محمد رائد: إنجازاتنا ليست قليلة برغم قلّة الدعم للّعبة

أميرة محسن /

نجم من نجوم لعبة الكِك بوكسنغ العراقية، نال العديد من الأوسمة خلال مسيرته الرياضية، سطع نجمه في بطولة آسيا العام الماضي عندما خطف وسامين، الأول فضي والثاني نحاسي، إلا أنه قرر الاعتزال والاتجاه صوب العمل الإداري لينضم الى اتحاد اللعبة.
عن سبب قرار اعتزاله المفاجئ وعن مسيرته الحافلة بالأحداث خصّ محمد رائد “مجلة الشبكة” بحوار صريح:
*في البداية لماذا اخترت هذه اللعبة العنيفة دون غيرها؟
– هذه اللعبة كانت تشدني منذ الطفولة.. فانطلاقتي كانت من نادي الكاظمية الرياضي عام 2006، حيث كان الوصول الى مقر النادي فيه مخاطره وصعوبة بسبب الوضع الأمني في ذلك الوقت. وبالنسبة لي اخترت هذه اللعبة لأنها تقوي الثقة بالنفس وتجعل الجسم أكثر صحة ومرونة.
*اول بطولة شاركت فيها؟
– بطولة العراق للناشئين عام 2007 على المستوى المحلي وحصلت على الميدالية الذهبية، فكما تعلمين أن اللعبة تعتمد على نظام الأوزان والفئات العمرية التي تتقسم الى ناشئين وشباب ومتقدمين وبصنفين الرجال والنساء وتحتوي على سبعة أنظمة من ضمنها الحلبة والبساط، ففي عام 2007 كنت قد حصلت على المركز الأول وأنا ألعب على البساط، ولكن بعد 2010 لعبت على الحلبة لغاية 2018.
*افهم من كلامك أن هناك فرقاً بين البساط والحلبة؟
– نعم هناك فرق بسيط في الأنظمة ولكن جميعها قتالية، ففي البساط يبحث اللاعبان عن النقطه بعد تسديد الضربة، أما في الحلبة فنبحث عن الضربة القاضية.
*كم عدد الجوائز والإنجازات التي حصلت عليها خلال مسيرتك الرياضية؟
– لدي 13 ميدالية ذهبية محلية على مستوى العراق . أما في المحافل الدولية فحصلت على ميدالية برونزية بالرغم من الإصابة التي كنت أعاني منها أثناء نزالي مع اللاعب المغربي في البطولة الدولية بالأردن، وبعدها حصلت على ميداليتين فضية وبرونزية في بطولة آسيا 2017 التي أقيمت في قرغستان وبعدها اعتزلت اللعب.
* لماذا هذا الاعتزال المبكر؟
– من وجهة نظري أن كل لاعب يجب أن يتابع مستواه بتجرد وأن يرى عيوبه قبل كل شيء، فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات كان لابد من اتخاذ قرار الاعتزال خصوصاً وأن مستواي بدأ بالتراجع وصارلا يلبي الطموح خصوصاً وأني قد حققت الذهبية والفضية والبرونزية في هذه اللعبة التي أحبها.. وباعتقادي آن الأوان أن أترك المجال للأبطال الشباب الآخرين كي يأخذوا فرصتهم لتحقيق ميداليات أخرى للعراق. والآن اتجهت للعمل الإداري في الاتحاد ولديّ ماجستير في القانون، كما أني رشحت لانتخابات الاتحاد وحصلت على أصوات كثيرة رشحتني لأن أكون أحد أعضاء اتحاد الكِك بوكسنغ، ورئيس اللجنة القانونية في الاتحاد العربي.
* موهبة محمد.. من المكتشف وماذا تحب أن تقول له؟
– الكثير من المدربين اكتشفوني، ولكن أولهم كان ثائر عبد الأمير وصبري علي خضير والمدرب رعد كريم، جميعهم طوروا قدراتي بتوجيهاتهم الصحيحة وأود أن أقول لهم شكراً كبيرة من الأعماق.
* ما المعوقات التي تواجه لعبتكم؟
– أبرزها قلّة الدعم المادي، لكني أرى أن إنجازاتنا هي التي تتكلم عنا، بالرغم من قلة الدعم كما ذكرت، لكننا ماضون في تطوير اللعبة.
* نزال طبع في ذاكرتك؟
– نزالي الذي استمر لثلاث جولات متتالية مع خصم من محافظة البصرة وتمنيت أن ينتهي النزال حتى وإن كانت النتيجة لصالحه، لأن الخصم كان قوياً جداً وحتى الجمهور كان متعاطفاً معه ويهتف باسمه لصلابته، كان نزالاً تاريخياً والحمد لله فزت بالذهبية. كما أتذكر النزال الثاني في البطولة العربية التي أقيمت في الأردن مع اللاعب المغربي حين أصبت في ركبتي وعلى إثرها نقلت الى المستشفى، ومع ذلك حصلت على الميدالية البرونزية نتيجة للإصابة.
* لماذا لم يتم تكريمكم في بطولة آسيا العام الماضي؟
– الحقيقة في عام 2018 كانت نتائج المنتخب الوطني بالكِك بوكسنغ رائعة جداً، لاسيما مشاركتنا في بطولة آسيا وحصولنا على 22 وساماً مابين ذهبي وفضي وبرونزي، وهذا لم يحصل من قبل، كنا نأمل أن نكرَّم من قبل الأولمبية او وزارة الشباب والرياضة بعد هذا الإنجاز الذي تحقق في قرغيستنان، لكن بعد عودتنا لم نحظَ بأي تكريم ولغاية اللحظة، عموماً لعبنا من أجل رفع اسم العراق وعزف سلامنا الجمهوري وسط فرح العراقيين المتواجدين.
* محمد.. بعيداً عن رياضة العنف؟
– محمد رائد إنسان خجول لايبحث عن المشاكل، محب للجميع.. ومن هواياتي الأخرى كتابة الشعر الشعبي، أكرة النفاق والكذب والمنافسة غير المشروعة بين اللاعبين، أحب متابعة منتخبنا الوطني لكرة القدم عندما يلعب.
* ما الذي جمع الشعر والرياضة في شخصية محمد؟
– بصراحة لا أعرف كيف اجتمع الإحساس والقوة ولكن الآن يستهويني الشعر أكثر.