أحمد رحيم نعمة/
آخر مرة توّج بها المنتخب الوطني كبطل لكأس الخليج كانت عام 1988 بقيادة المرحوم شيخ المدربين عموبابا. ثلاثون عاماً مرت والعراق بعيد عن منصّات التتويج حتى غدا كأس الخليج حلماً عراقياً.
برغم ضعف المنتخبات المشاركة، لاسيما في البطولة الأخيرة خليجي 23 التي أقيمت في الكويت، حيث شارك المنتخب السعودي بمنتخبه الأولمبي والقطري بمنتخبه الشبابي والبحريني بالمنتخب الرديف والحال نفسه بالنسبة لمنتخب عمان، لكن منتخب العراق خرج من البطولة خالي الوفاض بعد الخسارة مع المنتخب الإماراتي بركلات الترجيح، السؤال الذي طرحته الجماهير الكروية: متى نستعيد كأس الخليج؟!
عقمٌ تهديفي
يرى باسم قاسم، مدرب المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم، أن ما تحقق لأسود الرافدين في المشاركة بخليجي 23 في الكويت يعد مقبولاً برغم أن الطموحات كانت كبيرة في الوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة على تحقيق اللقب بعد غياب عراقي عن منصات التتويج يعود لعام 1988، ففي هذه البطولة برزت عناصر شبابية سيكون لها الثقل الأكبر في مسيرة المنتخب الوطني في المشاركات المقبلة، حيث ركزنا عملنا على منح الفرصة لطاقات أكدت علو كعبها، وكانت على موعد مع التفوق بتقديم الأداء الفني العالي بشهادة المتابعين لخليجي 23.
وأضاف أن المشكلة التي عاناها الفريق هي العقم التهديفي الذي حاولنا إيجاد حلول له من دون جدوى، لأن هذا لن يأتي بين ليلة وضحاها، فالمدة المقبلة ستشهد وضع حلول ناجعة نحو الحصول على معدل تهديفي أفضل، حيث يمتلك العراق طاقات متميزة وجديرة باستعادة ألقها في الخطوط الأمامية.
غياب التخطيط
يقول اللاعب الدولي السابق محمد علي: لقد واكبنا الحدث الكروي لخليجي 23 وكالمعتاد خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم بخُفّي حنين من تلك البطولة الكروية حالها حال البطولات السابقة على مختلف الصّعد العربية والقارّية الأخرى، وطبعاً الخاسر الأكبر لخروجنا الباهت من هذا المحفل الكروي الخليجي هو كرة القدم العراقية وجماهيرها الرياضية الكروية المتعطشة للظفر بأية بطولة كروية، عربية كانت أم قارية، أداء غير مقنع ابتعد عن اللعب الجماعي وطغت عليه الألعاب الفردية و الأنانية بالتصرف بالكرة، أما خط الهجوم فقد كان عقيماً بمعنى الكلمة ولا وجود له، إخفاقة تلو الأخرى في مختلف المشاركات الكروية (محلياً عربياً قارياً) نتيجة عدم التخطيط الكروي الصحيح على المدى البعيد والإيمان غير القوي لاتحاد الكرة لانتشال واقع الكرة البائس.
اتحاد كروي عاجز
فيما كان للمدرب علي حسين رأي عندما قال: إن المهتمين بالشأن الكروي العراقي وجماهيرنا الرياضية الكروية تنتظر ومنذ سنوات عدة الحلول الجذرية لإعادة هيبة الكرة العراقية على جميع الصعد، لكن اتحاد الكرة الحالي على مايبدو عاجز تماماً عن إيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من أجل استعادة العراق مكانته الكروية، الكل ينتظر تصريحات الاتحاد العراقي لكرة القدم بخصوص الإقصاء الأخير من البطولة لخليجي 23 لاسيما أن الجميع متفق ومنذ سنوات بأن سياسية الاتحاد الكروي فاشلة جداً ويشوبها الكثير من النواقص فيما يخص الأمور الإدارية كذلك الأمور الفنية.
مصالح شخصية
المتابع الرياضي كريم حسن قال: بعض الدخلاء على إدارة الكرة هم سبب رئيس لهذا التدهور الكبير الذي أصاب رياضتنا الكروية، إذ أن هؤلاء لم يقدموا أي شيء يسهم في خدمة كرتنا محلياً ودولياً، بل على العكس دمروا تاريخ وسمعة العراق الكروية في المحافل الدولية، لقد حقق هؤلاء مصالهم الشخصية والمادية ولايهمهم ما توصلت إليه رياضتنا الكروية وهبوط المستوى الفني والبدني والمهاري لفريقنا الكروي.
حالة واحدة!
الرياضي سليم قاسم حمّل الاتحاد العراقي لكرة القدم السبب الأول في الانتكاسات التي تحصل للكرة العراقية، حيث لايوجد مهني وأكاديمي يعرف يخطط ويهتم بإعداد أكثر من فريق في آن واحد، الآن المشكلة تكمن في تجمّع اللاعبين مع كل منتخب يشكّل!! فرق الشباب والأولمبي والوطني تلعب بنفس اللاعبين، بينما في العقود الماضية كان لدى العراق أكثر من منتخب، الوطني فيه ا، ب، والأولمبي، والناشئين، والأشبال، فضلاً عن المدارس الكروية التي تنجب اللاعبين، ولا يترحّل أي لاعب إلى المنتخب الآخر إلا بعد فحوصات ومعاينات دقيقة. كانت الأمور تسير وفق ما مخطط له من قبل خبراء في الاتحاد، بينما الآن اختلف الوضع تماماً بحيث لم نعد نفرق بين المنتخب الأولمبي والوطني، الاثنان حالة واحدة والخسارة على الكرة العراقية واقعة بسبب سوء التخطيط، ولا ندري هل خلت الساحة الكروية العراقية من اللاعبين؟ نعلم جيداً أن الأندية مليئة باللاعبين المواهب وأغلبهم يستحق ارتداء فانيلة المنتخب الأولمبي أو الوطني، لكن العلاقات والمجاملات والأمور الشخصية أبقت على التشكيلة الحالية!