرة. وعندما نتحدث عن المستوى الذي ظهر به منتخبنا العراقي، فنقول إنه ترك أكثر من علامه استفهام؟ إذ لم يكن المستوى الحقيقي الذي كان منتظراً من لاعبينا الذين يمتلكون مهارات رائعة، فقد شاهدنا التخبط الذي كانوا فيه بسبب الخطط التي وضعها المدرب كاساس، إذ لم نلمس الإيجابية أو التطور الذي يجعلنا نشعر بالاطمئنان على المنتخب ونتائجه في المشاركات المقبلة. مع هذا كلنا أمل بخطط كاساس مستقبلاً، والظهور بالمستوى الفني العالي في بطولة آسيا المقبلة. خلال أيام بطولة خليجي 25 في مدينة البصرة، وقعت عيناي على عبارة في جميع الطرق والشوارع تقول (في البصرة دخول الفنادق ممنوع، السكان يفتحون بيوتهم لاستقبال الجماهير الخليجية والقادمة من مدن ومحافظات العراق)، الحقيقة أبهرتني هذه الكلمات، مثلما أبهرت قبلي أعضاء بعثات المنتخبات الخليجية الشقيقية وجماهيرها، إلا أنني لمست ذلك عن كثب خلال مباريات بطولة كأس الخليج العربي، فقد أفرغ العديد من الأهالي بيوتهم لاحتضان الجماهير القادمة من العاصمة والمحافظات ومن دول الخليج العربي، ولاسيما من الجانب الكويتي الذي سجل حضوراً جماهيرياً بكثافة إلى مدينة الكرم الحاتمي، كما شاهدت الكثير من يافطات الترحيب المنتشرة في شوارع البصرة، فضلاً عن نشر الأعلام السعودية والقطرية والعمانية والبحرينية واليمنية والإماراتية والكويتية والعراقية في كل مكان، ما كان له صدى إيجابي لدى الوفود الشقيقة ووسائل الإعلام المرافقة لها..
كان الفوز بكاس الخليج العربي مهماً جداً، لكن الأهم هي الرسالة إلى دول العالم كافة بأن العراق بشكل عام، والبصرة خاصة، عرفا بالأمن والأمان، وبكرم الضيافة، وحسن استقبال الضيوف، ومازال أهل العراق محافظين عليها، ويؤدونها بكل حفاوة وعطاء، باعتبار أن كرم الضيافة هو السمة الأساسية لدى العراقيين كافة.”